كشفت دراسة تحليلية صادرة عن المؤسسة العربية للدراسات أن الحملات الإعلامية والسياسية التي استهدفت في الآونة الأخيرة قيادات السلطة المحلية والعسكرية في محافظة تعز، تعكس تصاعدًا في توظيف الإعلام كأداة في الصراع السياسي الدائر باليمن، في ظل مشهد معقّد تتداخل فيه العوامل المحلية والإقليمية.
ووفقًا لتحليل الخطاب الذي أجرته المؤسسة، فإن الخطاب الإعلامي المناهض لقيادات تعز يعتمد بشكل واسع على لغة عاطفية هجومية ومفردات تشويهية متكررة مثل “الفساد” و”الفوضى”، بنسبة وصلت إلى نحو 80% من المحتوى المتداول، مقابل 20% فقط من الخطاب المحايد أو الإيجابي.
ويشير التقرير إلى أن هذه الحملات تركز على شخصيات بعينها — من بينها محافظ تعز، ومدير الأمن، وقائد المحور — وتربطها بانتماءات سياسية، بينما تغفل الأسباب الحقيقية للأزمة وفي مقدمتها الحصار المفروض على المدينة منذ عام 2015 والانتهاكات المتكررة التي طالت المدنيين.
وأوضحت المؤسسة أن هذا النمط من الخطاب يعكس ما وصفته بـ"التحيّز الانتقائي في تغطية الأوضاع داخل تعز"، حيث يتم تضخيم الإخفاقات المحلية وتجاهل السياق العام للصراع، مشيرةً إلى أن هذا التوجه قد يؤدي إلى إضعاف ثقة المواطنين بمؤسساتهم المحلية، وخلق بيئة خصبة للانقسام الداخلي.
كما استند التحليل إلى بيانات مركز معلومات حقوق الإنسان والتدريب (
HRITC
) التي وثّقت أكثر من 24,970 انتهاكًا في محافظة تعز خلال الفترة من مارس 2015 حتى مارس 2025، 85% منها ارتكبتها جماعة الحوثي، في حين تركز الحملات الإعلامية على اتهام السلطة المحلية فقط، دون الإشارة إلى الانتهاكات المستمرة التي تعاني منها المدينة.
وأكدت المؤسسة العربية للدراسات أن هذه الحملات تندرج ضمن "حروب الإعلام الهجينة" التي تشهدها المنطقة، حيث يتم استخدام المنصات الرقمية لتوجيه الرأي العام وإعادة تشكيل الولاءات السياسية.
ودعت المؤسسة إلى ضرورة بناء خطاب إعلامي وطني متوازن يعزز وحدة الصف الداخلي، ويركّز على القضايا المشتركة وفي مقدمتها رفع الحصار عن تعز وتحسين الوضع الإنساني والاقتصادي في مختلف المحافظات.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news