قطع بيان جماعة الحوثي ونفيهم لاستهداف ناقلة النفط فالكون قرب ساحل مدينة أبين (جنوبي اليمن) التكهنات عن وقوف الجماعة خلف تنفيذ هذا الهجوم، الذي يعد الأحدث في سلسلة الهجمات البحرية، ووقع بعد دخول وقت تنفيذ إطلاق النار في غزة حيز التنفيذ.
البيان الذي
نشرته وكالة "سبأ" في صنعاء
الخاضعة لسيطرة الحوثيين أعلن عدم علاقة القوات التابعة للجماعة بالحادث، وذلك نقلا عن مصدر مسؤول في وزارة الدفاع بحكومة صنعاء غير المعترف بها دوليا.
ويعد هذا النفي لجماعة الحوثي الأكثر أهمية في سياق معرفة الجهة الفاعلة، خاصة مع مبادرة الجماعة لتأكيد صلتها ببعض الهجمات، كما حدث معها في هجمات سابقة، حتى ولو كان الإعلان من قبلها متأخرا.
لكن النفي الذي بادرت الجماعة لسرعة إعلانه أضاف غموضا واضحا حول الجهة المتورطة بعملية الهجوم، خصوصا مع تاريخ الحوثيين في العمليات البحرية، وتنفيذهم لعمليات مشابهة، سواء في استهداف ناقلات النفط، أو تنفيذ هجمات في نفس المكان الجغرافي، وآخرها مهاجمة سفينة هولندية في الأول من أكتوبر الجاري.
هذا الغموض للجهة تطرق له بيان
شركة أمبري التابعة للجيش البريطاني
والمهتمة بالأمن البحري، واستبعدت علاقة جماعة بعملية الاستهداف، قبل صدور بيان الحوثيين أنفسهم، ونفي علاقتهم.
وكالة أسوشيتدبرس الأمريكية
رجحت في تقرير مبكر لها حول الحادثة
عدم صلة الحوثيين، وقالت إن التفاصيل المقدمة حول السفينة المستهدفة تتوافق مع ذات الناقلة التي سبق لمنظمة "متحدون ضد إيران النووية"، وهي مجموعة ضغط مقرها نيويورك، واتهمتها بالعمل ضمن أسطول إيراني من السفن، في مهمة نقل المنتجات النفطية في أعالي البحار، على الرغم من العقوبات الدولية.
تسند هذه المعلومات ما كشفته وكالات أنباء أن السفينة المستهدفة والتي تحمل نفس الاسم "فالكون" جرى استهدافها أثناء توجهها من ميناء صحار في سلطنة عمان إلى جيبوتي، وهو ذات الخط البحري الذي تتحرك فيه السفن المتجهة من وإلى السواحل الإيرانية.
ومع هذا الغموض المهيمن على الجهة الفاعلة والمستهدفة لهذه السفينة، تثار التكهنات حول الفاعل المتورط في عملية التنفيذ، وفيما إذا كان هناك طرف ثالث نفذ العملية، لخلط الأوراق، ودخل على خط استهداف السفن التابعة لإيران، أم ماذا؟
وفي هذا الصدد يرجّح الكاتب والصحفي أحمد الشلفي أن جماعة الحوثي لن تعود إلى مهاجمة السفن، أو إسرائيل، ويعزو ذلك إلى أن الحرب في غزة توقفت، ومعها تلاشت المبررات التي استندت إليها الجماعة لتبرير هجماتها باسم "نصرة غزة"، وكذلك وصول الحوثيين إلى وضع لا يسمح لهم بخوض مواجهة جديدة مع إسرائيل أو أمريكا، مضيفا في منشور له على صفحته بفيسبوك بالقول: "الضربات التي تلقتها الجماعة خلال العامين الماضيين لم تمرّ دون أثر".
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news