ثورة 14 أكتوبر: شعلة الجنوب التحررية التي لا تنطفئ

     
صوت العاصمة             عدد المشاهدات : 88 مشاهده       تفاصيل الخبر       الصحافة نت
ثورة 14 أكتوبر: شعلة الجنوب التحررية التي لا تنطفئ

في الرابع عشر من أكتوبر من كل عام، لا يكتفي الجنوبيون بإحياء ذكرى الثورة، بل يستحضرونها كحالة نضالية متجددة، وكأنها لم تكن حدثاً مضى، بل واقعاً مستمراً في وجدانهم، يتنفسونه مع كل صباح، ويستمدون منه العزم لمواصلة الطريق نحو التحرر الكامل واستعادة الدولة الجنوبية المستقلة.

إن ثورة 14 أكتوبر 1963، لم تكن مجرد انتفاضة ضد الاستعمار البريطاني، بل كانت إعلاناً صريحاً بأن الجنوب لا يقبل الهيمنة، ولا يرضى بالوصاية، ولا ينكسر أمام الطغيان مهما طال أمده. ومن جبال ردفان انطلقت شرارة الثورة، بقيادة الشهيد البطل راجح بن غالب لبوزة، لتشعل الأرض تحت أقدام المحتل، وتفتح أبواب الكفاح المسلح بقيادة شيخ المناضلين محمد ناصر الجعري الذي امتد حتى تحقق النصر في 30 نوفمبر 1967، بخروج آخر جندي بريطاني من أرض الجنوب.

لكن الجنوب، الذي ظن أنه طوى صفحة الاستعمار، وجد نفسه بعد عقود أمام احتلال من نوع آخر، أكثر قسوة، وأشد وطأة. ففي عام 1994، اجتاحت جحافل صنعاء اليمنية أرض الجنوب، في حربٍ غاشمة، أنهت حلم الوحدة، وحوّلتها إلى أداة للنهب والتهميش والإقصاء. لم يكن الاحتلال اليمني مجرد سيطرة عسكرية، بل كان مشروعاً ممنهجاً لتدمير مؤسسات الدولة الجنوبية، وسحق هويتها، وطمس تاريخها.

ومنذ ذلك الحين، لم تهدأ روح الثورة في الجنوب بل تحولت إلى مقاومة شعبية وسياسية، تتخذ أشكالاً متعددة، من الحراك السلمي إلى المقاومة المسلحة، ومن النضال الحقوقي إلى الحراك الدبلوماسي، وكلها تصب في هدف واحد وهو استعادة الدولة الجنوبية كاملة السيادة، من المهرة إلى باب المندب.

إن الجنوبيين لا يحتفلون بأكتوبر كذكرى تاريخية فحسب، بل يعيشونه كحالة وجدانية، وكأن كل يوم هو الرابع عشر من أكتوبر. فالثورة مستمرة، والعدو تغيرت ملامحه، لكن جوهر المعركة لم يتغير: معركة كرامة وهوية وسيادة.

في كل مظاهرة جنوبية، وفي كل موقف سياسي، وفي كل شهيد يرتقي دفاعاً عن الأرض، تتجلى روح أكتوبر. إنها ليست ثورة انتهت، بل ثورة تتجدد، وتُعيد تعريف نفسها وفقًا للمرحلة، لكنها لا تحيد عن هدفها الأصيل: الجنوب الحر المستقل.

لقد أثبت الجنوب، عبر تاريخه، أنه لا يُحكم بالقوة، ولا يُروض بالترهيب، ولا يُشترى بالمصالح. كما أن الجنوب العربي يُحترم، ويُعامل كشريك، أو يختار طريقه منفرداً. وهذا ما أدركه العالم، وما بدأت القوى الإقليمية والدولية تلمسه، مع تصاعد الحراك الجنوبي، وتنامي الوعي الشعبي، وتماسك المشروع الوطني الجنوبي الذي بات أكثر وضوحاً ونضجاً.

وفي ذكرى ثورة 14 أكتوبر، نقولها بملء الصوت: الجنوب في طريقه ولن يعود إلى الوراء. لقد دفع ثمنا باهظاً في سبيل حريته، وقدم قوافل من الشهداء، وخاض معارك وجود لا معارك حدود. واليوم، وهو يخطو بثبات نحو استعادة دولته، يستمد من أكتوبر روحه، ومن ردفان عزيمته، ومن شهدائه شرعيته.

الجنوب لا ينسى، ولا يتراجع، ولا يساوم على قضيته. فكما طرد الاستعمار البريطاني، سيطرد الاحتلال اليمني، وسيكتب فجراً جديداً عنوانه "الجنوب الحر المستقل".

شارك

Google Newsstand تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news


تابعنا على يوتيوب

تابعنا على تويتر

تابعنا على تيليجرام

تابعنا على فيسبوك

عيدروس الزبيدي يتلقى صفعة أمريكية مدوية.. قناة العربية تفتح الملف.. ماذا حدث وراء الكواليس؟

المشهد اليمني | 1769 قراءة 

وزارة الداخلية اليمنية تستبق إعلان التأييد لـ الانتقالي وتصدر بيانا هاما

بوابتي | 1218 قراءة 

تأتي الرياح بما لا تشتهي السفن.. المجلس الانتقالي يرفع علم الجمهورية اليمنية عاليًا ! (فيديو)

المشهد اليمني | 937 قراءة 

السعودية ودولة أخرى تفرضان عقوبات على وزارء ومسؤولين بالمجلس الانتقالي الجنوبي

المشهد اليمني | 931 قراءة 

ماذا عن اليمن.. اجتماع سعودي& عماني هام في مسقط(هذه تفاصيله)

موقع الأول | 877 قراءة 

صحيفة سعودية تحسم الجدل بشأن دعوات الإنفصال جنوب اليمن

يمن فويس | 825 قراءة 

الحزن يعم حضرموت

كريتر سكاي | 749 قراءة 

الإمارات تعلن اول موقف رسمي بشأن مطالب المجلس الانتقالي الجنوبي بالانفصال

بوابتي | 674 قراءة 

الحكومة اليمنية والسعودية تفرض عقوبات على مسؤولين أعلنوا تأييدهم لـ الانتقالي

بوابتي | 617 قراءة 

قرارات حكومية بتجميد حقائب الانتقالي الجنوبي

الميثاق نيوز | 513 قراءة