قالت الناشطة اليمنية الحائزة على جائزة نوبل للسلام توكل كرمان، السبت، إن المجالين الوحيدين اللذين ينتعشان في اليمن اليوم هما اقتصاد الحرب والفساد السياسي.
جاء ذلك خلال كلمة للناشطة توكل كرمان في افتتاحية مؤتمر الباحثين والخبراء اليمنيين الذي يعقد في إسطنبول، مؤكدة أن اليمن يمتلك من الطاقات والعقول ما يؤهله لاستعادة دولته وبناء مستقبله بعيدا عن الوصاية الخارجية.
وقالت كرمان إن السياسة والحرب استأثرتا بالمشهد اليمني لعقد كامل، فيما جرى تهميش ملفات الاقتصاد والتنمية والتعليم والصحة، مؤكدة أن "تأجيل هذه الملفات لا يعيد الدولة، بل يبعدها أكثر، فالدولة ليست كيانا سياسيا مجردا، بل هي الخدمات ذاتها: المرتبات والتعليم والصحة والعدالة".
وانتقدت كرمان بشدة فشل الحكومة اليمنية المعترف بها دوليا وسلطات الأمر الواقع، على حد سواء، في القيام بواجباتهما تجاه المواطنين، مشيرة إلى أن المجالين الوحيدين اللذين ينتعشان في اليمن اليوم هما اقتصاد الحرب والفساد السياسي.
وأضافت: "لقد سئم منكم الشعب اليمني، ملّ من فسادكم واستبدادكم، وآن له أن يستعيد قراره وينهض من بين الركام".
وأكدت أن اليمن ليس ضعيفا ولا تابعا لأحد، بل يمتلك ثروات طبيعية وبشرية تؤهله ليكون من أعظم دول المنطقة، مشيرة إلى أن الإنسان اليمني هو الثروة الحقيقية التي لا تقدّر بثمن.
وقالت "شعبنا صبور مكافح لا يُكسر، متجذر في العزيمة والحضارة".
واعتبرت كرمان، أنه لا خلاص لليمن "من دون تعليم ينهض بالعقول وصحة تحفظ كرامة الإنسان واقتصاد منتج يكسر معادلة الجوع والولاء".
وحذّرت من تهميش العقل والاستخفاف بالعلم، معتبرة أن ذلك فتح الطريق أمام الجماعات الكهنوتية والمتطرفة، لافتة إلى أن "المعرفة تصنع الإنسان الحر، وتمنحنا المناعة ضد الجهل والخرافة وضد المشاريع التي مزّقت أوطاننا".
وكانت فعاليات مؤتمر الباحثين والخبراء اليمنيين الذي تنظمه مؤسسة توكل كرمان قد انطلقت في مدينة إسطنبول، بمشاركة أكثر من مئتي خبير وباحث يمني من داخل اليمن وخارجه، لمناقشة تحديات وفرص التنمية في البلاد.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news