ألحان الزمن الجميل .. عندما يكون للتراث طعم وللأهازيج رائحة

     
صوت العاصمة             عدد المشاهدات : 78 مشاهده       تفاصيل الخبر       الصحافة نت
ألحان الزمن الجميل .. عندما يكون للتراث طعم وللأهازيج رائحة

تابعت حلقة بودكاست دارة - darah دارة، وكان ضيفها العبقري والمؤلف الموسيقي صديقي محمود الهندي

كانت حلقة رائعة كعادة لقاءات "دارة"؛ مميزة في كل تفاصيلها، أشبه بسفر وثائقي شيق في ذاكرة النغم الشعبي، ولقاء مفعم بالموسيقى والحديث الشفيف عن الفن بوصفه هوية وروحا ووجدانا.

وكعادته أيضا، أبدع أستاذ الحوار والإلقاء؛ الجميل علي بن عامر، وهو يتنقل برشاقة متناهية بين محاور ثرية كشفت عن كنوز حضرموت الفنية، وآفاق العمل الموسيقي في اليمن عموماً.

تريم... مدينة الطين والمساجد والقصور، وموطن العلماء والأولياء، وهي أيضا أرض الدان والتواشيح والأهازيج والنغم، فلا غرابة إذن أن تنجب محمود، ابن إحدى حاراتها القديمة، المنتمي إلى جيل تشرب تلك الدندنات العذبة وتسربت إلى ذاته مكتبة هائلة من ألحان شجية.

استوقفتني طويلاً تلك الجهات التي سافر إليها محمود، وهو ينبش في الذاكرة الموسيقية الشعبية لتريم وحضرموت، ومشروعه الخالد "ألحان الزمن الجميل"، الذي ما كان له أن يبلغ كل هذا البهاء والزهاء والحضور، لولا أن محمود كان أكثر من مجرد مؤلف موسيقي؛ إنه أشبه بجرّاح مخضرم أخضع الألحان التالدة لعمليات تشريح دقيقة فأعاد تركيبها بإيقاعات عصرية، تواكب ثقافة اليوتيوب والريلز والانستغرام، لتسافر موسيقاه إلى كل الدنيا دون تأشيرة وموافقة أمنية، أو تقرير ذوقي.

نقدّر كثيراً ما بذله محمود من جهد وصبر وإمتاع، وهو يعتكف في مختبراته الفنية يجري عمليات قيصرية شديدة الخطورة، ليخلق فنًّا من فن، وترنيمة من نغم، وعزفا شجيا من أهزوجة ندية أو لحن عتيق، ويبث الحياة في مشروع موسيقي جديد يتنفس أوكسجين الحداثة، محافظاً في الوقت ذاته على روح القديم بعبقه وعنفوانه وعفويته، ذاك المهدّد بالنسيان وسط زحمة الراهن وألحان "الترند" والصدفة التكتوكية العابرة.

حتى في العمارة؛ تظل عمليات الترميم هي الأصعب والأكثر جهداً وكلفة من التأسيس والبناء وتشييد الجديد؛ فما بالكم بتراث فني شعبي زاخر، يمثّل للناس هوية ومشتركا جمعيا وذاكرة موحّدة؟

إن مجرد التفكير في العبث بالتراث لهو مغامرة أخلاقية وقيمية كبيرة؛ لكن محمود ورفاقه كانوا على قدر المسؤولية التاريخية، فصاغوا وصانوا، وحلقوا في فضاءات الإبداع بأجنحة خفاقة فتية.

تحية إجلال لكل من يصون التراث ويحافظ على الجمال ليورثه للأجيال .

وشكر خاص لمؤسسة حضرموت للثقافة

على نهوضها بالموروث الثقافي، ونفضها عنه غبار السنين والإهمال، بدعمها المواهب والشباب والمبدعين، لإعادة تشكيل الثقافة بمفهوم يواكب إيقاع الحياة ومتطلبات الصناعة الثقافية في المجتمعات المحلية.

شارك

Google Newsstand تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news


تابعنا على يوتيوب

تابعنا على تويتر

تابعنا على تيليجرام

تابعنا على فيسبوك

أول ضربة جوية على مواقع الانتقالي بوادي حضرموت… الناطق العسكري يكشف التفاصيل

نيوز لاين | 1065 قراءة 

هجوم على قوات الانتقالي

كريتر سكاي | 797 قراءة 

صورة تجمع وزير الدفاع بشقيقه في معسكر الانتقالي تشعل الجدل حول موقفه السياسي

موقع الجنوب اليمني | 781 قراءة 

قيادات حزب الإصلاح تستعد لمغادرة الحياة السياسية.. وإعلان رسمي يكشف ما يحدث خلف الكواليس

المشهد اليمني | 473 قراءة 

ناشط موالٍ للحوثيين يحذّر من انفجار مؤجّل

نافذة اليمن | 467 قراءة 

أنباء عن تعيين القائد السابق للمنطقة العسكرية الثانية قائداً للفرقة الثانية بـ«درع الوطن» وبدء إعادة هيكلة القوات في صحراء العبر

يني يمن | 461 قراءة 

خيانات وزراء الدفاع: كيف مهد محمد ناصر أحمد ومحسن الداعري لدخول الميليشيات؟

إيجاز برس | 442 قراءة 

ظهور قيادي عسكري جنوبي بارز في اعتصام عدن وسط انتقادات لممارسات ”المليشيات الانتقالي”

المشهد اليمني | 433 قراءة 

لحج قرارات لهاشم السيد بفصل جنود من أبناء المحافظة داخل ألوية الحماية الرئاسية واستبدالهم

موقع الجنوب اليمني | 409 قراءة 

بلا علم ولا صورة ولا دولة ..الزبيدي يترأس اجتماعاً رفيعاً لقيادة الانتقالي في قصر معاشيق

يني يمن | 286 قراءة