يمن ديلي نيوز:
في الوقت الذي جدد فيه سفير واشنطن لدى اليمن، ستيفن فاجن، تعهد بلاده بمواصلة الضغط على جماعة الحوثي لإطلاق سراح موظفيها المختطفين، ما تزال عشرات الأسر اليمنية التي أجلتها الخارجية الأمريكية إلى القاهرة تعيش أوضاعًا صعبة منذ سنوات بعد تعثر نقلها إلى الولايات المتحدة لأسباب غير معروفة.
وكانت الخارجية الأمريكية قد أمرت عقب سيطرة جماعة الحوثي المصنفة إرهابية على مبنى السفارة الأمريكية في 2015 بإجلاء عوائل الموظفين اليمنيين في السفارة الأمريكية الذين غادروا صنعاء إلى العاصمة المصرية القاهرة تمهيداً لنقلهم خلال فترة ستة أشهر إلى الولايات المتحدة.
وقال السفير فاجن، في بيان نشرته سفارة واشنطن لدى اليمن اليوم الأحد 19 أكتوبر/تشرين الأول بمناسبة مرور أربع سنوات على حادثة الاختطاف: “أجدّد وعدنا: لن تنساكم الولايات المتحدة. لن نتوقف عن ممارسة الضغط، ولن نرتاح حتى يُطلق سراح كل شخص محتجز ظلمًا دون قيد أو شرط، ويعود إلى منزله وأحبّته”
وفي 19 أكتوبر/تشرين الأول 2021، اعتُقل ستة موظفين يمنيين عملوا في السفارة والمنظمات الأمريكية بالعاصمة صنعاء، وتم تحويلهم لاحقًا إلى النيابة الجزائية المتخصصة المعنية بقضايا الإرهاب.
وبعيداً عن تعهد السفير الأمريكي لدى اليمن أكدت مصادر يمنية في القاهرة لـ”يمن ديلي نيوز” أن عشرات من العوائل التي أجلتها واشنطن إلى القاهرة مازالت تعيش أوضاعاً غاية في الصعوبة، وصل البعض بها إلى عجزها عن سداد إيجارات الشقق التي تسكن فيها، أو توفير الوجبات الأساسية من الطعام.
ووفق المصادر فإن تحركات كانت قد بدأت لنقلهم إلى الولايات المتحدة الشهرين الماضيين إلا أن تلك التحركات توقفت بعد الاغلاق الحكومي الأمريكي الذي بدأ في 1 أكتوبر/تشرين الجاري، نتيجة فشل الكونغرس في تمرير التشريعات اللازمة لتمويل الحكومة للسنة المالية 2026.
وكان المركز الأمريكي للعدالة أفاد في وقت سابق من شهر يوليو/تموز الماضي أن أربعة موظفين في سفارة الولايات المتحدة لدى اليمن خلال انتظار نقلهم من القاهرة إلى واشنطن ضمن 110 عائلات أجلتها الولايات المتحدة تمهيدًا لنقلها إلى أمريكا بناءً على طلب وزارة خارجية واشنطن، بالتنسيق مع منظمة الهجرة.
وذكر المركز أن الموظفين كانوا قد أجلوا بناءً على وعود أمريكية رسمية بأنه سيتم نقلهم إلى الولايات المتحدة خلال فترة تتراوح بين 6 إلى 9 أشهر، حيث تم نقل بعض الأسر بينما ما زالت نحو 110 أسر تعيش أوضاعًا بائسة في مصر.
وناشد المركز الأمريكي للعدالة وزارة الخارجية الأمريكية بضرورة التدخل العاجل لإنقاذ أكثر من 110 عائلات يمنية من موظفي السفارة السابقين في صنعاء، العالقين حاليًا في مصر ويعيشون ظروفًا إنسانية قاسية ومتدهورة.
وأشار بيان المركز الأمريكي للعدالة إلى أن عائلات موظفي السفارة أُجليت من اليمن بناءً على طلب وزارة خارجية واشنطن، وبالتنسيق مع منظمة الهجرة، وذلك استنادًا إلى وعود رسمية بأنه سيتم نقلهم إلى الولايات المتحدة خلال فترة تتراوح بين 6 إلى 9 أشهر.وذكر أنه تم نقل عدد من العائلات، لكن لا يزال نحو 110 عائلات عالقة حتى اليوم في القاهرة دون أي أفق واضح أو دعم ملموس.
وأوضح البيان أن الموظفين اليمنيين الذين خدموا الحكومة الأمريكية خلال فترات حرجة، تعرضوا عقب إغلاق السفارة عام 2015 لانتهاكات جسيمة من قبل جماعة الحوثي المصنفة إرهابية، شملت الاختطاف، والإخفاء القسري، والاحتجاز التعسفي.
وقال إن عددًا من الموظفين تمكنوا من الفرار إلى مصر، غير أن معاناتهم لم تنتهِ، حيث باتوا يواجهون أشكالًا متعددة من الفقر والتهميش، وانعدام الرعاية الصحية والتعليم، وغياب أي فرص للعمل، مع استحالة تجديد الإقامات بسبب ارتفاع التكاليف، ما وضعهم تحت تهديد قانوني دائم.
وتابع: “يعاني الكثيرون من انعدام الأمن الغذائي، إذ لم تعد العائلات قادرة إلا على تناول وجبة واحدة في اليوم، بينما أصبحت الإيجارات عبئًا مرهقًا يفوق طاقتهم، وسط عجز تام عن دفع متوسط الإيجار الشهري البالغ 200 دولار، فضلًا عن كلفة تجديد الإقامات التي تبلغ 150 دولارًا للفرد كل ستة أشهر”.
وأضاف: “بات ذلك أمرًا مستحيلًا، مما حرمهم من دخول المستشفيات أو تلقي أي رعاية طبية، وأدى إلى حرمان أطفالهم من الالتحاق بالمدارس، إذ إن السلطات التعليمية لا تقبل تسجيل الطلاب غير الحاصلين على إقامة سارية”.
وأوضح البيان أن هذا الواقع القانوني الهش جعل العائلات عرضة للاعتقال أو الترحيل القسري، وأجبرهم على العيش في أحياء فقيرة ومكتظة، حيث تعرض بعضهم للسرقة والابتزاز، وقد باع كثير منهم آخر ما تبقى لديهم من ممتلكات شخصية من أجل البقاء على قيد الحياة.
وأشار إلى أنه في ظل غياب أي دعم منتظم من الحكومة الأمريكية أو منظمات الإغاثة الدولية، أصبحت هذه العائلات تواجه مصيرًا غامضًا، ومما فاقم الوضع، توقف عدد من الجهات الداعمة الخاصة عن تقديم المساعدة بسبب طول أمد الأزمة دون حل.
وقالت رئيسة المركز الأمريكي للعدالة، لطيفة جامل، إن الوضع لم يعد يحتمل التأجيل، مضيفةً أن “التخلي عن الشركاء الذين خدموا المؤسسات الأمريكية في بيئة عدائية يمثل تقصيرًا أخلاقيًا واستراتيجيًا لا يمكن تبريره”.
وطالب المركز الأمريكي للعدالة وزارة الخارجية الأمريكية باتخاذ إجراءات فورية، تشمل تسريع إجراءات إعادة التوطين أو منح التأشيرات الخاصة، بما في ذلك برنامج تأشيرات الهجرة الخاصة (SIV)، وإحالات برنامج P-2، أو غيرها من المسارات الإنسانية المتاحة.
كما طالب المركز بتوفير مساعدات طارئة عبر التنسيق مع وكالات الأمم المتحدة أو الشركاء الإنسانيين، وضمان تواصل شفاف ومنتظم مع العائلات المتضررة لإعادة بناء الثقة والأمل.
مرتبط
الوسوم
موظفي السفارة الأمريكية
المركز الامريكي للعدالة
عائلات موظفي السفارة الأمريكية اليمنيين في القاهرة
نسخ الرابط
تم نسخ الرابط
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news