الذكرى الرابعة لتفجـ.ـير حجيف الإرهـ.ـابي .. وجع لا يزول وخلود في ذاكرة عدن ..

     
صوت العاصمة             عدد المشاهدات : 110 مشاهده       تفاصيل الخبر       الصحافة نت
الذكرى الرابعة لتفجـ.ـير حجيف الإرهـ.ـابي .. وجع لا يزول وخلود في ذاكرة عدن ..

تمرّ على العاصمة عدن ذكرى أليمة تنكأ الجرح وتوقظ الذاكرة من سباتها، ذكرى التفجير الإرهابي الغادر في منطقة حجيف بمديرية التواهي، الذي استهدف موكب وزير الدولة محافظ العاصمة عدن أحمد حامد لملس ، ووزير الثروة السمكية والزراعة اللواء عبدالله سالم السقطري.

أربع سنوات مضت على ذلك اليوم المشؤوم، لكن صدى الانفجار لا يزال يتردد في وجدان المدينة، وفي قلوب من عاشوا تفاصيله المؤلمة.

لم يكن ذلك الحادث مجرد عملٍ إرهابي عابر، بل طعنة غادرة في قلب عدن، المدينة التي دفعت أثمانًا باهظة من أجل أن تبقى منارة للحرية والأمل، وعنوانًا لصمود الجنوب في وجه الإرهاب والعبث.

يومٌ لن تنساه عدن

في ظهيرةٍ هادئة من أكتوبر قبل أربعة أعوام، دوّى صوت الانفجار في سماء التواهي، فارتجّت النوافذ، وتطاير الغبار فوق أحياء المدينة الساحلية.

كان الموكب الرسمي يسلك طريق حجيف عندما باغتته سيارة مفخخة انفجرت بقوة هائلة، لتتحول اللحظة إلى مشهدٍ مأساويٍ من الدم والدخان والذهول.

في دقائق معدودة، ارتقت أرواح خمسة من خيرة الرجال، نذروا أنفسهم لخدمة الوطن، فسقطوا شهداء في ميدان الواجب والعزة.

أسماء كتبت بالدم والنور

لم يكونوا مجرد أسماء في قائمة رسمية، بل وجوه مألوفة وأرواح قريبة من نبض العمل اليومي في المحافظة:

الأستاذ أحمد أبو صالح– السكرتير الصحفي للمحافظ، قلمٌ مهنيّ كان يضيء الأخبار بصدق الكلمة وصفاء النية.

النقيب صدام حسين حميدة الخليفي – قائد حراسة المحافظ، رجل المواقف الصلبة والوفاء الذي لا يعرف التردد.

الملازم أسامة سالم لملس الخليفي – المرافق الشخصي للمحافظ، شابٌ في مقتبل العمر، حمل الولاء في عينيه والإقدام في قلبه.

طارق مصطفى – مصور بمكتب المحافظة، كان يوثق لحظات البناء والعمل، فإذا بالكاميرا توثق آخر مشهد في حياته.

أحمد حديج باراس – صحفي بمكتب المحافظة، كان يؤمن أن الكلمة يمكن أن تهزم الرصاصة، فواجه الموت بكرامة الإعلامي الحر.

رحم الله هؤلاء الأبطال الذين اختارهم القدر ليكونوا شهودًا خالدين على صمود عدن في وجه قوى الظلام.

من الألم إلى العزيمة

تحوّل ذلك الحادث الإجرامي إلى نقطة تحول في وعي المدينة.

فبدلًا من أن تبثّ الرهبة في النفوس، أيقظت الحادثة روحًا جديدة من الإصرار، إذ خرجت عدن بعدها أكثر تماسكًا وصلابة، وأعلن أبناؤها أن الإرهاب لن ينال من عزيمتهم، ولن يوقف مسيرة الحياة.

لقد أدرك الجميع أن الحرب ضد الإرهاب ليست معركة أمنية فحسب، بل معركة وعي وكرامة وهوية.

ومن دماء الشهداء، نبتت في شوارع عدن إرادة جديدة، تحرسها العيون الساهرة من رجال الأمن، وتغذيها قلوبٌ مؤمنة بأن الوطن يستحق كل تضحية.

لملس .. الرجل الذي واجه الموت بابتسامة المسؤول

حين نجا المحافظ أحمد حامد لملس من تفجير حجيف، لم تكن نجاته مجرد حدثٍ عابرٍ من بين أنقاض الانفجار، بل ميلادًا جديدًا لمسؤولٍ اختبر الموت عن قرب، وخرج من رماده أكثر إصرارًا على أن يكمل الطريق.

حمل لملس في قلبه وصية الشهداء الذين سقطوا حوله: «عدن أولًا»، وجعل منها منهج عملٍ وسلوك حياة، فكل قرارٍ اتخذه بعدها كان وفاءً لأولئك الذين رحلوا ليبقى الوطن حيًّا.

لم يُرَ لملس يومًا منكسراً أمام الفقد، بل ظهر كما عرفه أبناء عدن — الرجل الذي واجه الموت بابتسامة المسؤول المؤمن بعدالة قضيته، المتيقّن أن قدر القادة الحقيقيين أن يسيروا وسط العواصف حاملين راية الأمل.

ومنذ تلك اللحظة، تحوّل الألم إلى دافع، والنجاة إلى مسؤولية، فكان أن واصل مسيرة البناء والأمن في العاصمة، مؤكدًا أن عدن لن تُرهبها التفجيرات، لأنها تنجب رجالًا يعرفون معنى الحياة وسط الرماد.

عدن.. ذاكرة لا تنسى

تمر السنوات، لكن وجوه الشهداء لا تغيب.

في كل شارع من شوارع التواهي، وفي كل مكتب من مكاتب المحافظة، تظل صورهم تذكيرًا بأن الوفاء للوطن له ثمن، وأن الأبطال لا يموتون حين يموتون، بل حين ننسى.

ولذلك، فإن عدن — بكل مؤسساتها وأبنائها — ما زالت وفية لعهدهم، حافظةً لتضحياتهم، تسعى لأن تحقق ما حلموا به: مدينة آمنة، مزدهرة، حرة، تنبض بالحياة والكرامة.

رسالة الذكرى

الذكرى الرابعة لتفجير حجيف ليست مجرد استحضار لمأساة، بل تجديد لعهدٍ إنساني ووطني:

أن يبقى الجنوب في مواجهة الإرهاب بكل أشكاله، وأن يظلّ دم الشهداء منارةً تهدي الخطى نحو مستقبلٍ آمنٍ ومستقر.

وفي كل عام، حين تمر هذه الذكرى، يتجدد الدعاء لهم، وتتعالى الأصوات في عدن قائلةً:

“نمتم قريري العيون يا من صنعتم من الألم أملًا، ومن الفقد قوة، ومن الدم حياةً لوطنٍ لا يموت.”

خاتمة الوفاء

إن ما جرى في حجيف لم يكن مجرد حادث تفجير، بل **صفحة من تاريخ الجنوب الحديث** — صفحة كُتبت بدماء الأبطال، لتبقى شاهدًا على أن الإرهاب لا ينتصر أمام الإيمان، وأن عدن — مهما اشتدّ عليها الألم — قادرة على النهوض من بين الرماد.

رحم الله الشهداء الأبرار:

أبو صالح، صدام، أسامة، طارق، وباراس.

ولتبقَ عدن وفيةً لهم، تروي للأجيال أن هناك رجالًا عبروا هذه الأرض فتركوا فيها أثرًا لا يُمحى، واسمًا لا يُنسى، وذكرى تضيء الطريق كلما حلّ الظلام.

شارك

Google Newsstand تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news


تابعنا على يوتيوب

تابعنا على تويتر

تابعنا على تيليجرام

تابعنا على فيسبوك

عاجل: وصول قوات عسكرية جديدة إلى حضرموت.. هل بدأت ساعة الصفر لتنفيذ قرارات التحالف؟

موقع الأول | 1896 قراءة 

ذبح جنود في حضرموت وهذه هي الجهة المجرمة التي تقف خلف العملية

عدن تايم | 1363 قراءة 

وليمة عشاء ومحاولة اختطاف.. صحفي سعودي يكشف كواليس الليلة الأخيرة لـ“رشاد العليمي” في عدن

بران برس | 1217 قراءة 

الانتقالي يقدّم ضمانات بعدم إعلان الانفصال ويوافق على عودة مجلس الرئاسة لعدن… مقابل بقاء قواته في حضرموت والمهر

يمن اتحادي | 1097 قراءة 

الانتقالي عبر وسيط يوافق على الانسحاب التدريجي وهذا الرد السعودي حوّل ذلك تفاصيل حصرية

المشهد الدولي | 1022 قراءة 

عاجل: الحكومة اليمنية والتحالف يمنحان المجلس الانتقالي مهلة 48 ساعة للانسحاب من حضرموت والمهرة.. ساعة الصفر تقترب

مأرب برس | 996 قراءة 

الزبيدي يجتمع بقيادات المجلس الانتقالي في عدن ويكشف خطوات عاجلة

شمسان بوست | 985 قراءة 

عاجل:قوات عسكرية تصل حضرموت

كريتر سكاي | 919 قراءة 

بيان ناري من مجلس الشورى حول التدخل السعودي في حضرموت والمهرة!

موقع الأول | 716 قراءة 

أكاديمي إماراتي يهاجم القيادة السعودية: تهديدك لجنوب اليمن جنون.. حرر صنعاء أولاً

بران برس | 686 قراءة