العرش نيوز – مأرب
في شرق اليمن، تخوض القوات الحكومية معركة بقاء شرسة في مواجهة مقاتلي جماعة الحوثي المدعومين من إيران، وسط تراجع الدعم السعودي وتنامي الخطر على محافظة مأرب، آخر معاقل الحكومة المعترف بها دولياً.
تصف الصحيفة الفرنسية مشهداً إنسانياً وعسكرياً معقداً، يبدأ من الجبال البركانية السوداء المحيطة بمأرب، حيث يسلك مقاتلون محليون من أبناء قبيلة الشدادي طرقاً وعرة نحو خطوط التماس في مديرية رغوان شمال المحافظة، حيث لا يفصلهم عن مواقع الحوثيين سوى بضعة كيلومترات.
منذ اندلاع الحرب عام 2015، يعيش السكان في ظل تهديد دائم، بعد أن تحولت أراضيهم إلى خطوط دفاع أولى أمام محاولات الحوثيين المتكررة للتقدم نحو مأرب الغنية بالغاز. وبرغم مرور عشر سنوات على الحرب، لا يزال الأهالي يتقاسمون أراضيهم ومواردهم المحدودة مع آلاف النازحين الفارين من جبهات القتال.
الشيخ صالح أحمد الشدادي، أحد وجهاء القبيلة، يقول:
“قبل أيام فقط استهدفت طائرة حوثية مسيّرة نازحين على بعد ثلاثة كيلومترات من هنا… قُتل أحدهم ونجا الآخر. القرية تعيش منذ سنوات تحت التهديد الدائم للطائرات المسيّرة والألغام التي تجرفها السيول.”
وتشير الصحيفة إلى أن سكان مأرب ما زالوا يحتفظون بروح مقاومة متجذّرة في التاريخ، إذ كانت قبائل مأرب من أوائل من ثاروا ضد الحكم الإمامي عام 1962، وهو النظام الذي يستمد الحوثيون فكرهم منه.
يقول أحد الشيوخ:
“كان الإمام في الماضي يأخذ رهائن من أبناء القبائل لضمان الولاء، أما الحوثيون اليوم فيمارسون قمعاً أشدّ.”
ومع اقتراب الذكرى الـ63 لثورة 26 سبتمبر، تستذكر مأرب بطولات أبنائها الذين سقطوا دفاعاً عن الجمهورية، إذ قُتل أكثر من خمسين من أبناء قبيلة بني شداد في المعارك الأخيرة، وأصيب العشرات بإعاقات دائمة.
ورغم التزام الأطراف بهدنة غير رسمية منذ عام 2022، لا تزال المواجهات متقطعة على جبهات مأرب. ويشكو قادة ميدانيون من ضعف الإسناد السعودي مقارنة بالدعم الإيراني المكثف للحوثيين.
يقول العقيد يحيى العيزري، مدير العمليات القتالية في مأرب:
“جنودنا لا يتقاضون رواتبهم بانتظام، لكنهم يقاتلون من أجل حرية اليمنيين. نحن نواجه طائرات مسيّرة وصواريخ بعيدة المدى بدعم محدود للغاية.”
ويضيف أن القوات اليمنية أحصت أكثر من 1200 اشتباك مع الحوثيين خلال العامين الماضيين، رغم استمرار وقف إطلاق النار.
ويشير التقرير إلى أن مأرب أصبحت مأوى لأكثر من 62% من نازحي الحرب في اليمن، إذ ارتفع عدد سكانها من 400 ألف إلى نحو 2.8 مليون نسمة، ما يجعل سقوطها – إن حدث – كارثة إنسانية وعسكرية كبرى.
وفي ختام التقرير، ينقل الصحفي الفرنسي كلمات أحد الجنود الذين يرابطون على خط النار:
“نحن ممتنون للدعم السعودي، لكنه لم يعد كافياً. إن سقطت مأرب، سيسقط اليمن كله، وستكون العواقب وخيمة على المنطقة بأسرها.”
غرِّد
شارك
انقر للمشاركة على فيسبوك (فتح في نافذة جديدة)
فيس بوك
اضغط لتشارك على LinkedIn (فتح في نافذة جديدة)
النقر للمشاركة على X (فتح في نافذة جديدة)
X
معجب بهذه:
إعجاب
تحميل...
مرتبط
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news