رفيقة نجوى مكاوي تروي لـ “يمن ديلي نيوز” جانباً من نضالاتها ضد الاحتلال

     
يمن ديلي نيوز             عدد المشاهدات : 78 مشاهده       تفاصيل الخبر       الصحافة نت
رفيقة نجوى مكاوي تروي لـ “يمن ديلي نيوز” جانباً من نضالاتها ضد الاحتلال

أعد الحلقة لـ”يمن ديلي نيوز” محمد العياشي:

يختتم “يمن ديلي نيوز” لقاءاته الحصرية مع عدد من الفاعلين السياسيين الذين قدّموا شهادات عن وقائع من ملحمة ثورة الرابع عشر من أكتوبر، ومسيرة الكفاح الوطني ضد الاحتلال البريطاني، وجهود بناء الدولة الحديثة.

هذه الحلقات رصدت جانباً من التحولات السياسية والاجتماعية خلال حقبة فارقة من التاريخ اليمني، جمعت بين النضال المسلح والعمل الجماهيري، وبرزت فيها التجربة التنظيمية والإدارية التي أرست أسس الدولة الجديدة.

في الحلقة الأخيرة تسرد المناضلة، نسيم عبدالله عبدالخالق لـ “يمن ديلي نيوز” ذكرياتٍ من مسيرة النضال الوطني ضد الاحتلال البريطاني، ودور المرأة في ثورة الرابع عشر من أكتوبر المجيدة، ومواقف نضالية للراحلة “نجوى مكاوي”.

تقول: التحقتُ بالجبهة القومية عام 1964، وكان عمري لا يتجاوز السابعة عشرة عامًا، حيث كانت هناك مجموعة من المناضلات اللائي سبقنني إلى العمل الثوري. وقد سبقني إلى الجبهة عمي، وهو من عرّف بي الأخت المناضلة نجوى مكاوي – رحمها الله – التي أخذتني من جمعية المرأة العربية التي كنت أنتمي إليها، لألتحق بصفوف الجبهة القومية إلى جانب نخبة من المناضلات: زهرة هبة الله، شفيقة مرشد، فتحية باسنيد، عائدة يافعي، شفيقة محمد أحمد وأختها زوجة الشهيد عبدالكافي، عائشة محسن، فوزية جعفر، اسمهان العلس، وأخريات تم ذكر أسماؤهن في الصحف آنذاك.

وتشير نسيم إلى العلاقة الوثيقة التي ربطتها بالمناضلة نجوى مكاوي، إذ كانت ترافقها في جولاتها الميدانية أثناء توزيع المنشورات في المعلا وكريتر، رغم المخاطر التي كانت تحيط بهما في تلك الأيام.

وتستعيد إحدى المواقف قائلةً: في أحد الأيام كنا نوزع المنشورات في كريتر، وأثناء عودتنا، أوقفونا قبل “باب عدن” وأنزلونا من السيارة لتفتيشنا.

قاموا بالعبث بشعر نجوى لأنها لم تكن ترتدي بالطو، أما أنا فكنت أرتدي بالطو ومنديلًا على رأسي، فنزعوه استفزازًا لنا، ثم تركونا نغادر في النهاية.

وتروي موقفاً آخر: في مرة أخرى، أوقفت نجوى سيارتها بجانب مسجد هائل في المعلا لتلقي كلمة أمام المصلين تحثهم على محاربة الاستعمار.

وبعد انتهاء الكلمة وزّعنا المنشورات في الحارات والشارع الرئيسي، لكننا فوجئنا بوجود جنود إنجليز في المنطقة، فلم نتمكن من العودة إلى السيارة.

مشينا سيرًا على الأقدام نحو منزل والدي القريب من المسجد لأكثر من ساعة ونصف، حتى تأكدت نجوى من مغادرة الجنود فعادت إلى منزلها بسلام.

كما تروي نسيم مواقف أخرى تعبّر عن شجاعة المناضلات، فتقول: في إحدى المرات رافقتُ نجوى إلى سجن كريتر لزيارة ابن عمها المعتقل – وهو زوج المناضلة فتحية باسنيد – رغم وجود الشرطة والضباط الإنجليز، وقد خشيت أن يتم اعتقالها، فاصطحبتني معها لأبلغ الآخرين إذا حدث لها مكروها. لكننا خرجنا من السجن بسلام.

وتضيف: كما أذكر موقفًاً آخر حين كنا في اجتماع مع المناضل عبدالفتاح إسماعيل وعدد من الطالبات والمناضلات، ووصلنا خبر بفرض حظر التجول فتم إلغاء الاجتماع. وفي طريق عودتي رأيت والدي يطل من نافذة المنزل قلقًا عليّ، وكانت مجموعة من الجنود تقف في الطريق، إلا أنني تمكنت من المرور أمامهم والدخول إلى المنزل بأمان.

وتختتم المناضلة نسيم حديثها لـ “يمن ديلي نيوز” مؤكدةً أن المرأة اليمنية كانت جزءًا أصيلًا من الحركة الوطنية والثورية، وأنها خاضت النضال بشجاعةٍ وإيمانٍ عميق بقضية التحرير، وأسهمت في صناعة فجر الاستقلال وبناء الدولة الجديدة.

من هي نجوى مكاوي؟

ونجوى مكاوي إحدى قيادات الحركة النسائية في الجبهة القومية لتحرير جنوب اليمن من الاحتلال البريطاني، وإسمها نجوى عبدالقادر مكاوي، من مواليد عدن عام 1931، حيث انضمت إلى الجبهة القومية، خاصة إلى القطاع النسائي في الحركة.

عانت نجوى مكاوي من اليُتم المبكر بفقدان والديها وهي في عامها الثاني، فتولى جدها لأبيها كفالتها، وأحاطها بعناية فائقة، مانحًا إياها إرث والديها كاملًا عند بلوغها سنّ الرشد. وبين دفء الجد وجمر الطفولة، بدأت ملامح الرفض والاستقلال تتشكّل في وجدانها.

تشكّلت ميولها النضالية مع انضمامها إلى جمعية المرأة العربية التي تأسست عام 1961 في عدن بقيادة المناضلة رضية إحسان الله، ضمن موجة التحرّر العربي المتصاعدة آنذاك.

وفي صفوف الجمعية، برزت أسماء نضالية عدنية نسائية لامعة رافقتها، من أمثال عائدة علي سعيد، زهرة هبة الله، فتحية باسنيد، ونجيبة محمد عبدالله.

حين بدأ إضراب الطالبات في كلية البنات في خور مكسر، تولّت نجوى دورًا لوجستيًا محوريًا في دعم التحرك الشعبي، بنقل الطالبات والتنسيق بينهن وبين المجتمع المحلي، كما أسهمت في استقطاب عدد من النساء من داخل الجمعية وخارجها إلى صفوف الجبهة القومية عقب تأسيسها عام 1963، مسلحة بقدرتها على الإقناع وسهولة تحركها في المدينة.

وفق صحيفة الثوري الناطقة عن الحزب الاشتراكي اليمني: برز دور نجوى الفدائي المباشر بين عامي 1963 و1967، حين كانت تُنقِل السلاح للمقاتلين، وتؤمّن لهم مأوى بعد تنفيذ العمليات، وتسهم في إنقاذ الجرحى. كما كانت من المشاركات في المؤتمر الثاني للجبهة القومية المنعقد بمدينة جبلة (إب) في يونيو 1966، وانتُخبت حينها ضمن قيادة القطاع النسائي للجبهة.

وفي 11 فبراير 1967، لعبت دورًا جريئًا في استلام جثمان الشهيد عبود علي غالب من مستشفى الملكة بخور مكسر، بعد أن رفضت الإدارة تسليمه لرفاقه. بتنكر ذكي، تظاهرت مع ثلاث من رفيقاتها بالبكاء والصراخ أمام المشرحة حتى تم الإفراج عن الجثمان، ليُشيّع لاحقًا بجنازة مهيبة من منزل في الخساف.

تزوّجت نجوى لاحقًا من المؤرخ عبدالوارث سعيد الإبي، أحد أبرز المؤرخين للعمل الفدائي في عدن، والرجل الذي يُنسب إليه استقطاب الشهيد عبود إلى العمل المسلح في الجبهة القومية. غير أن زواجها منه انتهى لاحقًا بالانفصال.

تقول صحيفة الثوري: رغم نضالها الطويل، لم تُمنح أي وظيفة رسمية بعد الاستقلال، ونفدت مدّخراتها التي أنفقتها على دعم العمل الفدائي وشراء الأسلحة، ما اضطرّها للسفر إلى الكويت لفترة قصيرة للعمل، لكنها عادت بطلب من رفيقها علي عنتر، الذي وجّه بمنحها معاشًا شهريًا.

في سنواتها الأخيرة، أُصيبت بالكبد الوبائي، وباعت منزلها لتغطية نفقات العلاج، قبل أن تفارق الحياة في 20 يونيو 1981، في ذكرى اليوم الذي قادت فيه دبابة الجبهة القومية معلنةً سقوط كريتر بيد المقاومة.

كرّمتها عدن بإطلاق اسمها على وحدة سكنية في المنصورة – “وحدة نجوى مكاوي” – باقتراح من رفيقها وزير الإسكان آنذاك أحمد محمد قعطبي، ليظل اسمها محفورًا في الذاكرة الجمعية، وإن جهل كثيرون التفاصيل النضالية لسيدة تُعدّ إحدى أيقونات ثورة 14 أكتوبر المجيدة.

مرتبط

الوسوم

مناضلات الثورة اليمنية

ثورة 14 أكتوبر

نسخ الرابط

تم نسخ الرابط

شارك

Google Newsstand تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news


تابعنا على يوتيوب

تابعنا على تويتر

تابعنا على تيليجرام

تابعنا على فيسبوك

طيران يقصف مواقع الجيش في وادي حضرموت

كريتر سكاي | 1481 قراءة 

تفاصيل وأسباب الانهيار المفاجئ للمنطقة العسكرية الأولى.. والكشف عن مصير قائد اللواء 135 عقب تدخل التحالف

المشهد اليمني | 1281 قراءة 

نتائج اجتماع الوفد السعودي بسلطات حضرموت

عدن حرة | 1031 قراءة 

قوات الانتقالي تعثر على شيء صادم داخل معسكر القطن (صورة)

كريتر سكاي | 880 قراءة 

"الدنبوع" يعلن انضمامه للقوات العسكرية الجنوبية

عدن حرة | 758 قراءة 

قيادي إصلاحي بارز يفاجئ الجميع بعد سقوط سيئون والمنطقة العسكرية الأولى بيد الانتقالي: حضرموت بأيد أمينة وهذا ما يحدث!

المشهد اليمني | 670 قراءة 

الكشف عن مخرجات اجتماع الوفد السعودي مع قيادات محافظة حضرموت

بوابتي | 591 قراءة 

توقف العمليات العسكرية في حضرموت وهذه القوات الثلاث المسيطرة على الأرض

المشهد اليمني | 567 قراءة 

تحرك جوي مفاجئ في صنعاء!.. 3 طائرات تصل المطار وتكهنات بـ(صفقة)!

موقع الأول | 541 قراءة 

عاجل: المجلس الانتقالي يصدر بيانا بشأن العسكريين والمدنيين وعائلاتهم في وادي حضرموت: هذا ما سيحدث خلال الساعات القادمة

المشهد اليمني | 540 قراءة