تأتي الذكرى الثانية والستون لثورة الرابع عشر من أكتوبر المجيدة هذا العام بروح مختلفة ومميزة، تحمل في طياتها رسائل سياسية واجتماعية وأخلاقية بالغة الأهمية. فمثل هذه المناسبات العظيمة لا تكتمل فائدتها ما لم تكن منصة لتوجيه رسائل للثوار والمخلصين، تعلّمهم دروس النصر، وتذكرهم بطريق الحرية والتضحية.
وفي هذا السياق، كانت مليونية محافظة الضالع ألتي اقيمت بمنطقة حكولة،في 11اكتوبر 2025م والتي دعا إليها المجلس الانتقالي الجنوبي، واحدة من أبرز محطات الوفاء والتلاحم الشعبي.
فما شهده الميدان من حشد جماهيري هائل، وحضور لافت وبمعنويات عالية، فاق التوقعات، وأكد أن الإرادة الشعبية الجنوبية لا تلين، مهما كانت الظروف والتحديات.
وكانت لحظة ظهور الرئيس القائد عيدروس قاسم الزُبيدي،القائد الأعلى للقوات المسلحة الجنوبية، امام الجماهير لحظة تاريخية بامتياز، حيث تعالت الأصوات من أعماق القلوب:
"يا عيدروس سير سير.. نحن جيشك للتحرير"
تلك الهتافات كانت تعبيرًا عن صدق الولاء، وتمسك الشعب بقيادته، وتأكيدًا على أن الجنوب ماضٍ نحو النصر بقيادة قوية وشجاعة مؤتمنة.
عيدروس ليس مجرد قائد.. بل هو رمز لمقاومة بدأت من قلب المعاناة، فكان أول من أسّس المقاومة الجنوبية، وغرس في النفوس معنى حب الوطن والتضحية من أجله. وكما قال فيه الشاعر فياض:
"عشقنا الحرب منك يا عيدروس"
نعم، هو القائد، وهو الموجّه، وهو من سار على درب النضال بثبات وعزيمة.
وفي بادرة وطنية وإنسانية كبيرة، قام الرئيس الزُبيدي بزيارة خاصة للقائد صلاح الشنفرة إلى منزله بمنطقة غول سبولة. هذه الزيارة لم تكن عابرة، بل كانت صفعة للإعلام التحريضي الذي تحاول أدواته بث الفتن بين أبناء الجنوب. رسالة الزبيدي كانت واضحة،
نحن أبناء الجنوب إخوة و يد واحدة.. وهدفنا واحد"، والصورة التي وثقت هذه الزيارة كانت أكبر من مجرد لقاء، بل كانت صورة تواضع وأخلاق رئيس وقائد، يزور رفيق دربه، ويؤكد أن القيادة ليست في المناصب بل في المواقف.
هناك دروس وعِبر نتعلمها من الرئيس القائد ابو القاسم والبداية هي لقيادات المجلس الانتقالي اينما كانو، فالتواضع قوة. و القائد الحق هو من ينزل الناس منازلهم و يزورهم، ويتواضع لهم.
وان التلاحم هو السلاح الأقوى: بوحدتنا فقط ننتصر، وبصفّنا المتماسك نحمي مكتسباتنا. والأخلاق هي أساس القيادة: من لا يتحلى بالشجاعة والصدق والتواضع، لن يكون أهلاً لتمثيل شعب الجنوب. فحب الجنوب وحب المجلس الانتقالي لا يعني رفع صور الرئيس القائد فقط، بل بالعمل الصادق من أجل الناس، وخدمتهم دون تعالٍ أو استغلال للمناصب
فقبل ان اختم كلامي اقول،دعونا نكون على خُطى عيدروس الزُبيدي، قيادةً وشعبًا، نُقرّب ولا نُفرّق، نبني ولا نهدم، نُحاور ولا نتصادم، فـ"من تواضع لله رفعه"،
في الاخير اقول ان نجاح المجلس الانتقالي الجنوبي، واستمرار مسيرة التحرير، لا يتحقق إلا بروح الفريق الواحد، وبقيادات تكون قدوة في التواضع والوفاء والإخلاص. فالتاريخ لا يرحم، والشعوب لا تنسى.. فلنكن على قدر التحدي، ولنجعل من هذه الذكرى منارةً للثبات والتقدم، على درب شهدائنا الأبرار.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news