الحوثي : زعيم الأرقام الخرافية
تحليل يكشف حجم الكذب في إحصائيات “الأنشطة” التي أعلنها زعيم الميليشيا في خطابه الأخير
مرة أخرى، يظهر زعيم ميليشيا الحوثي ليقدم للعالم نسخة جديدة من الكذب المنظَّم والعبث بالأرقام، متحدثًا عن “إنجازات” حركته خلال عامين مما يسميه “طوفان الأقصى” بأرقام لا يقبلها عقل ولا منطق، حتى كأن الرجل يخاطب جمهورًا في كوكب آخر!
اقرأ المزيد...
تحذيرات من أمطار رعدية غزيرة وبرودة شديدة تضرب اليمن
11 أكتوبر، 2025 ( 2:21 مساءً )
تنفيذ حكم قبلي بإعدام رجل بعد ساعات من ارتكابه جريمة قتل
11 أكتوبر، 2025 ( 12:56 مساءً )
ففي خطابه الأخير، أعلن الحوثي أن الأنشطة الشعبية خلال العامين الماضيين بلغت 746,972 فعالية، مقارنة بـ 49,354 فعالية فقط في العام الأول، ما يعني أن العام الثاني وحده شهد 697,618 فعالية!
وبعملية حسابية بسيطة، فإن هذا الرقم يعادل 1,937 فعالية في اليوم الواحد — أي بمعدل 80 فعالية في الساعة الواحدة دون توقف!
ولأن الكذب عند الحوثي لا سقف له، فقد تحدث أيضًا عن فعاليات جديدة لم يذكرها العام الماضي:
* 94,478 فعالية شعبية (بمعدل 262 فعالية في اليوم الواحد).
* 549,769 ندوة (بمعدل 1,527 ندوة يوميًا).
* 81,878 أمسية (بمعدل 114 أمسية في الليلة الواحدة).
* 350,633 وقفة طلابية (بمعدل 487 وقفة في اليوم).
* 317,785 وقفة قبلية وشعبية (بمعدل 441 وقفة يوميًا).
هذه الأرقام تجعلنا أمام مشهد سريالي مضحك، إذ لو جمعناها مع ما سبق، فسنجد أن إعلام الحوثي — الذي يغطّي كل صغيرة وكبيرة — يجب أن ينشر ما يزيد عن 3 آلاف فعالية يوميًا، وهو أمر لم يحدث حتى في أكثر الدول نشاطًا مدنيًا على وجه الأرض!
ثم يواصل الحوثي رواية الخرافة، زاعمًا أن عدد خريجي “دورات التعبئة” بلغ 1,103,647 متدربًا، وأن العام الثاني وحده شهد 132,046 دورة تعبئة، أي بمعدل 367 دورة في اليوم الواحد، رغم أن الدورة الواحدة تحتاج على الأقل شهرًا كاملًا. فهل لدى الحوثيين جيش من الأشباح يدير هذه المعسكرات ليل نهار دون توقف؟
ولم يكتفِ بذلك، بل تحدث عن:
* 5,148 مناورة عسكرية (14 مناورة في اليوم).
* 1,349 عرضًا عسكريًا (4 عروض يوميًا).
* 3,362 مسيرًا عسكريًا (9 مسيرات في اليوم الواحد).
أما في العام الماضي، فقد قال إن مجموع هذه الأنشطة العسكرية بلغ 2,866 فعالية، أي 8 فعاليات فقط في اليوم الواحد. فهل تضاعفت قدراته العسكرية بنسبة 1000% في عام واحد؟
وفي باب “الدعاية القتالية”، زعم أن العمليات الإسنادية بلغت 1,835 عملية ما بين صواريخ باليستية وطائرات مُسَيَّرة وزوارق حربية، منها 1,000 في العام الماضي و835 في هذا العام — أي بمعدل عمليتين باليستيتين يوميًا!
إنها أرقام لو قرأها عالم في الإحصاء لظنّ أن الحوثي يتحدث عن كوكب مليء بالمهرجانات والاحتفالات، لا عن بلد يعيش تحت الحرب والجوع والفقر وانعدام الخدمات.
الحقيقة أن هذه “الإحصائيات” ليست سوى جرعة تضليل معنوي لأنصاره، لتغطية الفشل السياسي والعسكري والاقتصادي الذي تعيشه جماعته. أما على الأرض، فحقيقة “المُنجَز الحوثي” لا تتجاوز تفجير المنازل، ونهب المرتبات، وإذلال الشعب، وتجريف الهوية اليمنية.
ومهما حاول الحوثي أن يغطي أكاذيبه بالأرقام، فإن الحساب لا يكذب — فبعملية قسمة بسيطة، يكتشف اليمنيون أن زعيم الميليشيا لا يحارب فقط الحقيقة، بل يحارب المنطق نفسه.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news