نددت الأمم المتحدة، اليوم الجمعة، بالتصريحات التي أطلقها زعيم ميليشيا الحوثي في اليمن، عبدالملك الحوثي، والتي اتهم فيها موظفي الأمم المتحدة بالتجسس لصالح الولايات المتحدة وإسرائيل، مؤكدة أن هذه الاتهامات الخطيرة تُعرض حياة موظفيها للخطر وتسيء إلى العمل الإنساني في اليمن والعالم.
جاء ذلك على لسان المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة، ستيفان دوجاريك، خلال الإحاطة الصحفية اليومية في مقر المنظمة الدولية بنيويورك، وفق ما أورده موقع الأمم المتحدة الرسمي.
وقال دوجاريك: “نرفض بشكل قاطع أي مزاعم تشير إلى تورط موظفي الأمم المتحدة أو عملياتها في اليمن في أنشطة تجسس أو أعمال تتنافى مع مهمتنا الإنسانية”، مضيفاً أن ما ورد من اتهامات “مزعج للغاية ومثير للقلق الشديد”.
وأوضح المتحدث الأممي أن إطلاق مثل هذه التصريحات من قبل قيادة الحوثيين يهدد سلامة العاملين في المنظمات الأممية، مشيراً إلى أن وصفهم بالجواسيس أو الإرهابيين كما حدث في حالات أخرى، “يُعرّض حياة موظفي الأمم المتحدة للخطر في كل مكان، وهو أمر غير مقبول إطلاقاً”.
وشدد دوجاريك على أن الأمم المتحدة، في اليمن وسائر مناطق عملها، تلتزم التزاماً صارماً بمبادئ الإنسانية والنزاهة والحياد والاستقلالية، مؤكداً أن هدف وجودها في اليمن هو “تقديم المساعدة للشعب اليمني، وليس الانخراط في أي نشاط سياسي أو أمني”.
كما جدد المتحدث الأممي مطالبة الأمم المتحدة بالإفراج الفوري عن 53 موظفاً أممياً محتجزين لدى الحوثيين، بينهم من ظل رهن الاحتجاز منذ سنوات دون أي تواصل مع أسرهم أو مؤسساتهم، داعياً إلى إطلاق سراحهم إلى جانب العاملين في المنظمات غير الحكومية والبعثات الدبلوماسية.
وكان زعيم ميليشيا الحوثي قد أطلق، في خطاب متلفز مساء الخميس، اتهامات مباشرة لعدد من المنظمات الدولية، منها برنامج الأغذية العالمي واليونيسف، مدعياً امتلاك جماعته “أدلة دامغة” على تورط العاملين فيها في “أنشطة تجسسية وعدوانية ضد اليمن”.
وتعد هذه التصريحات، وفق مراقبين، تصعيداً خطيراً يهدد بيئة العمل الإنساني في المناطق الخاضعة لسيطرة الحوثيين، ويزيد من معاناة الملايين من اليمنيين الذين يعتمدون على المساعدات الأممية للبقاء على قيد الحياة.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news