سرطان الثدي.. أرقام مأساوية وتحديات صحية كبيرة باليمن( تقرير خاص )

     
قناة المهرية             عدد المشاهدات : 59 مشاهده       تفاصيل الخبر       الصحافة نت
سرطان الثدي.. أرقام  مأساوية وتحديات صحية كبيرة باليمن( تقرير خاص )

يشهد اليمن تزايدًا مستمرًا لعدد الإصابة بسرطان الثدي بين النساء، وسط مخاوف كبيرة من زيادة الانتشار وعدم القدرة على مواجهة هذا المرض المستعصي.

 

ويعد سرطان الثدي أحد أكثر أنواع السرطان شيوعًا في العالم؛ إذ تشير تقارير منظمة الصحة العالمية إلى أنه تُسَجَّل أكثر من 2.3 مليون حالة جديدة سنويًا في العالم.

 

ومطلع شهر أكتوبر الجاري، أعلن مركز الأمل لعلاج الأورام السرطانية بتعز أنه سجل 198 حالة إصابة جديدة بسرطان الثدي منذ بداية العام الجاري وحتى أغسطس 2025م، داعيًا إلى تكثيف حملات التوعية والكشف المبكر للتقليل من معدل الوفيات بهذا المرض، مشدداً على ضرورة مواكبة الحملة الوردية التي تقام هذا الشهر للتوعية بهذا الجانب.

 

تحديات التشخيص والعلاج

 

وتعود أسباب انتشار مرض سرطان الثدي في اليمن إلى مجموعة من العوامل يلخصها الدكتور أمين المزاحم" أخصائي أورام صلبة في مركز الأمل لعلاج الأورام السرطانية- تعز" بقوله" تعود الأسباب إلى مجموعة من العوامل المتداخلة، أبرزها ضعف الوعي الصحي، وتأخر الكشف المبكر، وغياب برامج الفحص المنتظمة".

 

وأشار المزاحم إلى أن" للعوامل الوراثية والتغيرات في أنماط الحياة مثل قلة النشاط البدني، والسمنة، والنظام الغذائي غير المتوازن، دورٌ في انتشار هذا المرض، بالإضافة إلى الظروف الاقتصادية والوضع الصحي العام في اليمن فإنهما يحدان من قدرة النساء على الوصول إلى خدمات التشخيص والعلاج في الوقت المناسب".

 

ظهور مقلق للحالات الأصغر سنًا

 

وتتوزع الإصابة بهذا المرض على فئات عمرية مختلفة في أوساط النساء، كما يؤكد "المزاحم" أن غالبية الحالات التي تُشخَّص لدى النساء تكون بين سن الأربعين والخمسين، ولوحظ في الأعوام الأخيرة ازدياد الحالات بين النساء الأصغر سنًا، مما يستدعي تعزيز ثقافة الفحص المبكر حتى في الفئات العمرية ما دون الأربعين، خصوصًا عند وجود تاريخ عائلي للمرض".

 

وقال الدكتور المزاحم إن" الجانب الصحي المتخصص بعلاج الأورام السرطانية في اليمن، لازال يعاني من تحديات كبيرة أبرزها: ضعف توفر أجهزة التشخيص الحديثة مثل الماموغرام والموجات فوق الصوتية عالية الدقة، إضافة إلى نقص الكوادر المتخصصة في علم الأورام والتصوير التشخيصي، وغياب برامج الفحص المجاني والمنظم الذي يؤدي إلى اكتشاف المرض في مراحل متقدمة، وكذلك تأخر المريضة عن مراجعة الطبيب ما يصعّب العلاج".

 

وبحسب المزاحم فإن علاج سرطان الثدي يعتمد على مرحلة الورم وطبيعته البيولوجية، ويتضمن مزيجًا من الجراحة والعلاج الكيميائي والإشعاعي والعلاج الهرموني أو المناعي، لكن التحدي الأكبر يكمن في" محدودية توفر الأدوية الحديثة والبروتوكولات المتقدمة، العلاجات الموجهة والعلاجات المناعية وأسعارها المرتفعة والتي أصبحت أساسية في البروتوكولات الحديثة لأنواع معينة من الأورام للحصول على نتائج أفضل".

 

وتابع المزاحم حديثه لـ" المهرية نت" الجراحة تُعد الخطوة الأولى في أغلب الحالات، وتهدف إلى إزالة الورم مع الحفاظ- قدر الإمكان- على شكل الثدي، والعلاج الكيميائي يُستخدم لتقليل حجم الورم قبل الجراحة أو للقضاء على الخلايا السرطانية المتبقية بعدها، أما العلاج الإشعاعي، فيُعطى غالبًا بعد الجراحة لضمان عدم عودة الورم في نفس المنطقة، مؤكدًا أن" كل نوع من هذه العلاجات يُحدد بناءً على حالة المريضة ومرحلة المرض بدقة من خلال فريق طبي متعدد التخصصات".

 

 

وما يزال الوعي بسرطان الثدي محدودًا في اليمن؛ خاصةً في المناطق الريفية؛ حيث تفتقر الكثير من النساء إلى المعرفة بعلامات الإنذار المبكر وأهمية الفحص الذاتي والدوري، وشدد "المزاحم" على ضرورة الكشف والفحص المبكر؛ فهو المفتاح الأساسي للشفاء التام، ويزيد من فرص العلاج الناجح بأقل تدخل ممكن، وبنسبة تصل في المراحل الأولى إلى أكثر من 90%".

 

 ودعا إلى تكثيف الحملات التوعوية عبر الإعلام والمدارس والجامعات والمراكز الصحية، وتشجيع الفحص الذاتي الشهري والفحص السريري السنوي، مبينًا أهمية تدريب الكوادر الصحية في المراكز الأولية لتثقيف النساء وتوجيههن لخطوات الكشف المناسبة.

 

ونصح المزاحم بضرورة إجراء الفحص الذاتي شهريًا ومراجعة الطبيب عند ملاحظة أي تغير، والاهتمام بنمط حياة صحي متوازن يقلل من عوامل الخطر".

 

وقال المزاحم إن" هناك تحسن ملحوظ في السنوات الأخيرة بفضل الحملات التوعوية التي تُقام في شهر أكتوبر الوردي، لكنها لا تزال غير كافية لتغطية جميع الفئات".

 

رحلةٌ قاسية

 

في السياق ذاته تقول وفاء عبد الله( 30 عاما)" لم يخطر على بالي أنني حاملة لمرض سرطان الثدي، كانت مجرد كتلة صغيرة لا توحي بأي خطر ولصغرها تجاهلتها ولم أعرها أي اهتمام حتى تضخم الورم بشكل مخيف وهو ما دفعني لعمل الفحوصات لأكتشف أنني حاملة للمرض".

 

واكتشفت وفاء نوع مرضها بعد سبعة أشهر من التجاهل للورم الأمر الذي أصبح متعبًا لها في رحلة التعافي كما تشير إلى ذلك بقولها" لم أذهب لعمل الكشف إلا بعدما تضخم الورم في ثديي وظهر ورم آخر في إبطي واشتد عليَّ المرض حتى أن صوتي تأثر من ذلك كثيرا".

 

 

وأردفت" ذهبت وأجريت ما تسمي بالخزعة، وتم التأكد من أنني مصابة بسرطان من الدرجة الثالثة وبعدها تم استئصال الثدي بالكامل وبدأت باستخدام الجرع الكيماوية".

 

 

وكانت معرفة المرض بمثابة صدمة كبيرة لوفاء، إذ لم تستطع تقبل الحالة المرضية التي أصبحت فيها، فتعبت نفسيتها كثيرًا حتى أنها اضطرت لترك تعاطيها الجرع الكيماوية لمدة خمسة أشهر وهو ما ضاعف من حالتها.

 

 

وتابعت وفاء حديثها لـ" المهرية نت" عندما عدت لتعاطي الجرع بعد توقف كانت حالتي الصحية قد تدهورت بشكل كبير، واضطررت حينها لإجراء عمليات شفط دهون واستخدمت ست جرع من الكيماوي وكانت متعبة جدا لي وكان فقط تبقى لي تعاطي المناعي لمدة عام لكني هربت منه نتيجة المعاناة التي كنت أعيشها مع الكيماوي".

 

وواصلت" بعد فترة عاد لي الورم من جديد وبشكل أكبر من السابق، جثم الورم على صدري حتى كاد أن يمنعني من النفس، وتدهورت حالتي بشكل مقلق فاضطررت للعودة وتعاطي الكيماوي من جديد".

 

ولفتت إلى أن العامل النفسي يلعب دورا كبيرا في مسألة التعافي من هذا المرض المستعصي مؤكدةً أن" السرطان وحش مفترس يزداد شراسةً كلما كان المصاب ضعيفًا، لكن إذا كانت عزيمة المصاب قوية يستطيع التغلب عليه، وهذا ما دفعني للإقبال على الجرعات هذه المرة بعزيمة وثبات ويقين بالله، وأنا الآن أحمل العزيمة وأشعر بالتعاقيةالبطيئ، جسدي يتقبل العلاج بشكل إيجابي والحمد لله".

 

وأرسلت وفاء رسالتها لكل امرأة بألا تتساهل عندما تلاحظ عليها أي تكتلات أو أي علامات تدفع للشك،خاصة وأنه في الوقت الحالي قد توفرت الفحوصات المجانية.

 

الأمل في الكشف المبكر

 

بدورها تقول، أم محمد( 35 عاما ) " قبل عام من الآن شعرت بآلام في صدري وبداية تكتل صغير، لم يكن يقلقني لكن أسرتي عندما علمت بذلك اخذتني لإجراء كشف لنوع الورم الذي جاءني".

 

وأضافت لـ" المهرية نت" عندما تم اخباري بنوع الورم، نزل عليَّ الخبر كالصاعقة، لكن الذي أشعرني بالأمان هو أن الورم كان في مراحله الأولى، فلم أخضع لعملية استئصال الثدي كما كان يخيل".

 

وأردفت" الشيء المؤلم لدى حامل المرض هو أن يتظاهر بالسعادة أمام الآخرين وهو مكسور من الداخل، خائف يترقب متى ستكون نهايته أو متى سيصل للمرحلة الأسوأ، نحن مرضى السرطان نستبعد مسألة الشفاء العاجل، فقط تتصور مرحلة طويلة من المعاناة وهذا ما يزيد من إرهاقنا النفسي ويزيد من ضعف المناعة لدينا".

 

وتابعت" الذي أبقاني قوية هو قول الأطباء أن علاجي سيكون سريعًا ونسبة شفائي تتجاوز ال80% ولهذا حاولت التداوي بالأعشاب التي يقال إنها تعزز مناعة الجسم ضد هذا المرض بالإضافة إلى متابعة الطبيب باستمرار".

 

وواصلت" ينبغي على المصابة بالسرطان أن تكون قوية ولا تنتظر الدعم النفسي من أحد لأنها إذا لم تكن قوية من الداخل وصاحبة عزيمة لن ينفعها أي دعم نفسي على الإطلاق".

 

شارك

Google Newsstand تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news


تابعنا على يوتيوب

تابعنا على تويتر

تابعنا على تيليجرام

تابعنا على فيسبوك

إتفاق خماسي بإخراج أعضائه ونقل صلاحياته… تجميد “الرئاسي” رسميًا

العاصفة نيوز | 1014 قراءة 

المقاومة الوطنية تخمد تصعيداً حوثياً في جنوب الحديدة

حشد نت | 914 قراءة 

صورة حصرية ل خاطف الطائرات اليمنية المعتقل في عدن يظهر بجانب رئيس وزراء الحوثي الذي قتل بغارات إسرائيلة الشهر الماضي

المشهد الدولي | 614 قراءة 

**”مكحل تعز” في قبضة السلطات الليبية… والسفارة اليمنية تتحرك لإنقاذه ونقله إلى دولة عربية

المشهد اليمني | 574 قراءة 

حلقة جديدة من “بودكاست برّان” | البيضاء والإمامة.. حكاية صراع عبر التاريخ (فيديو + صوت)

بران برس | 524 قراءة 

الداعري يكشف حقيقة وطبيعة المنحة السعودية التي وقعها رئيس الحكومة اليوم بالرياض(توضيح هام)

مراقبون برس | 446 قراءة 

ترامب ينجو في اللحظات الأخيرة من محاولة اغتيال أثناء صعوده لسلم الطائرة

الموقع بوست | 438 قراءة 

عاجل: مليشيا الحوثي تصعد عملياتها العسكرية مع السعودية.. مواجهات مسلحة على الحد الجنوبي للملكة

مأرب برس | 407 قراءة 

السفير الامريكي يتوسل للحوثيين!

عدن تايم | 322 قراءة 

السعودية تعلن إعفاء ست فئات من الوافدين من رسوم تجديد الإقامة ضمن مبادرات رؤية 2030

يني يمن | 257 قراءة