المحرّمي بين سبتمبر وأكتوبر.. خطاب رمادي أم تمسّك بالجمهورية اليمنية؟

     
جنوب العرب             عدد المشاهدات : 106 مشاهده       تفاصيل الخبر       الصحافة نت
المحرّمي بين سبتمبر وأكتوبر.. خطاب رمادي أم تمسّك بالجمهورية اليمنية؟

أثار تصريح نائب رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي وعضو مجلس القيادة الرئاسي، العميد عبدالرحمن المحرّمي، بمناسبة الذكرى الـ(61) لثورة الـ14 من أكتوبر المجيدة، جدلاً واسعاً في الأوساط الجنوبية، بعد أن غابت عنه الإشارة الصريحة لهدف التحرير والاستقلال لدولة الجنوب، وبرز فيه ربطٌ بين ثورتي سبتمبر وأكتوبر، ما حمل دلالات سياسية لا يمكن تجاهلها.

في تصريحه، قال المحرّمي إن "ثورة أكتوبر قامت على أهداف سامية تتمثل في التحرر والاستقلال وتحقيق العدالة الاجتماعية"، دون أن يحدد هوية الدولة المقصودة بالتحرر أو الجهة التي يُراد الاستقلال عنها.

هذا الغموض في الصياغة، إلى جانب تركيزه على العدالة الاجتماعية، جعل الخطاب يبدو أقرب إلى خطاب الجمهورية اليمنية التقليدي، لا إلى الخطاب الجنوبي التحرري الواضح.

بين رمزية الخطاب ومغزى الغياب

غياب الحديث عن دولة الجنوب في مناسبة وطنية جنوبية خالصة لا يمكن أن يكون محض صدفة.

فالتحرر والاستقلال كانا في جوهرهما شعارين لثورة الجنوب ضد الاستعمار البريطاني، وامتداداً لذلك هما اليوم تعبيرٌ عن مشروع الاستقلال الثاني من واقع الوحدة المفروضة.

لكن المحرّمي، بصفته عضواً في مجلس القيادة الرئاسي، اختار أن يتحدث بلغة رمزية عامة لا تُغضب أحداً — لغة تبتعد عن خطاب الاستقلال الجنوبي الصريح، وتتماهى مع الموقف الرسمي للدولة اليمنية الموحّدة.

الربط بين سبتمبر وأكتوبر.. إحياءٌ للسردية الوحدوية

الربط الذي أشار إليه المحرّمي بين ثورتي سبتمبر وأكتوبر، باعتبارهما منطلقين "للتجربة الوطنية اليمنية"، يحمل في طيّاته بعداً سياسياً عميقاً.

فهذا الربط هو ذاته الخطاب الذي تبنّاه النظام اليمني بعد الوحدة عام 1990، حين صوّر الثورتين كحدثٍ واحدٍ أدى إلى "تحقيق الوحدة اليمنية".

إعادة استحضار هذا المفهوم اليوم تعني عملياً تمسّكاً ضمنياً بمفهوم الجمهورية اليمنية، ولو بصيغةٍ مخفّفة، وتجنّباً لأي حديثٍ عن استقلال الجنوب أو فك الارتباط.

بين الانتقالي والرئاسة.. لغة وحدوية

المحرّمي، باعتباره قيادياً في المجلس الانتقالي الجنوبي من جهة، وعضواً في مجلس القيادة الرئاسي من جهة أخرى، يقف على خط تماس سياسي حساس.

لذلك اختار خطاباً وسطياً رمادياً يحاول من خلاله الموازنة بين انتمائه الجنوبي وموقعه الرسمي، لكنه في الوقت نفسه أعطى انطباعاً بأنه يميل إلى التمسك بإطار "الجمهورية اليمنية" أكثر من التفاعل مع نبض الشارع الجنوبي، الذي احتشد بالملايين اليوم في الضالع وغداً في حضرموت لتجديد العهد لثورة الرابع عشر من أكتوبر وتحقيق الاستقلال الثاني للجنوب.

وبالتالي، يمكن خلاصة تصريح المحرّمي باعتباره وحدوياً صريحاً في مضمونه، من خلال ابتعاده عن الخطاب الجنوبي التحرري الواضح، واستعادته مفردات الدولة اليمنية الجامعة بطريقةٍ محسوبة.

فالربط بين سبتمبر وأكتوبر، وتغييب مشروع دولة الجنوب التحرري، والتركيز على العدالة الاجتماعية بدل التحرير الوطني، كلها مؤشرات على أن المحرّمي أراد البقاء في المنطقة الرمادية المائلة نحو الوحدة.

خصوصاً أن هناك فرقاً جوهرياً بين الثورتين؛ فثورة 14 أكتوبر قامت ضد الاستعمار البريطاني الأجنبي حتى تحقق التحرير الكامل والنصر في 30 نوفمبر 1967م بإعلان الاستقلال الأول لدولة الجنوب العربي، بينما قامت ثورة سبتمبر في الشمال ضد الحكم الإمامي في إطار الجمهورية العربية اليمنية آنذاك.

والخلاصة في لحظةٍ جنوبية حاسمة، يبدو أن الرمادية السياسية لا تنسجم مع وضوح الشارع الجنوبي الذي يهتف اليوم لاستكمال هدف ثورته التاريخية: التحرير والاستقلال الكامل وبناء دولة الجنوب المستقلة.

 

شارك

Google Newsstand تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news


تابعنا على يوتيوب

تابعنا على تويتر

تابعنا على تيليجرام

تابعنا على فيسبوك

عيدروس الزبيدي يفجر مفاجأة مدوية بمقترح يلغي دولة الجنوب العربي

المرصد برس | 730 قراءة 

ناطق المقاومة الوطنية: التحريض الحوثي ضد مطار عدن استمرار لنهج إيران في استهداف الحياة باليمن

حشد نت | 584 قراءة 

عقب احتلال المهاجرين الافارقة قرية يمنية وتهجير المواطنين منها.. اول تحرك امني لترحيل الافارقة

كريتر سكاي | 533 قراءة 

تفاصيل صادمة.. مهاجرون أفارقة يحتلون قرية يمنية ويهجّرون سكانها بالكامل

العاصفة نيوز | 406 قراءة 

ناشطة يمنية توجه رسالة نارية الى الحوثيين وتؤكد بان هذا الامر حادث لامحالة (نصيحة اكليلة يمانية]

المشهد الدولي | 339 قراءة 

آية بنت الرئيس عبدالفتاح السيسي تخطف الأنظار بإطلالة تاريخية في افتتاح المتحف المصري الكبير

عدن نيوز | 336 قراءة 

ضربة جديدة ضد مليشيا الحوثي في تعز بعد يوم من مصرع القيادي ‘‘أبوعلي’’

المشهد اليمني | 328 قراءة 

قصة صحفية | عبدالرحمن مجلي.. أب يواجه القهر بسبب قتل نجله على يد نافذين بصنعاء (فيديو)

بران برس | 253 قراءة 

خطوة طال إنتظارها في جولة كالتكس بالعاصمة عدن

عدن تايم | 249 قراءة 

المحافظات الغنية هددت وحدة اليمن .. هل بعد التوافق تحكم يدها على الإيرادات و تورديها الى خزينة البنك المركزي ؟

يمن فويس | 232 قراءة