بعد تعتيم استمر منذ أغسطس الماضي، أقرت جماعة الحوثي، يوم الخميس، بمقتل رئيس هيئة الأركان التابعة لها محمد عبد الكريم الغماري، لكنها لم تحدد زمان أو مكان اغتياله، مشيرة إلى أن الغماري وابنه المراهق قُتلا خلال ما وصفته بـ"المعركة ضد الاحتلال الإسرائيلي
".
وفي أغسطس/آب الماضي، استهدفت غارات جوية إسرائيلية العاصمة صنعاء، وأسفرت عن مقتل رئيس الحكومة التي يديرها الحوثيون وعدة وزراء آخرين. وذكر الاحتلال الاسرائيلي حينها أن الغارات كانت موجهة ضد الغماري ووزير الدفاع ومسؤولين بارزين آخرين في الجماعة، مؤكدة أنها تتحقق من نتائج العملية
.
ويُعد الغماري عضوًا في المكتب السياسي التابع للحوثيين، وهو الجهاز المسؤول عن الإشراف على العمليات العسكرية بقيادة زعيم الجماعة عبد الملك الحوثي
.
وفي هذا السياق، أعلن وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس، يوم الخميس، أن الغماري تم استهدافه في غارة إسرائيلية، مضيفًا: "سنفعل الشيء نفسه أيضًا ضد أي تهديد في المستقبل
."
صحف غربية: ضربة قاسية للحوثيين
قالت صحيفة وول ستريت جورنال الأمريكية إن مقتل الغماري يُعد "خسارة كبيرة" لهرم القيادة داخل جماعة الحوثي، مرجحة أن يكون له تأثير استراتيجي يتجاوز أي عملية اغتيال سابقة، رغم مقتل عدد من القيادات البارزة سابقًا
.
أما صحيفة نيويورك تايمز فقد وصفت اغتيال الغماري بأنه "إحدى أقسى الضربات" التي تتعرض لها قيادة الحوثيين منذ سنوات، لكنها أشارت في الوقت نفسه إلى أن الاغتيال لن يُشلّ قدرات الجماعة بالكامل، نظرًا لعدم اعتمادها على قيادة فردية
.
من جهتها، رأت صحيفة فاينانشيال تايمز البريطانية أن مقتل الغماري يمثل "أكبر ضربة" تتلقاها الجماعة المدعومة من إيران
.
ويُعتبر محمد الغماري أحد أبرز القادة العسكريين في صفوف الحوثيين، وبرز اسمه مرارًا في الهجمات التي استهدفت إسرائيل. وقد أدرجته تل أبيب ضمن قائمة الشخصيات المستهدفة، فيما تشير تقارير إلى أنه تلقى تدريبات عسكرية في سوريا ولبنان وإيران، ما عزز ارتباطه الوثيق بـ"محور المقاومة" الذي تدعمه طهران
.
من هو الغماري؟
ينحدر الغماري، البالغ من العمر 49 عامًا، من عزلة ضاعن بمحافظة حجة (غرب اليمن)، ويُعد أحد أبرز "الوجوه الشابة" داخل جماعة الحوثي
.
وبحسب مصادر صحفية، شارك الغماري في القتال إلى جانب الجماعة خلال الحروب التي خاضتها ضد نظام الرئيس الراحل علي عبد الله صالح، وساهم في تشكيل كتائب مسلحة في محافظة صعدة، المعقل الرئيسي للجماعة
.
وفي منتصف سبتمبر 2016، عُيّن الغماري رئيسًا لهيئة الأركان في وزارة الدفاع الخاضعة لسيطرة الحوثيين بالعاصمة صنعاء
.
وفي مايو/أيار الماضي، فرضت الولايات المتحدة عقوبات عليه بتهم أبرزها الإشراف على العمليات الهجومية للجماعة في مناطق عدة. وقال مكتب مراقبة الأصول الأجنبية التابع لوزارة الخزانة الأمريكية في بيان حينها إن الغماري "مسؤول بشكل مباشر عن الهجمات على البنية التحتية التي أضرت بالمدنيين، ويشرف على الهجوم في مأرب الذي فاقم المعاناة الإنسانية"، كما اتهمه "بشراء ونشر أسلحة متنوعة، بما في ذلك العبوات الناسفة والطائرات دون طيار، والإشراف على الهجمات الصاروخية ضد أهداف سعودية
".
وفي 5 نوفمبر/تشرين الثاني 2017، أعلنت السعودية، التي تقود التحالف العسكري لدعم الحكومة اليمنية، عن مكافأة مالية قدرها 10 ملايين دولار لمن يدلي بمعلومات تؤدي إلى اعتقال رئيس الأركان الحوثي محمد الغماري
.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news