من لم يأت إلينا سنذهب إليه.. قراءة في زيارة الرئيس عيدروس الزبيدي للقائد صلاح الشنفري

     
صوت العاصمة             عدد المشاهدات : 183 مشاهده       تفاصيل الخبر       الصحافة نت
من لم يأت إلينا سنذهب إليه.. قراءة في زيارة الرئيس عيدروس الزبيدي للقائد صلاح الشنفري

في لحظة استثنائية من التاريخ الجنوبي الحديث، تتجاوز رمزية الصورة حدود اللقاء الشخصي إلى عمق الرسالة الوطنية الجامعة. جاءت زيارة الرئيس القائد عيدروس قاسم عبدالعزيز إلى القائد صلاح الشنفرى لتكسر جليد القطيعة، وتفتح باب الأمل أمام مسار جديد من التلاحم الجنوبي.

لم تكن هذه الزيارة مجرد لقاء بروتوكولي، بل إعلانًا صريحًا عن نهجٍ سياسيٍّ جديد قوامه: من لم يأتِ إلينا، سنذهب إليه.

*رسالة تتجاوز الأشخاص إلى الوطن*

إن لقاء الزبيدي بالشنفري يحمل دلالات سياسية عميقة. فكلا الرجلين يمثلان رمزين بارزين في المسار النضالي الجنوبي، اختلفا في الرؤى والمواقف، لكنهما اجتمعا اليوم تحت سقف الوطن الجنوبي الكبير، ليؤكدا أن الخلاف لا يفسد للود قضية حين تكون القضية الأم هي الجنوب.

بهذه الزيارة، أراد الزبيدي أن يبعث برسالة واضحة: أن قيادة المجلس الانتقالي الجنوبي لا تُغلق أبوابها أمام أحد، وأن الحوار هو السبيل الأوحد لتقوية الصف الجنوبي في مواجهة التحديات السياسية والعسكرية والاقتصادية التي تحيط بالمشهد العام.

*القيادة التي تبادر ولا تنتظر*

من خصائص القادة الكبار أنهم يبادرون إلى مدّ الجسور، لا ينتظرون الآخرين ليأتوا إليهم. هذا ما فعله الرئيس الزبيدي في هذه الزيارة؛ فقد قدّم نموذجًا في القيادة التي تضع المصلحة العامة فوق الاعتبارات الشخصية أو الحزبية.

لقد جسّد بذلك ثقافة التسامح السياسي، وأعاد إلى الأذهان قيم النضال الجنوبي الأولى التي تأسست على التآخي، والتضحية، ونبذ الفرقة. وبهذا المعنى، يمكن القول إن هذه الزيارة هي خطوة تصالحية تاريخية تضع الأساس لوحدة القرار الجنوبي في مرحلة شديدة الحساسية.

*نحو لُحمة جنوبية راسخة*

لقد أثبتت التجربة أن الجنوب لا يمكن أن ينتصر وهو منقسم. وأنَّ بناء الدولة الجنوبية المنشودة لا يكون إلا على قاعدة التلاحم بين القيادات، وتوحيد الصفوف، وجمع الكلمة.

من هنا، فإن لقاء الزبيدي بالشنفري يجب أن يُقرأ باعتباره مقدمة لمصالحة شاملة بين كافة القوى الجنوبية، على قاعدة الاحترام المتبادل والشراكة الوطنية. فالمستقبل لا يُبنى بالإقصاء، بل بالتعاون والتكامل، وبالعمل المشترك الذي يضع مصلحة الجنوب فوق كل اعتبار.

*الوطن أكبر من الجميع*

في السياسة، ليس المهم من يخطو أولًا، بل من يمتلك شجاعة المبادرة. وقد أثبت الرئيس الزبيدي بهذه الخطوة أن القيادة الحقيقية هي التي تملك الجرأة على تجاوز الماضي، ومدّ اليد لكل من يحمل في قلبه حب الجنوب.

إن هذه الزيارة تحمل في طياتها رسالة سلام داخلية، مفادها أن الجنوب لكل أبنائه، وأن التنازلات المتبادلة ليست ضعفًا بل قوة، وأن اللحمة الجنوبية هي الركيزة الأساسية في طريق استعادة دولة الجنوب وبناء مستقبل آمن ومستقر يسوده العدل والوئام.

*خلاصة القول*

إن عبارة *"من لم يأتِ إلينا... سنذهب إليه"* لم تكن مجرد شعار، بل تجسيد عملي لفلسفة سياسية راقية تؤمن بأن المصالحة هي طريق النصر، وأنَّ الجنوب لا يُبنى بالحواجز، بل بالقلوب المفتوحة والعقول الواعية.

بهذا المعنى، تظل هذه الزيارة واحدة من اللحظات الفارقة في مسيرة النضال الجنوبي، وستُذكر كخطوة جريئة نحو ترميم البيت الجنوبي من الداخل، تمهيدًا لمرحلة جديدة من الوحدة والتفاهم والاصطفاف الوطني في سبيل استعادة دولة الجنوب المنشودة.

شارك

Google Newsstand تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news


تابعنا على يوتيوب

تابعنا على تويتر

تابعنا على تيليجرام

تابعنا على فيسبوك

عاجل:قصف سعودي يستهدف هذه المنطقة

كريتر سكاي | 828 قراءة 

عقب التحركات الأخيرة .. بن سلمان يخرج عن صمته ويكشف عن المعركة الحاسمة في اليمن

صوت العاصمة | 710 قراءة 

ضجة في اليمن بسبب تصريح حسين الجسمي.. ما الذي حدث؟

المرصد برس | 700 قراءة 

مشاورات سعودية- إماراتية خلف الكواليس بشأن تطورات الجنوب وبيان مرتقب لاحتواء الموقف

عدن حرة | 607 قراءة 

انفصال جنوب اليمن وشيكاً

الوطن العدنية | 553 قراءة 

عاجل:عمرو بن حبريش يتحدث عن خروج قوات الانتقالي من حضرموت

كريتر سكاي | 537 قراءة 

السعودية مستعدة للعودة إلى اليمن وهذا هو السبب

المشهد الدولي | 479 قراءة 

كاتب سعودي: هذا ما كشفه خروج الانتقالي من عدن وتمدده إلى حضرموت

المشهد اليمني | 415 قراءة 

شخصية يمينية متطرفة بريطانية تتدخل في ملف اليمن وتروّج لانفصال الجنوب

بوابتي | 390 قراءة 

صورة تجمع وزير الدفاع بشقيقه في معسكر الانتقالي تشعل الجدل حول موقفه السياسي

موقع الجنوب اليمني | 362 قراءة