ألحان الزمن الجميل .. عندما يكون للتراث طعم وللأهازيج رائحة

     
صوت العاصمة             عدد المشاهدات : 55 مشاهده       تفاصيل الخبر       الصحافة نت
ألحان الزمن الجميل .. عندما يكون للتراث طعم وللأهازيج رائحة

تابعت حلقة بودكاست دارة - darah دارة، وكان ضيفها العبقري والمؤلف الموسيقي صديقي محمود الهندي

كانت حلقة رائعة كعادة لقاءات "دارة"؛ مميزة في كل تفاصيلها، أشبه بسفر وثائقي شيق في ذاكرة النغم الشعبي، ولقاء مفعم بالموسيقى والحديث الشفيف عن الفن بوصفه هوية وروحا ووجدانا.

وكعادته أيضا، أبدع أستاذ الحوار والإلقاء؛ الجميل علي بن عامر، وهو يتنقل برشاقة متناهية بين محاور ثرية كشفت عن كنوز حضرموت الفنية، وآفاق العمل الموسيقي في اليمن عموماً.

تريم... مدينة الطين والمساجد والقصور، وموطن العلماء والأولياء، وهي أيضا أرض الدان والتواشيح والأهازيج والنغم، فلا غرابة إذن أن تنجب محمود، ابن إحدى حاراتها القديمة، المنتمي إلى جيل تشرب تلك الدندنات العذبة وتسربت إلى ذاته مكتبة هائلة من ألحان شجية.

استوقفتني طويلاً تلك الجهات التي سافر إليها محمود، وهو ينبش في الذاكرة الموسيقية الشعبية لتريم وحضرموت، ومشروعه الخالد "ألحان الزمن الجميل"، الذي ما كان له أن يبلغ كل هذا البهاء والزهاء والحضور، لولا أن محمود كان أكثر من مجرد مؤلف موسيقي؛ إنه أشبه بجرّاح مخضرم أخضع الألحان التالدة لعمليات تشريح دقيقة فأعاد تركيبها بإيقاعات عصرية، تواكب ثقافة اليوتيوب والريلز والانستغرام، لتسافر موسيقاه إلى كل الدنيا دون تأشيرة وموافقة أمنية، أو تقرير ذوقي.

نقدّر كثيراً ما بذله محمود من جهد وصبر وإمتاع، وهو يعتكف في مختبراته الفنية يجري عمليات قيصرية شديدة الخطورة، ليخلق فنًّا من فن، وترنيمة من نغم، وعزفا شجيا من أهزوجة ندية أو لحن عتيق، ويبث الحياة في مشروع موسيقي جديد يتنفس أوكسجين الحداثة، محافظاً في الوقت ذاته على روح القديم بعبقه وعنفوانه وعفويته، ذاك المهدّد بالنسيان وسط زحمة الراهن وألحان "الترند" والصدفة التكتوكية العابرة.

حتى في العمارة؛ تظل عمليات الترميم هي الأصعب والأكثر جهداً وكلفة من التأسيس والبناء وتشييد الجديد؛ فما بالكم بتراث فني شعبي زاخر، يمثّل للناس هوية ومشتركا جمعيا وذاكرة موحّدة؟

إن مجرد التفكير في العبث بالتراث لهو مغامرة أخلاقية وقيمية كبيرة؛ لكن محمود ورفاقه كانوا على قدر المسؤولية التاريخية، فصاغوا وصانوا، وحلقوا في فضاءات الإبداع بأجنحة خفاقة فتية.

تحية إجلال لكل من يصون التراث ويحافظ على الجمال ليورثه للأجيال .

وشكر خاص لمؤسسة حضرموت للثقافة

على نهوضها بالموروث الثقافي، ونفضها عنه غبار السنين والإهمال، بدعمها المواهب والشباب والمبدعين، لإعادة تشكيل الثقافة بمفهوم يواكب إيقاع الحياة ومتطلبات الصناعة الثقافية في المجتمعات المحلية.

شارك

Google Newsstand تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news


تابعنا على يوتيوب

تابعنا على تويتر

تابعنا على تيليجرام

تابعنا على فيسبوك

الحوثيون يختارون ”شخصية بريطانية” لرئاسة حكومتهم بصنعاء خلفا للرهوي!

المشهد اليمني | 767 قراءة 

موظفو الدولة أول ضحايا قرار الحوثيين بإلغاء البطاقة الشخصية

المنتصف نت | 550 قراءة 

عمدة نيويورك يستفز اليمنيين ويثير غضبهم بهذه العبارة

المشهد اليمني | 473 قراءة 

ترامب ينتقم لعيدروس الزبيدي! .. حادثة تهز العالم

المشهد اليمني | 459 قراءة 

فيديو | “نموت ولا أحد يتدخل”.. كاميرا “بران برس” تزور اعتصام جرحى الجيش اليمني في مأرب وتنقل معاناتهم ومطالبهم

بران برس | 388 قراءة 

مرشح بريطاني من أصول الضالع لرئاسة الحكومة

كريتر سكاي | 351 قراءة 

عاجل : قبائل الصبيحة تحدد موقفها من التحشيدات العسكرية في راس العارة

كريتر سكاي | 339 قراءة 

محمد بن زايد ورئيس الوزراء البريطاني يؤكدان أهمية حل الدولتين

عدن تايم | 335 قراءة 

تغطية خاصة | سلطات تعز تؤبّن “افتهان المشهري”.. وأسرتها تؤكد لـ“بران برس” رفضها تسييس القضية

بران برس | 272 قراءة 

خطر قادم من الصومال... وزير الدفاع يفجر مفاجأة أمام الملحق البريطاني ويكشف عن «التحالف الأخطر» الذي يهدد الملاحة

جنوب العرب | 247 قراءة