في تصعيد خطير على الحدود بين باكستان وأفغانستان، دوّت انفجارات عنيفة في العاصمة كابل، بالتزامن مع إعلان مصدر حكومي أفغاني عن غارة جوية باكستانية استهدفت منزلاً في قلب المدينة، وسط توتر متصاعد بين الجانبين.
وفي تطور لافت، أعلنت وزارة الخارجية الباكستانية التوصل إلى تفاهم مع حركة طالبان الأفغانية لوقف مؤقت لإطلاق النار يستمر 48 ساعة، يبدأ من الساعة السادسة مساءً اليوم، مؤكدة أن الاتفاق جاء بطلب من الجانب الأفغاني، وأن الطرفين سيخوضان محادثات خلال هذه الفترة لإيجاد حل للنزاع عبر الحوار.
يأتي هذا التفاهم بعد يوم دامٍ شهد تبادلًا للاتهامات بين إسلام آباد وكابل بشأن هجمات حدودية متجددة، أسفرت عن سقوط عشرات القتلى والجرحى من الجنود والمدنيين، في معارك دخلت أسبوعها الثاني.
الجيش الباكستاني اتهم طالبان الأفغانية بشن هجمات على أربع مواقع حدودية في منطقة سبين بولداك ببلوشستان، ما أدى إلى مقتل 20 مسلحًا على الأقل وإصابة آخرين. وأوضح أن الهجمات نُفذت من الجانب الأفغاني في ولاية قندهار، عبر قرى مأهولة بالسكان، دون مراعاة للمدنيين.
كما أشار الجيش إلى وقوع هجوم مماثل في منطقة كورام بإقليم خيبر بختونخوا خلال الليل، أسفر عن مقتل ما لا يقل عن 30 مقاتلًا من طالبان الأفغانية وطالبان باكستان، وتدمير ست دبابات تابعة للقوات الأفغانية، مؤكدًا أن "الرد على أي عدوان سيكون حاسمًا".
وفي حادث منفصل، قُتل سبعة جنود من حرس الحدود الباكستاني في هجوم على نقطة تفتيش في بيشاور، تبنته جماعة "اتحاد المجاهدين" المسلحة حديثة النشأة.
ورغم عدم إعلان باكستان عن حصيلة خسائرها في الاشتباكات الأخيرة، إلا أنها كانت قد أفادت الأسبوع الماضي بمقتل 23 جنديًا في بداية المواجهات.
على الجانب الأفغاني، أفادت مصادر حكومية بإخلاء المنازل القريبة من الحدود، وسحب المركبات الكبيرة من المعابر والأسواق التجارية، حفاظًا على سلامة المدنيين.
واتهم المتحدث باسم حكومة طالبان، ذبيح الله مجاهد، باكستان بشن قصف مدفعي على سبين بولداك، ما أسفر عن مقتل 12 مدنيًا وإصابة أكثر من 100، مؤكدًا أن القوات الأفغانية ردت على الهجوم، واستعادت مواقع عسكرية، وصادرت أسلحة ودبابات، ودمرت بنى تحتية عسكرية باكستانية.
من جهته، قال علي محمد حق مال، المتحدث باسم إدارة الإعلام في سبين بولداك، إن مدنيين قُتلوا بنيران الهاون، بينما أفاد طبيب في قندهار بأن المستشفى استقبل أكثر من 80 مصابًا، معظمهم من النساء والأطفال، وسُجلت ما بين 10 إلى 15 حالة وفاة.
وأفاد مراسل وكالة الصحافة الفرنسية بأن المحال التجارية في سبين بولداك أُغلقت بالكامل، وفرّ السكان من المنطقة، فيما وصف أحد سكان تشامان الباكستانية الاشتباكات بأنها "فوضى عارمة".
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news