يمن إيكو|تقرير:
تحولت أسعار النفط للارتفاع في تعاملات اليوم الأربعاء، بعد خسائر حادة في جلسة الثلاثاء، إذ يحاول المستثمرون موازنة مؤشرات فائض المعروض العالمي مع مخاوف تباطؤ الطلب وتوترات التجارة بين الولايات المتحدة والصين، وفقاً لما نشرته منصة الطاقة المتخصصة ورصده موقع “يمن إيكو”.
وحسب المنصة، فإن العقود الآجلة لخام برنت القياسي، تسليم ديسمبر، صعدت بنسبة 0.61% إلى 62.77 دولار للبرميل، بينما زاد خام غرب تكساس الوسيط الأمريكي، تسليم نوفمبر، بنسبة 0.80% إلى 59.17 دولار، وكان الخامان قد أنهيا تعاملات الثلاثاء على تراجع بنسبة 1.4% و1.33% على التوالي.
ويأتي الصعود المحدود لأسعار النفط بعد أن فقدت نحو 1.5% من قيمتها أمس الثلاثاء، نتيجة تراجع التوترات الجيوسياسية إثر توقيع اتفاق وقف إطلاق النار في غزة، إلى جانب مؤشرات على انفراج نسبي في النزاع التجاري بين واشنطن وبكين، ما خفف من المخاوف بشأن الطلب العالمي على الوقود.
وما تزال التوقعات بارتفاع الإمدادات العالمية تضغط على الأسعار، إذ توقعت وكالة الطاقة الدولية زيادة الإنتاج بمقدار 3 ملايين برميل يومياً في 2025، ليصل إلى 106.1 مليون برميل يومياً، مع استمرار النمو في 2026م بمقدار 2.4 مليون برميل، مدفوعاً بزيادة إنتاج الدول غير الأعضاء في تحالف أوبك+.
وقال كبير محللي النفط في بورصة لندن، إمريل جميل، إن السوق “تركّز على توازن هش بين ضعف الطلب وفائض المعروض”، موضحاً أن انحسار التوترات الجيوسياسية وتصاعد الحرب التجارية “يضعان أسعار النفط تحت ضغط مزدوج”، ما يدفع بالمستثمرين إلى الحذر في اتخاذ مراكز طويلة الأجل.
وتجدّد النزاع التجاري بين الولايات المتحدة والصين الأسبوع الماضي، بعدما فرضت الدولتان رسوماً إضافية على السفن والبضائع المتبادلة، في خطوة من شأنها رفع تكاليف الشحن وتعطيل التدفقات التجارية، وهو ما قد ينعكس سلباً على النشاط الاقتصادي العالمي ويحدّ من الطلب على الطاقة.
وقال توني سيكامور، محلل السوق في شركة “آي جي”، إن تركيز المتعاملين ينصبّ على التصعيد التجاري بين واشنطن وبكين، مضيفاً أن “أي تفاقم جديد في القيود المتبادلة على المعادن والبرمجيات سيقود إلى تباطؤ في الصناعة والنقل، وهما من أكبر مستهلكي الوقود عالمياً”.
وتزامن ذلك مع إعلان الصين توسيع ضوابط تصدير المعادن النادرة، وردّ الرئيس الأمريكي دونالد ترمب بالتهديد برفع الرسوم الجمركية إلى 100% اعتباراً من 1 نوفمبر، وهو ما أشعل المخاوف من دخول الاقتصادين مرحلة مواجهة تجارية مفتوحة، ما سيؤثر بدوره على الطلب العالمي على النفط، حسب المحللين.
وقال المحلل في “هايتونغ فيوتشرز”، يانغ آن، إن “العامل الحاسم في اتجاهات الأسعار الحالية هو حجم الفائض في المعروض، الذي بدأ ينعكس في بيانات المخزونات العالمية”، مشيراً إلى أن المستثمرين يترقبون إعلان معهد النفط الأمريكي وإدارة معلومات الطاقة الأمريكية بيانات المخزونات الأسبوعية لتقييم مسار الطلب المحلي في الولايات المتحدة.
وتشير تقديرات أولية استطلعتها “رويترز” إلى احتمال ارتفاع مخزونات النفط الخام الأمريكية بمقدار 200 ألف برميل خلال الأسبوع المنتهي في 10 أكتوبر، مقابل تراجع في مخزونات البنزين ونواتج التقطير، ما قد يعطي إشارات متباينة حول قوة الطلب في قطاعي النقل والصناعة.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news