علي سالم المعبقي:
في خطوة تندرج في اطار إحياء تراث الإمامة أطللق مؤخرا موقع الكتروني على الانترنت ضم الارشيف الرقمي ل “جريدة الإيمان”؛ الصحيفة الرسمية للمملكة المتوكلية ؛في وقت تخلو فيه الشبكة العنكبوتية من ارشيف رقمي لصحافة العهد الجمهوري: ” الثورة”؛”الجمهورية” ؛”14أكتوبر”.
إحياء تراث المملكة المتوكلية مهمة ممتدة منذ سنوات تنفذها حكومة صنعاء بواجهتها المذهبية السياسية كحزب الحق واتحاد القوى الشعبية وتهدف الى تعزيزالعصبية المذهبية وتوسيع قاعدتها الاجتماعية داخل الجغرافية الزيدية مستفيدة من انحسار تأثير المكونات الجمهورية وتفاقم ظاهرة الثأر السياسي.
عملية إحياء تراث الإمامة تضمنت إعادة انتاج رموز الثقافة التراتبية المذهبية مثل كلمة “سيد” التي عادت للتداول و الاستخدام الرسمي السياسي والاعلامي .و”يوم الولاية” الذي بات مناسبة رسمية كما تضمنت اطلاق صفحات على مواقع التواصل الاجتماعي وانتاج اعمال فنية و افلام وثائقية تروج لمرحلة ماقبل الثورة.
يشكل مفهوم المسيرة القرآنية محورا مركزيا في إعادة انتاج إيديولوجية الإمامة . و المفهوم صيغة معاصرة لدولة القرآن كما وردت في البرنامج السياسي لحزب اتحاد القوى الشعبية بنسخته الصادرة عام 1961 ويترادف مع “الدولة الاسلامية” الذي طرحته القوة الثالثة اثناءمؤتمر حرض وسعت من خلاله التوفيق مابين الملكيين المتشبثين ببقاء اسم الملكية وبين الجمهوريين المتمسكين بالنظام الجمهوري.
على غرار الاسلام السياسي السني الذي اتخذ الوهابية ايديولوجية تعزيز وسيطرة قطع الاسلام السياسي الشيعي مع التراث العقلاني للزيدية واقترب من الايديولوجية الخمينية.
بحلول 2004 كان هناك 65 مركزا تتبنى تعليما زيديا مؤدلجا ومع اعلان الوثيقة الفكرية الثقافية للزيدية في 2012 تأكدت القطيعة مع المعتزلة بنص الوثيقة صراحة على تبني نظرية الاصطفاء الالهي.
خلافا لجامعة الإيمان التي عملت كمنصة وهابية موازية للتعليم الرسمي هيمنت الخمينية على مؤسسات التعليم الحكومي مستهدفة صياغة المناهج وعقول الطلاب بما يتوافق مع ايديولوجية الإمامة حتى باتت جامعة عنصنعاء أشبه بفقاسة ايديولوجية مذهبية تعيد انتاج الثقافة السياسية والفقهية للإمامة فلا يخلو اصدار من اصدارات الجامعة والمراكز التابعة لها من مقالة او دراسة تكرس تراث الامامة.
انبعاث تراث الامامة لم يكن نتيجة هشاشة جمهورية فحسب بل غذته هجمات 11 سبتمبر التي قدمت الاسلام السني كعدو ودفعت باتجاه دعم الشيعة وهو أمر التقطه زعيم تنظيم الشباب المؤمن ليعلن في 2002 استعداد جماعته مكافحة التكفيريين فيما ضغط الغرب لابقاء القوات العسكرية التي دربتها واشنطن وفرنسا على الحياد.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news