يمن ديلي نيوز: لم يستبعد المحلل السياسي المعروف، عبده سالم، أن تأتي الاتهامات الصادرة عن زعيم جماعة الحوثي المصنفة إرهابية لمنظمات الأمم المتحدة بالتجسس في سياق تصعيد سياسي وأمني منظّم هدفه الضغط على الأمم المتحدة والمنظمات الدولية لانتزاع تنازلات سياسية وإنسانية.
والخميس الماضي 16 أكتوبر/تشرين الأول تحدث عبدالملك الحوثي عن “دور” لأحد موظفي برنامج الغذاء العالمي بصنعاء في الغارة الإسرائيلية التي استهدفت اجتماعًا لحكومة الجماعة (غير المعترف بها) أواخر أغسطس الماضي.
كما اتهم في خطابه الأسبوعي الذي تبثه قناة المسيرة موظفين في منظمات تابعة للأمم المتحدة بممارسة ما قال إنها “أعمال تجسسية وعدوانية” لصالح أمريكا وإسرائيل.
السياسي عبده سالم في حديث مع “يمن ديلي نيوز” حول خيارات الأمم المتحدة لحماية موظفيها بعد اتهامات زعيم الحوثيين قال إن لديها خيارات لكنها تعتمد على مدى تجاوب المجتمع الدولي وحجم الحماس لمواجهة التهديد الحوثي المتزايد.
من ضمن هذه خيارات الأمم المتحدة التحرك الدبلوماسي والإجرائي المكثّف عبر مجلس الأمن والدول المؤثرة للضغط على الحوثيين للإفراج عن المحتجزين وضمان سلامة العاملين، وصولاً إلى استصدار قرارات دولية ملزمة بعد توثيق الانتهاكات ورفعها رسمياً في تقارير أممية، بما يوفّر أساساً قانونياً لفرض عقوبات دولية رادعة.
وأضاف: من الطبيعي أن يلجأ مكتب الأمم المتحدة في اليمن إلى تقليص أو تعليق أنشطته الميدانية مؤقتاً في مناطق سيطرة الحوثيين لتقليل المخاطر، إلى جانب نقل مراكز العمليات إلى مناطق أكثر أمناً داخل اليمن أو خارجها عند الضرورة.
ما خيارات الأمم المتحدة لحماية منظماتها في صنعاء بعد اتهامها بـ “التجسس”؟
تعبئة أنصارهاالسياسي عبده سالم قال إن جماعة الحوثي تُستخدم اتهامات التجسس لتعبئة أنصارها وإظهار الجماعة بمظهر “الضحية المستهدفة خارجياً”، خصوصاً بعد تصاعد الانتقادات الدولية لانتهاكاتها، مشيراً إلى أن هذه الاتهامات ذات طابع سياسي ودعائي أكثر من كونها مبنية على أدلة أمنية حقيقية.
وتحدث “سالم” عن تقديرات تشير إلى أن اتهامات التجسس الصادرة عن زعيم الحوثيين تأتي في إطار محاولة الحوثيين ملء الفراغ الإعلامي والسياسي الذي خلّفته تراجع حدة حرب غزة، وهي الحرب التي اعتمدت عليها الجماعة طويلاً في شدّ التفاعل الشعبي معها وإكساب خطابها بعداً “مقاوماً”.
ولم يستبعد أن تكون هذه الاتهامات تهدف إلى استباق أي احتمال لأن تكون هي الهدف القادم بعد انتهاء تلك الحرب.وتحدث “سالم” عن مخاطر تهدد المحتجزين، من موظفي الأمم المتحدة، وفي مقدمتها التعذيب وسوء المعاملة أو المحاكمات الصورية بذريعة “التجسس”.
وقال إن الاتهامات تفتح الباب أمام مزيد من التضييق على المنظمات الإنسانية والإغاثية، ما قد يؤدي إلى شلّ العمل الإنساني في مناطق سيطرة الحوثيين نتيجة الخوف وفقدان الثقة، ويزيد من معاناة السكان الذين يعتمدون على المساعدات الدولية.
وتهمة التجسس لصالح إسرائيل وأمريكا والأجانب هي تهم دأبت الجماعة على توجيهها نحو خصومها السياسيين منذ سيطرتها على العاصمة صنعاء في سبتمبر/أيلول 2014 وفق تقارير محلية ودولية.
تأتي هذه الاتهامات في ظل حملة اعتقالات طالت العشرات من موظفي المنظمات الأممية والدولية، آخرهم قبل أيام عندما اقتحمت مجمعاً سكنياً لموظفي الأمم المتحدة، إذ تشير مصادر حقوقية إلى أن عدد المحتجزين تجاوز 50 موظفًا.
مرتبط
الوسوم
الأمم المتحدة
اختطاف موظفي الأمم المتحدة
جماعة الحوثي
نسخ الرابط
تم نسخ الرابط
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news