يمن إيكو|تقرير:
تواجه أسعار النفط العالمية ضغوطاً متزايدة منذ الإعلان عن اتفاق يقضي بإنهاء الحرب في غزة، وما تلاه من انحسار التوترات الجيوسياسية في منطقة الشرق الأوسط، والبحر الأحمر، وتأكيد جماعة “أنصار الله” اليمنية وقف هجماتها في البحر الأحمر في حال التزمت إسرائيل بالاتفاق، ما دفع بالأسعار إلى أدنى مستوى لها منذ مايو الماضي.
ووفقاً لما نشرته منصة الطاقة المتخصصة ورصده موقع “يمن إيكو”، فإن العقود الآجلة لخام برنت تسليم ديسمبر، تراجعت بنسبة 3.82% إلى 62.73 دولار للبرميل، فيما هبط خام غرب تكساس الوسيط الأمريكي تسليم نوفمبر بنسبة 4.24% إلى 58.9 دولار للبرميل، مسجلَين خسائر أسبوعية تتجاوز 3% لكل منهما، وسط ضبابية في توقعات الطلب العالمي على الطاقة.
وأرجع المحللون هذا التراجع إلى مجموعة من العوامل المتشابكة، أبرزها توقيع اتفاق غزة الذي أنهى الحرب المستمرة منذ عامين، وتزايد الإمدادات من تحالف “أوبك+”، ما أثار مخاوف المستثمرين من تباطؤ النمو الاقتصادي العالمي وتراجع الطلب على الخام.
ويقضي اتفاق غزة، الذي أُعلن في القاهرة بوساطة أمريكية، بوقف إطلاق النار وانسحاب جزئي للقوات الإسرائيلية، مقابل إطلاق الأسرى من الجانبين، ما أنهى سلسلة اضطرابات بحرية في البحر الأحمر- كان مصدرها الهجمات اليمنية على السفن المرتبطة بالاحتلال الإسرائيلي- وأعاد الثقة باستقرار مسارات الشحن النفطي في الشرق الأوسط.
وأعلنت حركة “أنصار الله” اليمنية (قوات صنعاء) أنها ستوقف هجماتها ضد إسرائيل وسفنها في البحر الأحمر إذا التزمت إسرائيل بتنفيذ بنود الاتفاق، وفقاً لما نقلته وكالة “نوفوستي” الروسية عن عضو المكتب السياسي لـ”أنصار الله”، حزام الأسد، الذي أضاف: “عملياتنا العسكرية ستتوقف إذا التزم الجيش الإسرائيلي باتفاق وقف إطلاق النار، وسنواصل مراقبة تنفيذ الاتفاق”.
وأضاف الأسد: “إذا واصلت إسرائيل عدوانها وحصارها لأهلنا في غزة، فسنستأنف عملياتنا العسكرية بوتيرة أشد من ذي قبل للضغط عليها لوقف جرائمها وعدوانها”.
ويترقب العالم، يوم غد الإثنين، التوقيع على اتفاق سلام تاريخي بين “حماس” وإسرائيل ومن المفترض أن ينهي الحرب على غزة وإطلاق سراح الأسرى الإسرائيليين وغيرها من البنود المتفق عليها.
ومع انحسار المخاوف الجيوسياسية في المنطقة، توقع خبراء الطاقة أن يؤدي استمرار زيادة إنتاج “أوبك+”، إلى جانب تدفقات النفط من أمريكا الشمالية والجنوبية، إلى فائض في المعروض العالمي خلال الربع الأخير من 2025، مما سيضغط على الأسعار رغم محاولات التحالف ضبط التوازن في الأسواق.
ويرى محللون في بنك “يو بي إس” وشركة “أويل أسوشياتس” أن التوترات التجارية، إلى جانب ارتفاع الإمدادات وتراجع المخاوف الأمنية في الشرق الأوسط، شكلت خليطاً مثالياً لهبوط الأسعار، إذ فقد النفط دعمه التقليدي من الاضطرابات الإقليمية التي لطالما كانت ترفع الأسعار في فترات النزاع.
وتعيد هذه التطورات إلى الأذهان تأثير “اتفاق فيينا النووي” عام 2015، الذي أدى آنذاك إلى انخفاضات حادة في أسعار النفط العالمية بعد عودة إيران إلى سوق التصدير بكميات كبيرة، في مشهد يعيد نفسه اليوم مع اتفاق غزة الذي يفتح الباب أمام مرحلة جديدة من توازنات الطاقة وتنافس النفوذ الاقتصادي العالمي.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news