مريس بلا مشفى والمآسي مستمرة!
قبل 1 دقيقة
في قلب مريس، تلك البلدة الصامدة التي دفعت أثمانًا باهظة في سبيل الكرامة والوطن، يُغلق المستشفى الريفي الوحيد (غول الديمة) منذ أكثر من عامين، وكأن أبناء هذه الأرض لا يستحقون حتى الحد الأدنى من الرعاية الصحية.
مستشفى غول الديمة الريفي لم يكن مجرد مبنى، بل كان الأمل الوحيد في منطقة تغص بالنازحين وتعاني من انعدام المرافق الصحية الأساسية. قبل عامين فقط، تم ترفيعه من مركز صحي إلى مستشفى ريفي، في خطوة كانت تبشر بالخدمة والتنمية، لكن سرعان ما خفت الأمل، وأُغلقت الأبواب في وجه المحتاجين، دون توضيح، ودون مساءلة، ودون بديل.
مريس التي قدّمت شهداء في ميادين الشرف، والتي قاومت المليشيات واحتضنت النازحين، لم تجد من ينصفها لا في الماضي ولا في الحاضر.
فأين هي الجهات المعنية؟ وأين هو دور وزارة الصحة، والمنظمات، والسلطة المحلية؟ هل يُعقل أن تظل هذه المنطقة الكبيرة بلا نقطة طبية فعالة تخفف معاناة المرضى، وتنقذ الأرواح، وتداوي الجراح؟
الإغلاق ليس فقط تقصيرًا إداريًا، بل جريمة صمت في وجه الإنسانية.
كيف يمكن السكوت على هذا الحال بينما النساء يلدن في الطرقات، والمرضى يُنقلون عشرات الكيلومترات لأجل علاج بسيط؟
مريس اليوم لا تطلب المستحيل، بل تطلب حقها في الحياة، في مستشفى واحد يداوي أبناءها، ويخفف من جراحها.
فمن ينصف مريس؟ ومن يعيد الروح لمشفى أُغلق ظلمًا؟
والسؤال الذي لا يزال يتردد في أذهان الجميع:
لماذا أُغلق المستشفى؟ ومن يتحمل المسؤولية؟
هل هناك دراسة وُضعت؟ هل هناك تقييم للاحتياج؟ أم أن الإغلاق تم فقط لأن مريس لا تملك من يصرخ باسمها في المكاتب العليا أو أمام الكاميرات؟
مريس ليست منطقة هامشية، بل صمام أمان للضالع ولليمن عمومًا. قدّمت خيرة شبابها، وما تزال، في جبهات القتال وفي ساحات الشرف، ومع ذلك، تُعاقب بالإهمال، وتُمنع حتى من حق الحياة.
نحن لا نكتب فقط لنشكو، بل لنطالب بإعادة فتح مستشفى غول الديمة فورًا، وتوفير طاقم طبي وإداري كافٍ، ودعم المستشفى بالأدوية والمستلزمات الأساسية.
وأخيرًا نقولها بوضوح: مريس لن تصمت طويلاً، وما لم تُفتح أبواب هذا المستشفى المغلق، ستظل أبواب الألم مفتوحة على مصراعيها.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news