أحمد علي عبد الله صالح: نداء لإحياء روح الجمهورية و استنهاض ضمير اليمنيين

     
المنتصف نت             عدد المشاهدات : 90 مشاهده       تفاصيل الخبر       الصحافة نت
أحمد علي عبد الله صالح: نداء لإحياء روح الجمهورية و استنهاض ضمير اليمنيين

أحمد علي عبد الله صالح: نداء لإحياء روح الجمهورية و استنهاض ضمير اليمنيين

قبل 11 دقيقة

في خطابٍ اتسم بالحكمة والرصانة والروح الوطنية الصادقة، أطلّ السفير أحمد علي عبد الله صالح، نائب رئيس المؤتمر الشعبي العام، في مناسبة الذكرى الثانية والستين لثورة 14 أكتوبر المجيدة، ليضع النقاط على الحروف في لحظة فارقة من تاريخ اليمن الحديث، ويعيد إلى الأذهان قيم الثورة والجمهورية والوحدة الوطنية التي كادت أن تبهت تحت ركام الصراعات والمآسي التي عصفت بالبلاد خلال العقد الأخير.

جاءت كلمة أحمد علي عبد الله صالح بعيدة عن المزايدات والشعارات، لكنها غنية بالمعاني الوطنية والرسائل العميقة التي تلامس جوهر الأزمة اليمنية الراهنة، وتؤكد أن الخلاص لن يأتي إلا من بوابة الوحدة الوطنية وتوحيد الصف الجمهوري في مواجهة المشروع الكهنوتي الحوثي الذي يسعى لإعادة عجلة التاريخ إلى الوراء.

منذ استهلال كلمته، وضع السفير أحمد علي المناسبة في إطارها التاريخي والوطني الصحيح، حين ربط بين ثورة 14 أكتوبر 1963 ضد الاستعمار البريطاني وثورة 26 سبتمبر 1962 ضد الحكم الإمامي المتخلف، مشددًا على أن الثورتين لم تكونا حدثين منفصلين، بل حلقات في سلسلة واحدة من النضال اليمني ضد الاستبداد والوصاية، وأن الدماء التي سالت في ردفان وعدن وصنعاء وتعز وحجة والبيضاء امتزجت لتصنع ملحمة وطنية واحدة عنوانها “اليمن الحر الجمهوري الموحّد”.

في زمن الانقسام والتشرذم، جاءت رسائل أحمد علي عبد الله صالح دعوة صريحة إلى استعادة روح سبتمبر وأكتوبر، ليس بالخطابات، وإنما بالفعل الوطني الصادق والتكاتف الشعبي والسياسي، مؤكدًا أن الجمهورية لا يمكن أن تُستعاد إلا بتوحيد القوى الوطنية المؤمنة باليمن الجمهوري، بعيدًا عن الولاءات الضيقة والمصالح الشخصية والحزبية.

لقد حملت كلمته نَفَسَ الزعيم والمسؤول الوطني الواعي بأبعاد اللحظة التاريخية، إذ لم يتحدث فقط عن ماضٍ مجيد، بل وجّه أنظار اليمنيين نحو المستقبل، داعيًا إلى مشروع وطني جامع ينهض من تحت الركام، ويعيد لليمن وجهه المشرق ومكانته الطبيعية في محيطه العربي والإقليمي، بعد أن شوهته الميليشيات بممارساتها الطائفية والإقصائية.

في نظرته للوضع الراهن، أظهر أحمد علي عبد الله صالح إدراكًا عميقًا لتشابك التحديات التي تواجه اليمن، حيث أشار بوضوح إلى أن ما تعيشه البلاد اليوم هو نتيجة الانقلاب الحوثي الكهنوتي على مبادئ الثورة والجمهورية، والذي جرّ الشعب إلى واقع مظلم من الفقر والجوع وانعدام الدولة، محذرًا من أن استمرار هذا الوضع يعني القضاء على كل مكتسبات الشعب التي تحققت منذ ثورتي سبتمبر وأكتوبر.

ما يميز هذه الكلمة عن كثير من الخطابات السياسية المتداولة، هو نبرتها التصالحية الجامعة. فلم تكن دعوة أحمد علي دعوة مواجهة أو انتقام، بل نداء وطني لتضميد الجراح وتوحيد الطاقات في سبيل هدف أعلى: استعادة الدولة والجمهورية. وفي هذا، تتجلى روح المسؤولية الوطنية والاتزان السياسي الذي ورثه عن والده الزعيم الراحل علي عبد الله صالح، أحد أبرز صُنّاع الجمهورية الحديثة.

كما شدد السفير أحمد علي على أن الوفاء لتضحيات أبطال الثورات اليمنية لا يكون بالاحتفال أو الشعارات فقط، بل بالعمل الجاد والمخلص لبناء دولة المواطنة والعدالة والمساواة، وهو تأكيد واضح على أن الثورة ليست ذكرى تُستدعى كل عام، بل مشروع مستمر لإقامة الدولة المدنية الحديثة التي حلم بها الأحرار واستشهدوا من أجلها.

وفي سياق قراءة سياسية معمقة، يمكن القول إن كلمة أحمد علي عبد الله صالح أعادت ترتيب الأولويات الوطنية، فبدلاً من الغرق في التفاصيل الجانبية أو الحسابات السياسية الضيقة، وجّه البوصلة مجددًا نحو الهدف المركزي: استعادة الجمهورية وإنقاذ اليمن من المشروع الإمامي الجديد. إنها رسالة تستهدف النخب والقوى السياسية في المقام الأول، لتذكّرهم أن التشتت هو الرافد الأكبر لبقاء الانقلاب، وأن الوحدة هي السلاح الأقوى لاستعادة الدولة.

لقد لاقت كلمته صدى واسعًا بين الأوساط السياسية والشعبية، كونها جاءت بلغة هادئة ولكنها حازمة، تستند إلى منطق الدولة لا منطق الميليشيا، وتدعو إلى بناء وطن يسع الجميع، دون إقصاء أو انتقام، وطن يستعيد قيم الحرية والكرامة التي بشرت بها ثورتا سبتمبر وأكتوبر.

إن دعوة أحمد علي عبد الله صالح إلى توحيد الصف الوطني، في هذه المرحلة الحرجة، تمثل نداءً تاريخيًا يعيد الثقة للشارع اليمني الذي أنهكته الحرب والانقسامات، وتؤكد أن الجمهورية ما زالت حية في وجدان اليمنيين، وأن مشروعها قابل للحياة متى ما وُجدت الإرادة الصادقة والقيادة الحكيمة.

وفي الختام، فإن كلمة السفير أحمد علي عبد الله صالح لم تكن مجرد خطاب احتفالي في مناسبة وطنية، بل وثيقة سياسية متكاملة تُعبّر عن رؤية عميقة لمستقبل اليمن الجمهوري، وتؤكد أن النضال من أجل الحرية والسيادة والوحدة لم ينتهِ بعد، وأن على كل وطني صادق أن يكون على قدر تضحيات الأجداد الذين حرروا اليمن من الاستعمار والاستبداد، ليظل علم الجمهورية خفاقًا فوق كل شبر من أرض اليمن العزيز.

شارك

Google Newsstand تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news


تابعنا على يوتيوب

تابعنا على تويتر

تابعنا على تيليجرام

تابعنا على فيسبوك

نبوءة صحفي جريء تكشف هوية رئيس اليمن القادم

نافذة اليمن | 858 قراءة 

مهم..إنشقاق قائد اللواء العاشر صماد عن الحوثيين

رأي اليمن | 566 قراءة 

نقل السامعي الى العناية المركزة في صنعاء

كريتر سكاي | 437 قراءة 

عاجل.. انشقاق قائد اللواء العاشر (صماد) عن الحوثيين وإعلام ألوية العمالقة يكشف

موقع الأول | 433 قراءة 

ضبط أكثر من 24 ألف قطعة لصناعة الطائرات المسيرة في ميناء عدن

تهامة 24 | 430 قراءة 

عيدروس الزبيدي يوجه رسالة لأبناء المحافظات الشمالية ..ماذا جاء فيها ؟

المشهد اليمني | 427 قراءة 

في بيان صحفي هام.. أحمد الميسري يرسل رسالة للرئيس عبدربه منصور هادي

موقع الأول | 372 قراءة 

الكشف عن مصير والدة قاتل افتهان المشهري في تعز

نيوز لاين | 316 قراءة 

العليمي يبشّر بتحرك شامل.. صرف مرتبات المدني والعسكري وجدولة المتأخرات وعودة الاستقرار للعملة

نافذة اليمن | 312 قراءة 

هستيريا في صنعاء.. "صلصة ميمز" تربك الحوثي وتدفعه لمطاردة وإعتقال الشباب في الشوارع

نافذة اليمن | 280 قراءة