شهدت محافظة الضالع في الذكرى الـ62 لثورة 14 أكتوبر، فعالية جماهيرية ضخمة عبّر فيها الجنوبيون عن تمسكهم بمشروع استعادة الدولة، وتجديد العهد لدماء الشهداء التي سُفكت من أجل حرية الجنوب.
ولكن هذه الفعالية لم تكن فقط لاستحضار الماضي، بل كانت أيضًا مناسبة لتوجيه رسائل امتنان سياسية واضحة، كان أبرزها رفع صور صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان، ولي عهد المملكة العربية السعودية.
لم يكن رفع صور الأمير محمد بن سلمان في فعاليات الضالع عملاً بروتوكوليًا أو تجميليًا، بل كان تعبيرًا صادقًا من أبناء الجنوب عن وفائهم وامتنانهم للمملكة العربية السعودية، قيادةً وشعبًا، نظير ما قدّمته من دعم كبير ساهم بشكل مباشر في تحرير عدن وبقية محافظات الجنوب من قبضة الميليشيات الحوثية وقوى الإرهاب منذ العام 2015.
منذ انطلاق عمليات عاصفة الحزم بقيادة المملكة العربية السعودية، شكّل الجنوب ساحة مهمة في معركة تحرير اليمن من النفوذ الإيراني ، وقد لعبت القوات المسلحة السعودية، إلى جانب قوات التحالف، دورًا محوريًا في تحرير عدن في يوليو 2015، في أول انتصار حقيقي ضد التمدد الحوثي؛ ودعم تشكيل وتمكين القوات الجنوبية أمنيًا وعسكريًا؛ وإعادة تأهيل البنية التحتية في المناطق المحررة عبر برامج التنمية وإعادة الإعمار؛ وتقديم المساعدات الإنسانية والإغاثية من خلال مركز الملك سلمان للإغاثة؛ ورعاية المشاورات السياسية وتوفير غطاء دبلوماسي لقضية الجنوب.
الأمير محمد بن سلمان ليس فقط قائدًا سياسيًا، بل أصبح في نظر كثير من الجنوبيين رمزًا لتحالف تاريخي أعاد لهم الأمل بالتحرر من الاستبداد والوصاية، ومثّل دعمًا حقيقيًا لقضيتهم في مواجهة تحديات داخلية وخارجية.
ان رفع صوره في الميادين لم يكن مظهرًا من مظاهر التبعية، بل تعبير عن عرفان شعبي من مجتمع خبر معنى الغدر، وذاق مرارة الحرب، ويعرف جيدًا من وقف إلى جانبه وقت الشدة.
إن المشهد الذي حملت فيه صور ولي العهد السعودي إلى جانب أعلام الجنوب، يجب أن يُقرأ سياسيًا بأنه رسالة تجديد للثقة بالتحالف العربي، وتأكيد على عمق العلاقة التي تربط أبناء الجنوب بالمملكة. فالجنوب لا ينسى، والجنود الذين استشهدوا إلى جانب القوات السعودية والإماراتية، والأسر التي تم إيواؤها، والجرحى الذين عُولجوا في مستشفيات الرياض وجدة، جميعهم يشهدون بأن هناك تحالفًا إنسانيًا وعربيًا لا تهزه الشعارات.
رفع صور الأمير محمد بن سلمان في مليونية الضالع لم يكن عملاً ارتجاليًا، بل جاء من رحم الواقع، ومن قلوب مخلصة رأت في المملكة سندًا ونصيرًا. هو وفاء الأوفياء لمن وقف معهم، في معركة مصيرية تتجاوز حدود السياسة لتدخل في عمق الكرامة والحرية. ولعلّ هذا الوفاء، الذي عبّر عنه أبناء الجنوب، يؤكد أن التحالف العربي ليس مجرّد تحالف عسكري، بل تحالف مصير وأخوة ودم، سيبقى راسخًا ما دام في الأمة رجال أوفياء يعرفون من يقف معهم ومن يتآمر عليهم.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news