ثورة 14 أكتوبر: شعلة الجنوب التحررية التي لا تنطفئ

     
صوت العاصمة             عدد المشاهدات : 83 مشاهده       تفاصيل الخبر       الصحافة نت
ثورة 14 أكتوبر: شعلة الجنوب التحررية التي لا تنطفئ

في الرابع عشر من أكتوبر من كل عام، لا يكتفي الجنوبيون بإحياء ذكرى الثورة، بل يستحضرونها كحالة نضالية متجددة، وكأنها لم تكن حدثاً مضى، بل واقعاً مستمراً في وجدانهم، يتنفسونه مع كل صباح، ويستمدون منه العزم لمواصلة الطريق نحو التحرر الكامل واستعادة الدولة الجنوبية المستقلة.

إن ثورة 14 أكتوبر 1963، لم تكن مجرد انتفاضة ضد الاستعمار البريطاني، بل كانت إعلاناً صريحاً بأن الجنوب لا يقبل الهيمنة، ولا يرضى بالوصاية، ولا ينكسر أمام الطغيان مهما طال أمده. ومن جبال ردفان انطلقت شرارة الثورة، بقيادة الشهيد البطل راجح بن غالب لبوزة، لتشعل الأرض تحت أقدام المحتل، وتفتح أبواب الكفاح المسلح بقيادة شيخ المناضلين محمد ناصر الجعري الذي امتد حتى تحقق النصر في 30 نوفمبر 1967، بخروج آخر جندي بريطاني من أرض الجنوب.

لكن الجنوب، الذي ظن أنه طوى صفحة الاستعمار، وجد نفسه بعد عقود أمام احتلال من نوع آخر، أكثر قسوة، وأشد وطأة. ففي عام 1994، اجتاحت جحافل صنعاء اليمنية أرض الجنوب، في حربٍ غاشمة، أنهت حلم الوحدة، وحوّلتها إلى أداة للنهب والتهميش والإقصاء. لم يكن الاحتلال اليمني مجرد سيطرة عسكرية، بل كان مشروعاً ممنهجاً لتدمير مؤسسات الدولة الجنوبية، وسحق هويتها، وطمس تاريخها.

ومنذ ذلك الحين، لم تهدأ روح الثورة في الجنوب بل تحولت إلى مقاومة شعبية وسياسية، تتخذ أشكالاً متعددة، من الحراك السلمي إلى المقاومة المسلحة، ومن النضال الحقوقي إلى الحراك الدبلوماسي، وكلها تصب في هدف واحد وهو استعادة الدولة الجنوبية كاملة السيادة، من المهرة إلى باب المندب.

إن الجنوبيين لا يحتفلون بأكتوبر كذكرى تاريخية فحسب، بل يعيشونه كحالة وجدانية، وكأن كل يوم هو الرابع عشر من أكتوبر. فالثورة مستمرة، والعدو تغيرت ملامحه، لكن جوهر المعركة لم يتغير: معركة كرامة وهوية وسيادة.

في كل مظاهرة جنوبية، وفي كل موقف سياسي، وفي كل شهيد يرتقي دفاعاً عن الأرض، تتجلى روح أكتوبر. إنها ليست ثورة انتهت، بل ثورة تتجدد، وتُعيد تعريف نفسها وفقًا للمرحلة، لكنها لا تحيد عن هدفها الأصيل: الجنوب الحر المستقل.

لقد أثبت الجنوب، عبر تاريخه، أنه لا يُحكم بالقوة، ولا يُروض بالترهيب، ولا يُشترى بالمصالح. كما أن الجنوب العربي يُحترم، ويُعامل كشريك، أو يختار طريقه منفرداً. وهذا ما أدركه العالم، وما بدأت القوى الإقليمية والدولية تلمسه، مع تصاعد الحراك الجنوبي، وتنامي الوعي الشعبي، وتماسك المشروع الوطني الجنوبي الذي بات أكثر وضوحاً ونضجاً.

وفي ذكرى ثورة 14 أكتوبر، نقولها بملء الصوت: الجنوب في طريقه ولن يعود إلى الوراء. لقد دفع ثمنا باهظاً في سبيل حريته، وقدم قوافل من الشهداء، وخاض معارك وجود لا معارك حدود. واليوم، وهو يخطو بثبات نحو استعادة دولته، يستمد من أكتوبر روحه، ومن ردفان عزيمته، ومن شهدائه شرعيته.

الجنوب لا ينسى، ولا يتراجع، ولا يساوم على قضيته. فكما طرد الاستعمار البريطاني، سيطرد الاحتلال اليمني، وسيكتب فجراً جديداً عنوانه "الجنوب الحر المستقل".

شارك

Google Newsstand تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news


تابعنا على يوتيوب

تابعنا على تويتر

تابعنا على تيليجرام

تابعنا على فيسبوك

مصادر: محافظ حضرموت الجديد يوجه بإخراج القوات القادمة من خارج المحافظة واستعادة المواقع النفطية من قوات حلف القبائل

بران برس | 1227 قراءة 

طارق صالح يحدد موقفه من قوات عمرو بن حبريش

المشهد الدولي | 825 قراءة 

تقرير | مخاوف من تكرار سيناريوهات صنعاء وعدن.. ما تداعيات صمت الرئاسة اليمنية تجاه ما يجري في حضرموت؟

بران برس | 801 قراءة 

“العسكرية الثانية” تعلن حشد عدد من الألوية لاستعادة المواقع النفطية من قوات حلف قبائل حضرموت

بران برس | 763 قراءة 

رئيس مجلس النواب وعدد من القيادات السياسية يصلون المخا لإحياء ذكرى ثورة 2 ديسمبر

حشد نت | 754 قراءة 

عاجل:اشتباكات عنيفة الآن وسماع دوي انفجارات

كريتر سكاي | 740 قراءة 

بن سلمان يعلق على أحداث حضرموت

كريتر سكاي | 533 قراءة 

كشف اخر تطورات الأوضاع والاشتباكات بحضرموت

كريتر سكاي | 464 قراءة 

الخنبشي يخاطب الزبيدي والعليمي:

موقع الجنوب اليمني | 432 قراءة 

محافظ حضرموت يوجه بالهجوم على مواقع حماية الشركات النفطية وطرد قوات بن حبريش

بوابتي | 381 قراءة