شهدت محافظة تعز، اليوم الأربعاء، حالتي اعتداء وانتهاك طالتا صحفيتين أثناء ممارستهما لعملهما وحقهما في التعبير، ما أثار موجة استنكار في الأوساط الإعلامية والحقوقية.
في البلاغ الأول، نشرت الصحفية شيماء رمزي على صفحتها في موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك بلاغًا وجهته إلى إدارة أمن تعز ونقابة الصحفيين، ذكرت فيه أنها تعرضت لاعتداء لفظي وتهديد مباشر من قبل أحد جنود الأمن العام التابعين لمساعد مدير أمن تعز نبيل الكدهي.
وأوضحت رمزي أن الاعتداء وقع أثناء مشاركتها في فعالية سلمية للمطالبة بالقبض على المطلوبين أمنيًا وتحقيق العدالة لأسر الضحايا، مشيرة إلى أن الجندي “أقدم على السب والشتم ومحاولة منعي من التعبير عن موقفي السلمي، مهددًا إياي في محاولة واضحة لإسكات صوتي ومنعي من المطالبة بحقوق مشروعة وعادلة”.
وحملت رمزي إدارة أمن تعز كامل المسؤولية عن أي أذى قد تتعرض له، مطالبة بفتح تحقيق عاجل ومحاسبة الجندي المعتدي، وضمان حقها القانوني والإعلامي في العمل بحرية وأمان.
وفي حادثة منفصلة وقعت في اليوم ذاته، وجهت الصحفية وئام الصوفي
نداء استغاثة
عاجلًا إلى السلطات المحلية والأمنية في محافظة تعز، طالبت فيه برفع الحصار المفروض على منزلها ومنع اقتحامه من قبل قوات أمنية تتبع شرطة مديرية القاهرة في المدينة.
وقالت الصوفي، في منشورات على صفحتها بموقع فيسبوك، إن أطقمًا أمنية بقيادة إبراهيم القيسي وبأوامر من عاصم عقلان، حاصرت منزلها في مدينة تعز في محاولة لاقتحامه مجددًا، بعد أن كانت قد تعرضت لاقتحام ونهب لممتلكاتها وخصوصياتها من قبل الجهة ذاتها في أغسطس من العام الماضي.
وأضافت أن الجهات الأمنية تلاحقها وزوجها الصحفي موسى الصلوي على خلفية منشورات نشرتها عبر فيسبوك، اتهمت فيها القيادي الأمني عاصم عقلان بالاعتداء على منزلها ونهب محتوياته، مؤكدة أن مطاردتها تأتي رغم وجود مذكرات من النيابة العامة تدين عقلان بالواقعة دون تنفيذها حتى الآن.
وأشارت الصوفي إلى أن ما تتعرض له يأتي في ظل تجاهل الجهات المختصة لشكواها المستمرة منذ أكثر من عام، معتبرة أن الأجهزة الأمنية في تعز “تمارس التعسف ضد الضعفاء وتتقاعس عن ضبط المتهمين الفعليين”.
وأكدت أن قوات الأمن لا تزال تحاصر منزلها منذ ساعات، مطالبة مدير عام شرطة تعز العميد منصور الأكحلي بالتدخل العاجل لوقف الحملة الأمنية ورفع الأطقم من أمام منزلها، وضمان حمايتها وأسرتها من أي انتهاكات جديدة.
وتعكس هذه الحوادث المتكررة حالة الانفلات الأمني المتصاعد في مدينة تعز، حيث تتزايد الشكاوى من تجاوزات عناصر أمنية وانتهاكات تطال صحفيين وناشطين وسط ضعف في إجراءات المحاسبة والمساءلة.
ويرى مراقبون أن هذا الوضع يأتي في ظل هيمنة قيادات محسوبة على حزب الإصلاح (الإخوان المسلمين) على مفاصل الأجهزة الأمنية والعسكرية بالمحافظة، ما جعلها — بحسب منتقدين — تدار بمنطق الولاءات الحزبية لا بمعايير الدولة والقانون، الأمر الذي فاقم من حالة الفوضى الأمنية وتكرار الانتهاكات دون رادع.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news