ألحان الزمن الجميل .. عندما يكون للتراث طعم وللأهازيج رائحة

     
صوت العاصمة             عدد المشاهدات : 56 مشاهده       تفاصيل الخبر       الصحافة نت
ألحان الزمن الجميل .. عندما يكون للتراث طعم وللأهازيج رائحة

تابعت حلقة بودكاست دارة - darah دارة، وكان ضيفها العبقري والمؤلف الموسيقي صديقي محمود الهندي

كانت حلقة رائعة كعادة لقاءات "دارة"؛ مميزة في كل تفاصيلها، أشبه بسفر وثائقي شيق في ذاكرة النغم الشعبي، ولقاء مفعم بالموسيقى والحديث الشفيف عن الفن بوصفه هوية وروحا ووجدانا.

وكعادته أيضا، أبدع أستاذ الحوار والإلقاء؛ الجميل علي بن عامر، وهو يتنقل برشاقة متناهية بين محاور ثرية كشفت عن كنوز حضرموت الفنية، وآفاق العمل الموسيقي في اليمن عموماً.

تريم... مدينة الطين والمساجد والقصور، وموطن العلماء والأولياء، وهي أيضا أرض الدان والتواشيح والأهازيج والنغم، فلا غرابة إذن أن تنجب محمود، ابن إحدى حاراتها القديمة، المنتمي إلى جيل تشرب تلك الدندنات العذبة وتسربت إلى ذاته مكتبة هائلة من ألحان شجية.

استوقفتني طويلاً تلك الجهات التي سافر إليها محمود، وهو ينبش في الذاكرة الموسيقية الشعبية لتريم وحضرموت، ومشروعه الخالد "ألحان الزمن الجميل"، الذي ما كان له أن يبلغ كل هذا البهاء والزهاء والحضور، لولا أن محمود كان أكثر من مجرد مؤلف موسيقي؛ إنه أشبه بجرّاح مخضرم أخضع الألحان التالدة لعمليات تشريح دقيقة فأعاد تركيبها بإيقاعات عصرية، تواكب ثقافة اليوتيوب والريلز والانستغرام، لتسافر موسيقاه إلى كل الدنيا دون تأشيرة وموافقة أمنية، أو تقرير ذوقي.

نقدّر كثيراً ما بذله محمود من جهد وصبر وإمتاع، وهو يعتكف في مختبراته الفنية يجري عمليات قيصرية شديدة الخطورة، ليخلق فنًّا من فن، وترنيمة من نغم، وعزفا شجيا من أهزوجة ندية أو لحن عتيق، ويبث الحياة في مشروع موسيقي جديد يتنفس أوكسجين الحداثة، محافظاً في الوقت ذاته على روح القديم بعبقه وعنفوانه وعفويته، ذاك المهدّد بالنسيان وسط زحمة الراهن وألحان "الترند" والصدفة التكتوكية العابرة.

حتى في العمارة؛ تظل عمليات الترميم هي الأصعب والأكثر جهداً وكلفة من التأسيس والبناء وتشييد الجديد؛ فما بالكم بتراث فني شعبي زاخر، يمثّل للناس هوية ومشتركا جمعيا وذاكرة موحّدة؟

إن مجرد التفكير في العبث بالتراث لهو مغامرة أخلاقية وقيمية كبيرة؛ لكن محمود ورفاقه كانوا على قدر المسؤولية التاريخية، فصاغوا وصانوا، وحلقوا في فضاءات الإبداع بأجنحة خفاقة فتية.

تحية إجلال لكل من يصون التراث ويحافظ على الجمال ليورثه للأجيال .

وشكر خاص لمؤسسة حضرموت للثقافة

على نهوضها بالموروث الثقافي، ونفضها عنه غبار السنين والإهمال، بدعمها المواهب والشباب والمبدعين، لإعادة تشكيل الثقافة بمفهوم يواكب إيقاع الحياة ومتطلبات الصناعة الثقافية في المجتمعات المحلية.

شارك

Google Newsstand تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news


تابعنا على يوتيوب

تابعنا على تويتر

تابعنا على تيليجرام

تابعنا على فيسبوك

الحوثيون يختارون ”شخصية بريطانية” لرئاسة حكومتهم بصنعاء خلفا للرهوي!

المشهد اليمني | 808 قراءة 

ترامب ينتقم لعيدروس الزبيدي! .. حادثة تهز العالم

المشهد اليمني | 526 قراءة 

عمدة نيويورك يستفز اليمنيين ويثير غضبهم بهذه العبارة

المشهد اليمني | 505 قراءة 

مرشح بريطاني من أصول الضالع لرئاسة الحكومة

كريتر سكاي | 383 قراءة 

محمد بن زايد ورئيس الوزراء البريطاني يؤكدان أهمية حل الدولتين

عدن تايم | 372 قراءة 

كشوفات بأسماء الموظفين العاملين في القطاع المدني المزدوجة مع القطاع العسكري

عدن تايم | 289 قراءة 

تغطية خاصة | سلطات تعز تؤبّن “افتهان المشهري”.. وأسرتها تؤكد لـ“بران برس” رفضها تسييس القضية

بران برس | 277 قراءة 

اليمن: العليمي يوجه بإعادة انتشار قوات الجيش في الساحل الغربي بعد احتكاكات محدودة

يمن فيوتشر | 241 قراءة 

الملك سلمان يدعو جميع المواطنين والمقيمين في السعودية لأمر هام الخميس المقبل

نافذة اليمن | 237 قراءة 

محافظ المهرة يعلن موقفه الرسمي من قرارات مجلس القيادة الرئاسي والحكومة بشأن الإصلاحات الاقتصادية

مراقبون برس | 203 قراءة