اعتقال تربوي كبير في كريتر يُثير موجة استنكار واسعة

في تطوّر أثار مخاوف واسعة بين أوساط المجتمع المدني والمهتمين بحقوق الإنسان، اعتقلت قوات أمنية، يوم أمس، الأستاذ التربوي والمناضل الوطني أحمد حميدان، أثناء مشاركته السلمية في مظاهرة بمدينة كريتر جنوبي البلاد.

وأصدرت أسرة المعتقل بياناً عاجلاً ناشدت فيه "الضمائر الحيّة، والمنظمات الحقوقية، ووسائل الإعلام، وكل من يؤمن بالعدالة والإنسانية"، بالتدخل الفوري لإنهاء ما وصفته بـ"المعاناة الظالمة" التي يعيشها والدهم، مؤكدة أن اعتقاله جاء "دون أي مبرر قانوني أو إنساني".

وأكدت العائلة أن الأستاذ أحمد حميدان، الذي يُعد من أبرز وجوه العمل التربوي في المنطقة، كرّس حياته لخدمة التعليم وتربيـة الأجيال على قيم الوطنية والأخلاق الحميدة.

وأشار البيان إلى أن الرجل "رغم تقدّمه في السن وشيبته، لم يحمل في حياته سوى القلم والكلمة الطيبة"، مُشدّداً على أن مشاركته في التظاهرة كانت سلمية وتعبيرًا عن رأيه، وهو حقٌّ كفله الدستور والمواثيق الدولية.

وأضافت الأسرة: "إن اعتقال رجلٍ قضى عمره في خدمة الوطن، ووقف إلى جانب أبنائه الطلاب في أحلك الظروف، لا يُفسّر إلا كعقابٍ لموقفه الوطني وتعبيره الحر، وهو ما يُعدّ انتهاكًا صارخًا لمبادئ العدالة وحقوق الإنسان".

ويُذكر أن الأستاذ حميدان يحظى باحترام واسع في أوساط المجتمع المحلي، لا سيما بين الكوادر التعليمية والشباب، لما عُرف عنه من نزاهة وانتماء صادق، ودفاعه المستمر عن قضايا التعليم والحقوق المدنية.

ويطالب ناشطون حقوقيون ومنظمات محلية ودولية بإطلاق سراحه فورًا، مشيرين إلى أن استهداف الشخصيات المدنية والتربوية يُهدّد النسيج الاجتماعي ويشكّل سابقة خطيرة في التضييق على الحريات العامة.

وتجدد أسرة الأستاذ حميدان نداءها الإنساني، داعيةً الجميع إلى "التحرك العاجل لإنقاذ رجلٍ لم يطلب سوى الخير لوطنٍ يستحق التضحية من أجله".