أخبار وتقارير
صنعاء (الأول) خاص:
بعد أسابيع من الصمت والتكتم، خرجت جماعة الحوثي أخيرًا عن صمتها لتُقرّ رسميًا بمقتل أحد أبرز قادتها العسكريين، اللواء محمد عبدالكريم الغماري، رئيس هيئة الأركان في حكومة الجماعة غير المعترف بها دوليًا، مؤكدة أنه قضى في غارة جوية إسرائيلية نُفذت قبل أسابيع، دون تحديد زمان أو مكان العملية بدقة.
وجاء الإعلان على لسان المتحدث العسكري باسم الجماعة يحيى سريع، الذي اكتفى بالقول إن الغماري "استُشهد مع عدد من مرافقيه ونجله حسين البالغ من العمر 13 عامًا"، دون أن يوضح تفاصيل العملية التي أودت بحياته.
غير أن مصادر أمنية وإعلامية متطابقة كشفت لـ"وسائل إعلام عربية ودولية" أن الغماري قُتل خارج العاصمة صنعاء، في غارة استهدفت موقعًا عسكريًا سريًا كان يضم قيادات عقائدية في صفوف الجماعة، بتاريخ 29 أغسطس الماضي، أي قبل نحو شهرين من إعلان مقتله رسميًا.
وتؤكد تقارير استخباراتية غربية وإسرائيلية أن الغماري أصيب بجروح بليغة خلال غارة سابقة استهدفت اجتماعًا للمجلس العسكري الأعلى للحوثيين في صنعاء، قبل أن تُعاد محاولة تصفيته خلال غارات لاحقة نفذتها طائرات إسرائيلية على مواقع للجماعة، يُعتقد أنها مرتبطة ببرامج تطوير الطائرات المسيّرة والصواريخ الباليستية.
ويُعد اللواء محمد عبدالكريم الغماري أحد أبرز العقول العسكرية في منظومة الحوثيين، حيث تولى منذ العام 2019 الإشراف على العمليات العسكرية في معظم الجبهات، وارتبط اسمه بإدارة الهجمات العابرة للحدود على السعودية والإمارات.
ويرى مراقبون أن اعتراف الجماعة المتأخر بمقتله يكشف حجم الارتباك الداخلي والخسارة الميدانية والمعنوية التي تكبدتها، خاصة وأن الغماري يُعدّ أحد الأسماء الخمسة التي كانت واشنطن قد صنّفتها على قائمة العقوبات الدولية لدورها في تهديد الأمن الإقليمي.
ويأتي هذا الاعتراف بعد أن كانت وسائل إعلام عبرية وأمريكية قد أكدت في أغسطس الماضي مقتل الغماري بغارة إسرائيلية، في إطار ما وصفته بـ"الردع الإقليمي ضد الجماعات المدعومة من إيران في المنطقة".
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news