عبرت الأمم المتحدة عن قلقها وانزعاجها الشديدين من اتهامات زعيم جماعة الحوثي المصنفة عالميًا ضمن قوائم الإرهاب، لموظفيها بـ"بالتجسس ورفع إحداثيات لاسرائيل"، معتبرةً تلك الاتهامات "أمر غير مقبول يعرض حياة موظفيها في كل مكان للخطر".
جاء ذلك، عقب تصريحات لزعيم جماعة الحوثي، عبدالملك الحوثي، اتهم فيها موظفي الأمم المتحدة بالضلوع في “أنشطة تجسسية وعدوانية” لصالح الولايات المتحدة وإسرائيل، زاعمًا أنهم قدموا إحداثيات أدت إلى استهداف اجتماع حكومي للجماعة.
وأكد المتحدث الرسمي باسم الأمم المتحدة، ستيفان دوجاريك، رفض الأمم المتحدة القاطع لأي اتهامات من قبل جماعة الحوثي بتورط موظفيها أو عملياتها في اليمن بأي شكل من أشكال التجسس أو أي أنشطة لا تتوافق مع مهمتها الإنسانية.
وقال "دوجاريك" في بيان رسمي، إن هذه الاتهامات، التي وصفها بـ"المغرضة" والصادرة عن زعيم الحوثيين، بما فيها وصف موظفي الأمم المتحدة بـ"الجواسيس والإرهابيين"، تعرض حياة موظفيها في كل مكان للخطر.
وأشار إلى أن الأمم المتحدة ستواصل مطالبتها بإنهاء الاحتجاز التعسفي لـ53 من زملائه الدوليين، إلى جانب موظفي المنظمات غير الحكومية والبعثات الدبلوماسية، مشيرًا إلى أن بعضهم محتجز منذ سنوات دون السماح بأي اتصال معهم.
وجدد "دوجاريك" مطالبة الحوثيين بإنهاء الاحتجاز التعسفي لـ53 من موظفي الأمم المتحدة، مؤكدًا أن الأمم المتحدة تعمل في اليمن كما في أي مكان آخر في العالم، في تقديم المساعدات الإنسانية بالاستناد إلى المبادئ الأساسية، وهي الحياد والاستقلالية وعدم الانحياز.
وكان زعيم جماعة الحوثي المصنفة دوليًا في قوائم الإرهاب "عبدالملك الحوثي"، قد وجه اتهامات مباشرة لمنظمات تابعة للأمم المتحدة، بينها برنامج الأغذية العالمي واليونيسف، بالضلوع في "أنشطة تجسسية وعدوانية".
وزعم "الحوثي" في خطاب متلفز بثته وسائل إعلام الجماعة أن بعض موظفي تلك المنظمات لعبوا دورًا في الغارة الإسرائيلية التي استهدفت اجتماع حكومته (غير المعترف بها) أواخر أغسطس الماضي، وأسفرت عن مقتل رئيس حكومة الحوثيين وعدد من وزرائه.
وقال إن من أخطر الخلايا التجسسية التي نشطت في البلاد هي من المنتسبين لمنظمات تعمل في المجال الإنساني، ومن أبرزها برنامج الغذاء العالمي واليونيسف، مشيرًا إلى أن لدى جماعته "معلومات قاطعة ودلائل واضحة" على ما وصفه بـ"الدور التجسسي العدواني لتلك الخلايا".
وأضاف "الحوثي" أن "في جريمة استهداف الحكومة كان هناك دور لخلية تابعة لبرنامج الغذاء العالمي، على رأسها مسؤول الأمن والسلامة في فرع البرنامج باليمن، عمار ناصر"، حيث قامت تلك الخلية برصد اجتماع الحكومة والإبلاغ عنه للعدو الإسرائيلي، ومواكبة عملية الاستهداف" حد قوله.
واتهم ما وصفها بـ"الخلايا التجسسية" بالسعي إلى "إثارة الفوضى في الداخل لصالح الأمريكيين والإسرائيليين"، مؤكدًا أن أفرادها "تلقوا تدريبات عالية وزُودوا بوسائل تقنية حساسة تُستخدم عادة لدى أجهزة الاستخبارات العالمية".
كما زعم أن "الأمريكيين والإسرائيليين وجدوا في المنظمات الإنسانية غطاءً مهمًا يحمي تلك الخلايا من الاعتقال، ويسهل لها التحرك بالإمكانات والوسائل التي تُزوَّد بها"، مضيفًا أن لدى جماعته "الأدلة على استخدام أجهزة تجسسية وتقنيات لاختراق الاتصالات ضمن تلك الأنشطة".
وخلال الفترة الماضية، نفذت الجماعة حملة اعتقالات جديدة طالت نحو تسعة على الأقل من موظفي الأمم المتحدة ومنظمات إغاثية دولية في صنعاء والمناطق الخاضعة لسيطرتها بقوة السلاح، ليرتفع إجمالي عدد الموظفين الأمميين المعتقلين تعسفًا منذ عام 2021 إلى 53 موظفًا.
وطالت الحملة موظفًا في برنامج الأغذية العالمي، وآخر في برنامج الأمم المتحدة الإنمائي، وثالثًا في مكتب المنظمة بمحافظة صعدة، ورابعًا في مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية، وخامسًا في إدارة الأمم المتحدة للأمن والسلامة (UNDSS)، إلى جانب آخرين لم يُكشف عن هوياتهم بعد.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news