آ
آ
في حادثة تثير الذهول والقلق الدولي، اقتحم مسلحون تابعون لميليشيا الحوثي يوم السبت مبنى تابعًا للأمم المتحدة في العاصمة اليمنية صنعاء، دون أي تصريح أو تنسيق مسبق مع المنظمة الأممية، بحسب ما أكدته مصادر من داخل الأمم المتحدة.
وأوضح جان علم، المتحدث باسم منسق الأمم المتحدة المقيم في اليمن، أن مسلحين من الحوثيين دخلوا مجمع الأمم المتحدة في صنعاء بشكل مفاجئ، بينما كان داخله 15 موظفًا دوليًا، مؤكداً أنهم جميعًا بخير وتمكنوا من التواصل مع عائلاتهم بعد الحادثة.
الحادثة ليست الأولى من نوعها؛ إذ سبق أن اقتحم الحوثيون مكاتب الأمم المتحدة في أغسطس الماضي، واحتجزوا حينها أكثر من 11 موظفًا أمميًا، زاعمين أنهم يتجسسون لصالح الولايات المتحدة، وفق ما أفادت به الأمم المتحدة آنذاك.
وفي تطور خطير للأزمة، أعلن ستيفان دوجاريك، المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة، أن 53 موظفًا تابعين للأمم المتحدة ما زالوا محتجزين لدى الحوثيين، مشيراً إلى أن بعضهم لم يُعرف مصيرهم منذ سنوات.
وأضاف دوجاريك أن المنظمة "تدين بشدة هذه الاعتقالات التعسفية" وتطالب بإطلاق سراح جميع المحتجزين فوراً. ويأتي هذا التصعيد بعد تصريحات مثيرة للجدل لزعيم الحوثيين عبد الملك الحوثي، اتهم فيها منظمات تابعة للأمم المتحدة، بينها برنامج الأغذية العالمي واليونيسيف، بالتورط في "أنشطة تجسسية" لصالح "العدوان الإسرائيلي"، حسب وصفه. وردت الأمم المتحدة على هذه الاتهامات ووصفتها بأنها "خطيرة وغير مقبولة"، مؤكدة أن مثل هذه الادعاءات تعرّض حياة العاملين في المجال الإنساني للخطر وتُهدد استمرار عمليات الإغاثة في اليمن.
يُذكر أن التصعيد الأخير يأتي في ظل تداعيات الغارات الإسرائيلية على صنعاء، التي أودت بحياة رئيس حكومة الحوثيين أحمد غالب الرهوي وعدد من وزرائه في أغسطس الماضي، تلاها مقتل رئيس أركان الجماعة محمد عبد الكريم الغماري في غارة أخرى أكدت إسرائيل مسؤوليتها عنها.
حادثة تطرح تساؤلات خطيرة: هل باتت مقرات الأمم المتحدة في اليمن رهينة لصراع الميليشيات؟ وهل يمكن للمجتمع الدولي ضمان سلامة موظفيه بعد أن أصبحوا أهدافًا في ساحة حربٍ متعددة الأطراف؟
وأتس أب
طباعة
تويتر
فيس بوك
جوجل بلاس
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news