شهدت الخميس 9 أكتوبر/ تشرين الأول، مناطق قطاع غرة احتفالات عارمة، بعد الإعلان عن التوصل لاتفاق لبدء المرحلة الأولى من خطة الرئيس الأميركي "دونالد ترامب" لإنهاء حرب الإبادة التي دخلت عامها الثالث قبل أيام.
وشوهد المئات من أبناء القطاع، نساء ورجال وأطفال، تغمرهم الفرحة وهم يرددون هتافات في عدة مقاطع جرى تداولها على منصات التواصل الاجتماعي.
كما شهدت ساحات مستشفيات الشفاء، شمالي القطاع، والأقصى (وسط)، تجمعات حاشدة للمحتفلين، حيث تحولت المشافي خلال حرب الإبادة إلى مراكز للنزوح هربًا من القصف الوحشي الإسرائيلي.
ترمب يعلن الاتفاق
وفجر الخميس، أعلن ترامب اتفاق الكيان الإسرائيلي و"حماس" على المرحلة الأولى من خطته، وتتضمن انسحابا إسرائيليا إلى خط متفق عليه كخطوة أولى وتبادل أسرى متوقعا الاثنين 13 أكتوبر/ تشرين الأول الجاري.
فيما قالت "حماس" إن الاتفاق يقضي بإنهاء الحرب، وانسحاب إسرائيل، ودخول المساعدات، وتبادل أسرى، ودعت إلى "إلزام حكومة الاحتلال بتنفيذ استحقاقات الاتفاق كاملةً".
أما قطر فأعلنت الاتفاق على بنود وآليات تنفيذ المرحلة الأولى من خطة ترامب، وبما يؤدي لوقف الحرب، والإفراج عن المحتجزين والأسرى، ودخول المساعدات، على أن تُعلن التفاصيل لاحقا.
ونشرت وسائل إعلام دولية، مسودة خريطة تنفيذية للمرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار بقطاع غزة، اليوم الخميس، على أن تنفيذها يمتد 5 أيام، ويتضمن وصول الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلى المنطقة للمتابعة.
وذكرت أن الاتفاق أعلن بعد أربعة أيام من مفاوضات غير مباشرة بين حركة "حماس" وإسرائيل بمدينة شرم الشيخ المصرية، بمشاركة وفود من تركيا ومصر وقطر، وبإشراف أمريكي.
وتركز الخريطة التنفيذية، على إطلاق سراح الأسرى، وتنفيذ انسحاب إسرائيلي لمرحلة أولى، وفيما لم يؤكد الوسطاء رسميا، مصر وقطر والولايات المتحدة، تلك المسودة حتى الساعة 15:00 "ت.ع"، نقلتها وسائل إعلام مصرية.
وتتضمن بنود الخريطة التنفيذية:
اليوم الخميس
- الإعلان الرسمي عن الاتفاق.
- تصديق الحكومة الإسرائيلية عليه الساعة الرابعة عصرا.
- نشر قوائم الأسرى وخريطة الانسحاب للمرحلة الأولى.
(تقدر تل أبيب وجود 48 أسيرا إسرائيليا بغزة، منهم 20 أحياء، بينما يقبع بسجونها أكثر من 11 ألفا و100 فلسطيني يعانون تعذيبا وتجويعا وإهمالا طبيا، قتل العديد منهم، حسب تقارير حقوقية وإعلامية فلسطينية وإسرائيلية).
الجمعة
- فتح باب الاعتراضات الشكلية أمام القضاء الإسرائيلي.
- بدء الانسحاب الإسرائيلي الميداني.
السبت
- استمرار الانسحاب الإسرائيلي من المناطق المأهولة.
- الفصائل الفلسطينية تبدأ تجهيز الأسرى الإسرائيليين الأحياء، وتسليم جثامين الأسرى القابلة للتسليم (المعروفة مواقع جثامينهم).
الأحد
- وصول الرئيس ترامب إلى المنطقة لمتابعة التنفيذ.
- الإعلان رسميا عن وقف الحرب على غزة.
(هيئة البث العبرية الرسمية رجحت وصول ترامب إلى إسرائيل الأحد في زيارة لساعات، فيما قال الرئيس الأمريكي إنه ربما يزور مصر وإسرائيل)
الاثنين
- تنفيذ عملية تبادل الأسرى رسميا بإشراف مصر وقطر وتركيا والولايات المتحدة.
- إسرائيل تطلق سراح أسرى فلسطينيين وتسلّم جثامين العشرات.
- إعادة فتح معابر غزة بالكامل وبدء دخول 400 شاحنة مساعدات يوميا، ترتفع إلى 600 فأكثر خلال الأيام التالية.
- انطلاق المفاوضات فورا بشأن المرحلة الثانية من الاتفاق، لبحث استكمال الانسحاب وضمان وقف دائم للحرب.
(منذ 2 مارس/ آذار الماضي تغلق إسرائيل المعابر المؤدية إلى غزة، مانعة أي مساعدات إنسانية، ما أدخل القطاع في مجاعة رغم تكدس شاحنات الإغاثة على حدوده).
جيش الاحتلال يستعد للمغادرة
وفي وقت سابق اليوم، أعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي، البدء بالاستعداد للانسحاب إلى خطوط انتشار جديدة في غزة، وذلك عقب الإعلان عن اتفاق المرحلة الأولى من الاتفاق الذي جرى التوصل إليه عقب محادثات شرم الشيخ.
وجاء في بيان صادر عن الجيش أنه "استمراراً لتوجيهات المستوى السياسي وبناءً على تقييم الوضع، بدأ الجيش الإسرائيلي بالاستعدادات العملياتية تمهيداً لتنفيذ الاتفاق، ويُجري في هذا الإطار تحضيرات وإجراءات ميدانية للانتقال إلى خطوط انتشار جديدة ملائمة في الفترة القريبة. يواصل الجيش انتشاره في الميدان واستعداده لأي تطورٍ عملياتي محتمل".
القناة 12 العبرية توقعت أن يتم الانسحاب من المدينة غداً الجمعة. وبحسب هيئة البث الإسرائيلية، فإن سحب القوات في الوقت الراهن سيتم من مناطق "الاحتكاك" في مدينة غزة، بينما يستمر منع السكان من العودة.
وأوضحت أن فرق الجيش الإسرائيلي الثلاث التي تقاتل في مدينة غزة بدأت الليلة الماضية بالانسحاب من المدينة ومن مخيمات اللاجئين في أطرافها، وذلك في إطار الاتفاق الذي تم التوصل إليه بشأن تبادل الأسرى وإنهاء الحرب.
وأشارت إلى أن هناك خشية من الاحتكاك مع السكان الفلسطينيين الذين قد يحاولون العودة شمالاً اليوم، ولذلك تستعد القوات للخروج من المدينة ومن أطرافها، وأن القوات ستتحرك نحو "الخط الأصفر".
كما نقلت القناة 12 العبرية عن جنود وضباط في قطاع غزة أنهم تلقّوا بالفعل تحديثاً يفيد بأنه من المتوقع أن يتم الانسحاب من مدينة غزة إلى نقاط خلفية يوم غد الجمعة، وذلك ضمن الخط الجديد الذي سيبقى فيه جيش الاحتلال.
وبدعم أمريكي ترتكب إسرائيل منذ 8 أكتوبر 2023 إبادة جماعية بغزة، خلّفت 67 ألفا و194 قتيلا، و169 ألفا و890 جريحا، معظمهم أطفال ونساء، ومجاعة أزهقت أرواح 460 فلسطينيا بينهم 154 طفلا.
وتحتل إسرائيل منذ عقود فلسطين وأراضي في سوريا ولبنان، وترفض الانسحاب منها وقيام دولة فلسطينية مستقلة، وعاصمتها القدس الشرقية، على حدود ما قبل حرب 1967.
وخلفت حرب الإبادة الجماعية التي تشنها إسرائيل على غزة منذ أكثر من عامين قرابة 230 ألف شهيد وجريح فلسطيني، جلهم نساء وأطفال، إضافة للدمار الشامل في البنية المدنية.
المصدر | الأناضول - رويترز - فرانس برس
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news