وسط مشهد إنساني مثقل بالوجع والمعاناة، عمّت مشاعر الفرح أوساط سكان قطاع غزة عقب توقيع المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار بين الاحتلال الإسرائيلي وحركة حماس، وفقًا لخطة الرئيس الأميركي دونالد ترامب، في خطوة تُعد بداية محتملة لإنهاء الحرب المستمرة منذ أكثر من عامين.
ورغم الأمل الذي حمله الاتفاق، لم تغب مشاهد الألم عن الواقع الميداني، إذ أكد مجمع ناصر الطبي صباح اليوم استشهاد فلسطيني وإصابة آخرين برصاص جيش الاحتلال في محيط مدينة حمد شمال غربي خان يونس، جنوبي القطاع.
وفي تطور ميداني متزامن، أفاد مصدر طبي في مستشفى المعمداني بإصابة عدد من المواطنين جراء غارة نفذتها طائرات مسيّرة إسرائيلية استهدفت مدرسة اليرموك غرب مدينة غزة، ما يعكس استمرار التصعيد رغم الإعلان عن الاتفاق.
سياسيًا، أعلن وزير الخارجية الإسرائيلي جدعون ساعر أن تل أبيب ملتزمة بخطة الرئيس الأميركي دونالد ترامب، ولا تنوي تجديد الحرب على قطاع غزة، مشيرًا إلى أن الحكومة الإسرائيلية تأمل تنفيذ جميع بنود الاتفاق الذي تم التوصل إليه مؤخرًا.
وفي القاهرة، شددت الرئاسة المصرية على ضرورة وقف إطلاق النار فورًا دون انتظار توقيع الاتفاق، وذلك خلال لقاء الرئيس عبد الفتاح السيسي بالمبعوثين الأميركيين ستيف ويتكوف وجاريد كوشنر، في إطار الجهود الدولية لإنهاء الحرب.
من جانبها، أكدت المتحدثة باسم الحكومة الإسرائيلية أن جميع الأهداف التي وضعها رئيس الوزراء قد تحققت، وأن وقف إطلاق النار سيبدأ خلال 24 ساعة عقب اجتماع مجلس الوزراء، مع إعادة انتشار الجيش الإسرائيلي على ما يُعرف بـ"الخط الأصفر"، بما يضمن السيطرة على نحو 53% من قطاع غزة.
وفي السياق ذاته، دعا وزير الثقافة الإسرائيلي ميكي زوهر إلى المضي قدمًا في تنفيذ الاتفاق، حتى لو ترتب عليه "ثمن باهظ"، مؤكدًا أن اتفاق تبادل الرهائن سيمر في اجتماع الحكومة رغم معارضة وزير المالية بتسلئيل سموتريتش ووزير الأمن القومي إيتمار بن غفير.
دوليًا، شدد الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش على ضرورة أن يشكل اتفاق وقف إطلاق النار بداية لمسار سلام قائم على حل الدولتين، مؤكدًا أهمية ضمان وصول آمن ومستدام لعمال الإغاثة إلى قطاع غزة.
في المقابل، أوضح مصدر قيادي في حركة حماس أن المفاوضات بشأن قوائم الأسرى لا تزال جارية، وأن الوسطاء يبذلون جهودًا مكثفة لإنجاز الملف خلال الساعات المقبلة. وأضاف أن الحركة سلّمت ردها النهائي بشأن التوقيتات الزمنية لتطبيق الاتفاق، والذي يشمل موعد بدء سريان وقف الحرب، مشيرًا إلى أن اللقاءات في شرم الشيخ جرت عبر وسطاء دون تواصل مباشر مع الوفد الإسرائيلي.
ومع دخول اليوم الـ734 من الحرب على الشعب الفلسطيني، أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترامب والوسطاء الدوليون التوصل إلى اتفاق شامل لإنهاء الحرب في غزة، يتضمن انسحاب الاحتلال، دخول المساعدات، وتبادل الأسرى. وأكدت حركة حماس أنها سلّمت قوائم الأسرى الفلسطينيين الذين سيُفرج عنهم بموجب الاتفاق.
من جهته، قال المتحدث باسم الخارجية القطرية إن مفاوضات شرم الشيخ أفضت إلى اتفاق على تنفيذ المرحلة الأولى من وقف إطلاق النار، والتي تشمل إطلاق المحتجزين الإسرائيليين والأسرى الفلسطينيين، وبدء دخول المساعدات الإنسانية.
وبحسب القناة 12 الإسرائيلية، فإن وقف إطلاق النار سيدخل حيز التنفيذ عند الساعة 12 ظهرًا بالتوقيت المحلي، بعد توقيع الاتفاق. وأعلن الجيش الإسرائيلي أنه بدأ استعداداته لتنفيذ الاتفاق، بناءً على توجيهات المستوى السياسي، مع استمرار انتشاره الميداني تحسبًا لأي تطورات.
ورغم الإعلان عن الاتفاق، شهدت غزة فجر اليوم تصعيدًا عسكريًا، حيث نفذت طائرات الاحتلال قصفًا جويًا ومدفعيًا على مدينتي غزة وخان يونس، واستهدفت المدفعية محيط شارع الصناعة جنوب غرب حي الصبرة، فيما أفادت وسائل إعلام إسرائيلية بإصابة جنود في عملية نفذتها المقاومة الفلسطينية.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news