اعترفت مليشيا الحوثي الإرهابية، عبر أحد أبرز قياداتها، بعجزها عن استئناف العمليات العسكرية واستعادة السيطرة على المناطق المحررة، في إقرار غير مسبوق يعكس حجم التراجع الذي تعيشه الجماعة منذ توقف الحرب قبل أكثر من ثلاث سنوات.
وجاء هذا الاعتراف على لسان القيادي الحوثي محمد البخيتي، الذي نشر سلسلة تغريدات على منصة “إكس”، وصفها بأنها مصارحة للشعب اليمني، أقر فيها بصعوبة العودة إلى خيار الحسم العسكري، معتبرًا أن تكلفته الباهظة في ظل الظروف الراهنة تجعل منه خيارًا غير واقعي.
البخيتي حاول التغطية على هذا العجز بالادعاء أن استمرار الصراعات الداخلية والإقليمية يخدم مصالح دولية، وتحديدًا الولايات المتحدة وبريطانيا، لكنه في الوقت ذاته طرح ما وصفه بـ”التحرك الشعبي” من صعدة إلى المهرة كبديل عن الحرب، زاعمًا أنه السبيل لتحرير اليمن واستعادة ثرواته، دون أن يمنح “العدو” فرصة لتحويله إلى صراع داخلي.
تصريحات البخيتي، التي حملت في طياتها اعترافًا ضمنيًا بفشل المليشيا في استعادة زمام المبادرة، جاءت بعد يوم واحد فقط من إعلان الجماعة مصرع رئيس أركانها محمد الغماري، الذي قضى في غارة إسرائيلية استهدفته بصنعاء أواخر أغسطس الماضي، وأسفرت أيضًا عن مقتل رئيس حكومة المليشيا وسبعة من وزرائها.
ويُعد الغماري من أبرز القيادات العسكرية والعقائدية في صفوف الحوثيين، واستهدافه شكّل ضربة قاسية للجماعة المدعومة من إيران، خصوصًا أنه جاء بعد أسابيع من الإنكار والتكتم، ومحاولات فاشلة لنفي حدوث اختراق استخباري إسرائيلي داخل صفوفها، حيث سبق أن وصفت الهجوم بأنه استهدف عناصر مدنية.
إقرار المليشيا بمصرع الغماري كشف حجم الاختراق الذي تعرضت له، وأكد وصول إسرائيل إلى أحد أهم رموزها العسكرية، ما اعتبره مراقبون تحولًا نوعيًا ستكون له تداعيات استراتيجية على مستقبل الجماعة، ويجبرها على إعادة تقييم خياراتها وتحركاتها القادمة.
ويرى محللون أن هذا التطور يعكس هشاشة البنية الأمنية والاستخبارية للحوثيين، ويعزز احتمالات استهداف قيادات أخرى، بما في ذلك زعيم الجماعة نفسه، في ظل تصاعد الضغوط الخارجية وتراجع القدرة على خوض مواجهات داخلية واسعة، وهو ما عبّرت عنه بوضوح تصريحات البخيتي الأخيرة.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news