ذمار.. انفلات أمني خطير يحصد أرواح الأبرياء تحت سلطة الحوثيين
في مشهد مؤلم يعكس حجم الفوضى والانفلات الأمني الذي تعيشه المناطق الخاضعة لسيطرة مليشيا الحوثي، شهدت مدينة ذمار حادثة مروّعة راح ضحيتها المزارع المعروف فواز السماوي، أحد أبرز المزارعين في منطقة رصابة وصاحب أكثر من 100 محمية زراعية، إثر تعرضه لطلقة غادرة أثناء عودته إلى مزرعته.
وقعت الجريمة في جولة صوال بمدينة ذمار، حين كان السماوي يستقل باص نقل صغير، قبل أن ينشب خلاف تافه بين السائق وأحد الركاب حول قيمة الأجرة. وبحسب شهود عيان، تطور الخلاف بسرعة إلى إطلاق نار مباشر، بعدما أخرج الراكب سلاحه الشخصي وأطلق النار في وجه السائق، إلا أن الرصاصة أصابت السماوي خطأً وأردته قتيلًا على الفور.
تأتي هذه الجريمة لتؤكد من جديد حالة الفوضى الأمنية والانهيار الكامل لمؤسسات "الدولة" في مناطق الحوثيين، حيث تنتشر الأسلحة بشكل عشوائي، وتغيب سلطة القانون والردع، في ظل انشغال المليشيا بجباية الأموال وإدارة الصراعات الداخلية على حساب أمن المواطن وسلامته.
أهالي ذمار عبّروا عن غضبهم الشديد واستيائهم من تزايد جرائم القتل والانفلات الأمني الذي بات يهدد حياتهم اليومية، محمّلين سلطات الحوثيين المسؤولية الكاملة عن هذه الحوادث التي تتكرر بشكل شبه يومي دون محاسبة أو رادع.
وأكد ناشطون أن ما يحدث في ذمار وغيرها من المدن الواقعة تحت سيطرة الحوثيين ليس سوى نتيجة مباشرة لسياسة تدمير مؤسسات الأمن والقضاء واستبدالها بعناصر ميليشياوية لا تعرف سوى لغة السلاح والابتزاز، في وقتٍ يعاني فيه المواطن اليمني من أزمات معيشية خانقة وغياب تام لأبسط مقومات الأمان.
جريمة قتل المزارع فواز السماوي ليست حادثة عرضية، بل دليل دامغ على انفلات أمني ممنهج، تغذّيه سلطة الأمر الواقع في صنعاء وذمار وبقية المحافظات التي حولتها المليشيا إلى غابة سلاح وقانون الغاب.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news