الأدلجة الدينية لأنظمة الاستبداد.. إلى أين تؤدي؟

     
بيس هورايزونس             عدد المشاهدات : 54 مشاهده       تفاصيل الخبر       الصحافة نت
الأدلجة الدينية لأنظمة الاستبداد.. إلى أين تؤدي؟

حينما يصبح الموقف السياسي مؤطّراً بعقيدة مذهبية ضيقة، يتحوّل التفكير إلى دوغما عقائدية مغلقة، لا ترى في الآخر سوى خصمٍ متخيَّل، ولا تنتج سوى تناقضاتٍ وهمية. هكذا تمضي بعض الأنظمة، وهي تُلبس ممارساتها غلافاً دينياً، لتكرّس التمزق وتعمّق الانقسام، وتخلق في وعي الأمة أعداء لا وجود لهم، بينما العدو الحقيقي يتسلل من خلف ستار “التحالفات”.

لقد أدركت أنظمة الاستبداد أن الدين هو أعمق ما يسكن الوجدان الجمعي، فحوّلته إلى أداة لتثبيت السلطان، ووسيلة لشرعنة الهيمنة. باسم الدين تُفتّت الأمة، وباسم المذهب تُقام الأسوار بين الإخوة، وباسم “الخطر الخارجي” تُبرَّر التحالفات المشبوهة مع الكيان الصهيوني الذي صار في نظرها “الحليف الحصيف” و”الجار الصادق”!

في هذا المشهد، يتقدم المثقف المرتهن؛ المثقف الذي فقد شرف الكلمة، وتنازل عن دوره التنويري، ليصبح لساناً للسلطة لا ضميراً للأمة. إنه المثقف الذي يُسوّغ الخيانة، ويبحث في ركام الواقع عن مبررات تليق بالانحناء، يبرّر التطبيع ويهاجم المقاومة، ويقدّم للأمة قناعاتٍ مزيفة تُمكّن الطغاة وتُضعف الوعي.

وللمفارقة، بينما يعلن قادة الكيان الصهيوني – كما قال (نتنياهو) – أنهم يقاتلون وفق تعاليم التوراة، نجد بيننا من يُشيطن الإسلام نفسه، ويزرع العداء بين السني والشيعي، بل ويخترع مصطلحات جديدة كـ(القرآني) ليبقي الصراع محتدماً داخل الجسد الواحد، صراعاً تديره دوائر صهيوأمريكية بذكاء شيطاني.

وهكذا يجري تحويل العدو التاريخي إلى حليف، والمقاوم إلى مارق، ويُقدَّم مشروع “الإبراهيمية” كبديلٍ ناعمٍ لتفكيك الهوية الإسلامية واستبدالها بعقيدة هجينة تُمجّد التطبيع وتُضعف الإيمان.

وفي الوقت الذي تتمسك فيه إسرائيل بدينها، نجد بعض الأنظمة العربية تمضي نحو تجريد الدين من روحه، لتستبدله بترفيهٍ مبتذلٍ ومسخٍ ثقافي، كما هو الحال في التحولات الأخيرة في بلاد الحرمين، التي تُنبئ عن مسارٍ مقلقٍ يهدد القيم والمقدسات ويُفرغ الدين من محتواه الروحي والأخلاقي.

إن ما يحدث ليس سوى هدمٍ من الداخل، تمارسه أنظمة البترودولار بتخطيطٍ دقيقٍ من قوى الإمبريالية والصهيونية، لتغدو الأمة منقادة خانعة، تُصفّق لجلاديها وتنسى تاريخها ودينها ومصيرها.

وحده المثقف الحرّ، غير المشتَرى ولا المروَّض، القادر على فضح هذا الزيف، وإعادة الوعي إلى الأمة، لتدرك أن الأدلجة الدينية ليست نصرة للدين، بل اغتيالٌ له باسم القداسة.

شارك

Google Newsstand تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news


تابعنا على يوتيوب

تابعنا على تويتر

تابعنا على تيليجرام

تابعنا على فيسبوك

رئيس حزب الإصلاح في مارب يرد على تصريحات الزبيدي بضم مارب وتعز لـ‘‘دولة الجنوب’’ ويكشف عن اتفاق خطير بمباركة دولة مساندة

المشهد اليمني | 885 قراءة 

شاهد الرد والتصريح من مسؤول حكومي رفيع له ثقله الاجتماعي والقبلي على عيدروس الزبيدي بعد دعوته لمحافظتي مارب وتعز للانضمام الى الجنوب

المشهد الدولي | 498 قراءة 

تهز اليمن.. ضبط امرأة تحرض على ممارسة الدعارة وأعمال منافية للآداب وتنسق للقاءات غرامية

المشهد اليمني | 451 قراءة 

وثائق مسربة تكشف ملكية فيلا فاخرة في جزيرة العمال وسط جدل برلماني

نيوز لاين | 382 قراءة 

بيان هام من مكتب رئيس الوزراء سالم بن بريك بخصوص الوضع الاقتصادي والمالي

الميثاق نيوز | 343 قراءة 

عاجل: الاعلان عن موعد صرف مرتبات هؤلاء (سار)

كريتر سكاي | 320 قراءة 

بدء صرف رواتب العسكريين

العاصفة نيوز | 303 قراءة 

من هو الأكاديمي اليمني الذي تم اختيارة ضمن قائمة أفضل 30 شخصية عربية مؤثرة لعام 2025 ؟ .. الأسم والصورة و السيرة الذاتية

يمن فويس | 303 قراءة 

خطة لصرف الرواتب من الحكومة بعيدا عن الرئاسي والمادة الرابعة تعود لليمن بعد انقطاع

الموقع بوست | 296 قراءة 

الكشف عن موعد صرف المرتبات رسميا بعدن

كريتر سكاي | 260 قراءة