يمن إيكو|تقرير:
شهدت أسواق العملات المشفّرة خلال الفترة من 15 إلى 18 أكتوبر الجاري سلسلة من الأعطال التقنية والاختراقات الرقمية، عرضت الأصول لمخاطر بلغت قيمتها مئات المليارات من الدولارات، نتيجة ثغرات في المحافظ وأخطاء تشغيلية في أنظمة العملات المستقرة وشبكات البلوك تشين، بحسب تقارير نشرتها منصات عالمية، بينها “يو توداي”، و”ذا نيكست ويب”، و”جوجل مانديانت”، و”سيسكو تالوس”، ورصدها موقع “يمن إيكو”.
ووصفت منصة “يو توداي” العالمية، اليوم السبت، تلك الاختلالات بأنها الأخطر منذ بداية العام، إذ هددت ملايين المحافظ الإلكترونية وهزت ثقة المستثمرين، بعد اكتشاف ثغرة في مكتبة برمجية تُستخدم لتوليد مفاتيح محافظ البيتكوين تُعرف باسم “ليب بيتكوين إكسبلورر”، ما جعل أكثر من 120 ألف محفظة رقمية عرضة للاختراق.
وأوضحت التقارير أن الخلل ناجم عن ضعف خوارزمية الأرقام العشوائية التي تولّد المفاتيح الخاصة، ما يتيح للقراصنة إعادة توليدها وسرقة الأرصدة خلال وقت قصير.
ودعا خبراء الأمن السيبراني المستخدمين إلى نقل أصولهم فوراً إلى محافظ حديثة تعتمد تقنيات توليد مفاتيح أكثر أماناً، محذرين من أن هذه الثغرة تُعدّ من أخطر الأخطاء التقنية في تاريخ البيتكوين منذ ظهورها عام 2009.
كما كشفت شركة “سيسكو تالوس”، أمس الجمعة، عن قيام مجموعة قرصنة كورية شمالية بدمج أداتيها الخبيثتين “بيفرتيل” و”أوتر كوكي” في برمجية واحدة متطورة قادرة على تسجيل ضغطات المفاتيح وسرقة بيانات المحافظ الرقمية والتقاط صور للشاشات، مؤكدة أن الهجمات استهدفت مطورين عبر عروض عمل وهمية على مواقع مهنية، ضمن حملة “المقابلة المعدية” التي تستخدمها بيونغ يانغ لاختراق أنظمة شركات العملات المشفّرة.
والخميس الفائت، شهدت شركة “باكسوس” المصدّرة لعملة “باي بال” المستقرة حادثة وُصفت بأنها “الخلل الأكبر في تاريخ العملات الرقمية المستقرة”، بعدما سكّت المنصة عن طريق الخطأ رموزاً رقمية بقيمة 300 تريليون دولار.
وأوضحت الشركة أن الخلل كان داخلياً في نظام التشغيل الذكي وتمت معالجته خلال 20 دقيقة، مؤكدة أن أموال المستخدمين لم تتأثر، لكن الحادثة أعادت الجدل حول هشاشة الأنظمة التقنية التي تدير العملات المرتبطة بالدولار الأمريكي.
وفي اليوم نفسه، أعلنت وحدة استخبارات التهديدات في “جوجل” عن رصد أسلوب قرصنة جديد يُعرف باسم “الإخفاء عبر الإيثيريوم”، يستخدم شبكات البلوك تشين مثل إيثيريوم وبينانس لتخزين برمجيات خبيثة داخل العقود الذكية.
ووفقاً لخبراء الأمن السيبراني، يُعدّ هذا أول استخدام معروف لهذه التقنية من قبل جهات مدعومة من دولة، تحديداً مجموعات قرصنة كورية شمالية، لتوزيع برامج تجسّس يصعب اكتشافها أو حذفها من الشبكات اللامركزية.
كما أدى عطل فني في خدمات “أمازون” السحابية، يوم الأربعاء الماضي، إلى توقف مؤقت في عمليات التداول والسحب بعدد من البورصات الكبرى، من بينها “باينانس” و”كوكوين” و”MEXC”، قبل أن تُستعاد الخدمات بعد أقل من نصف ساعة.
وأكدت “أمازون” أن العطل “كان محدوداً وتمت معالجته بالكامل”، بدون الكشف عن حجم تأثيره في القطاع المالي الرقمي.
ويرى محللون أن توالي هذه الحوادث خلال أربعة أيام فقط يُبرز هشاشة البنية التقنية التي تقوم عليها صناعة الأصول المشفّرة، خاصة مع تزايد الاعتماد على العقود الذكية والتطبيقات اللامركزية بدون اختبارات أمان كافية. ويؤكد خبراء أن “الخلل التقني في منظومة العملات الرقمية قد يكون أخطر من الاختراق الإلكتروني نفسه”، نظراً لتأثيره المباشر على الثقة بالسوق واستقرارها.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news