فيديو | مسؤولون وقيادات عسكرية في مأرب يتحدثون لـ“برّان برس” عن ذكرى 14 أكتوبر كـ“محطة لتجديد العهد لمقاومة الاستعمار والكهنوت”

في الوقت الذي يسترجع فيه اليمنيون، مآثر وأهداف الثورة اليمنية، 26 سبتمبر، ضد الإمامة في الشمال، و14 أكتوبر التي تكللت بطرد المستعمر البريطاني من جنوب اليمن، يؤكدون أنه عند الاحتفاء بهاتين الثورتين، يستلهمون كذلك بطولات مفرجيها من الثوار الأحرار، للمضي في طريق استعادة الدولة، وإنهاء انقلاب الحوثيين.

إضافة إلى ما مثلته الثورتان (سبتمبر وأكتوبر)، من واحدية نضال وأهداف، يتجسد اليوم، في ظل الظروف التي تعيشها اليمن، والتي تتطلب تضافر كل الجهود والطاقات، من أجل الانتصار لمبادئ تلك الثورتين، ومن ثم النهوض باليمن، وإعادتها إلى المكانة التي تستحقها.

عن المناسبة، تحدث لـ"برّان برس"، عدد من السياسيين والمسؤولين المحليين والقيادات العسكرية والمجتمعية، في محافظة مأرب (شمال شرق اليمن)، والتي أشارت كذلك، إلى الهدف العظيم، الذي سعى إليه ثوار سبتمبر وأكتوبر، وهو تحقيق الوحدة اليمنية، إضافة إلى أن الثورة اليمنية كان لها التأثير على كل شرائح المجتمع، ومنه المرأة التي أخذت نصيباً كبيراً من الحقوق.

حافز لليمنيين

وكيل محافظة مأرب الدكتور عبدربه مفتاح، أكد أن الذكرى العطرة، لثورة 14 أكتوبر، تأتي واليمن، يمر بمرحلة مفصلية، كما أن تذكر الجميع، بقيادة البطل الشيخ راجح لبوزة، لتلك الثورة، والذي انطلق من جبال ردفان.

وقال "مفتاح" في تصريح مصوّر لـ"بران برس"، إن ثورة 14 أكتوبر، استمرت لـ 6 أعوام، ظل فيها المستعمر البريطاني، يحاول أن يخمدها، إلا إنها بقين حتى جلاء آخر جندي له، في الـ 30 نوفمبر 1967.

وأشار في حديثه، إلى أن هذه الثورة، ما زالت تعطي اليمنيين، في ظل الظروف الاستثنائية التي يعيشونها، وهم يقارعون المليشيات الكهنوتية الحوثية، الإرهابية المدعومة من إيران، حافزاً كبيراً جداً في مواصلة هذا النضال، من أجل اليمن السعيد، اليمن الاتحادي، الذي ينشده الجميع.

وقال: "إنه في ظل هذه الظروف، يتطلع اليمنيون، إلى مستقبل أفضل لهذه البلد"، مشيراً إلى أن هذه الذكرى، تأتي كذلك لتوحد الشعب اليمني نحو الهدف الأساسي، وهو استعادة الوطن وترتيبه، كما عمل أولئك القادة الأبطال في ثورة 14 أكتوبر و26 سبتمبر.

وفي ختام تصريحه، هنأ الوكيل مفتاح، بهذه المناسبة، القيادة السياسية للبلاد، وعموم الشعب اليمني، مشدداً على أن ذكرى 14 أكتوبر، حب أن تكون محطة للانطلاقة لأبناء الشعب في شمال الوطن، وفي جنوبه، من أجل استعادة الحرية وإعادة مقدرات الوطن.

ثورة واحدة

وعن المناسبة ذاتها، والتي يحييها اليمنيون في الداخل والخارج، ويحتفلون بذكراها الـ 62، لاندلاعها ضد المستعمر البريطاني في العام 1963، يؤكد، مدير كلية الطيران والدفاع الجوي بمحافظة مأرب، اللواء الركن أحمد البحش، أن ثورات "سبتمبر وأكتوبر ونوفمبر"، ثورة واحدة.

يقول "البحش" لـ"بران برس"، إن الثوار في تلك الثورات انطلقوا من كل المحافظات الجنوبية والشرقية والغربية، لإزالة أولاً  الحكم الإمامي ثم الاستعمار البريطاني، والانطلاق بعدها نحو تحقيق الوحدة اليمنية.

ويضيف: "ونبارك للشعب اليمني، وللقيادة السياسية والعسكرية بهذه المناسبة، بعيد ثورة 14 أكتوبر، التي لها في القلب مكانة، وفي الوجدان، والتي غرست الحرص على تحقيق الوحدة اليمنية في المناهج التعليمية أو في مناهج القوات المسلحة ووسائل التدريب".

"اللواء البحش"، أشار كذلك، إلى أن ثورة 14 أكتوبر، كانت مساندة، لثورة 26 سبتمبر، مؤكداً على واحدية الثورة، والتي تمثلت بأهدافها، التي يسعى اليوم الجميع إلى تحقيقها.

امتداد لثورة 26 سبتمبر

بدوره، يرى مدير مديرية حريب "مسفر العقيلي"، بأن ثورة 13 أكتوبر، هي امتداد لثورة 26 سبتمبر، لافتاً إلى أنها "انطلقت ضد الاحتلال البريطاني، بقيادة البطل راجح غالب لبوزة". 

وأضاف "العقيلي" في تصريح مصوّر لـ"بران برس"، أن لثورة 14 أكتوبر، كان لها أثر كبير في التحرر، وهذا يدل على أن أي محتل أو ظالم، لا بد أن يرحل في يوم ما.

وقال: "رسالتي إلى الشعب اليمني، بأنه علينا التمسك بالثوابت الوطنية والمضي قدماً نحو ما يجمع الكل ويوحد الكلمة، مشيراً إلى أهمية التوحد لا التفرق، كالعصي إذا اجتمعت تأبى التكسر.

مكنت المرأة

بيروت المفلحي، وهي استشارية حقوق المرأة في محافظة مأرب بدأت عما تحقق في المحافظة للمرأة، وقالت: "لكل شخص رسالة في هذا المجتمع، والرسالة التي نقدمها من خلال المرأة، بأن إدارة المرأة في المحافظة، محافظة مأرب أعطت المرأة في مجالات كثيرة، مكنتها اقتصادياً ومكنتها سياسياً، واجتماعياً".

وأضافت لـ"بران برس": "وهذا ما هو إلا امتداداً لثورة 26 سبتمبر، و14 أكتوبر، التي فتحت المجال للمرأة، من أجل أن تكون نصيرة الرجل ومساندته في الميدان"، مشيرة إلى أن الثورة غيرت من المرأة، التي هي متفانية إلى جانب الرجل، والتي أظهرت قوة وعزماً من أجل تطور وتغير المسار لصالحها.

وذكرت أن التعليم مهم للمرأة، وهو من نتاج وثمار ثورتي سبتمبر وأكتوبر، لافتة إلى أن المرأة اليوم تطورت في كل المجالات السياسية والثقافية والاجتماعية، كما أحدثت تطوراً لدى عموم اليمنيين، وهو ما انعكس على أدوارنا نحن النساء.

وعن الاحتفال وتمجيد الثورة، أكدت أنه شيء عظيم، وقالت: "ونحن نحب أن نشارك، لنظهر للعالم، والمجتمعات جميعاً أن الجمهورية اليمنية ما زالت قوية، وتعطي وللمرأة فيها مكانة".

ويحتفل اليمنيون، اليوم الثلاثاء، بالذكرى الـ62 لثورة 14 أكتوبر 1963، حيث انطلقت الشرارة الأولى للثورة اليمنية ضد الاستعمار البريطاني في جنوب الوطن، من جبال ردفان بقيادة الشهيد راجح بن غالب لبوزة. 

وعلى مدى أربع سنوات، خاض اليمنيون معارك عنيفة في أكثر من 10 جبهات قتال مشتعلة، تكللت بالنصر والاستقلال الوطني الناجز في 30 نوفمبر 1967، لينتهي بذلك احتلال دام 129 عاماً.