اختطاف غازي الأحول.. مرآة بشاعة الحوثيين واغتيال ما تبقّى من السياسة في صنعاء

     
المنتصف نت             عدد المشاهدات : 174 مشاهده       تفاصيل الخبر       الصحافة نت
اختطاف غازي الأحول.. مرآة بشاعة الحوثيين واغتيال ما تبقّى من السياسة في صنعاء

اختطاف غازي الأحول.. مرآة بشاعة الحوثيين واغتيال ما تبقّى من السياسة في صنعاء

قبل 1 دقيقة

من يظنّ أن مليشيا الحوثي ما زالت تخوض معركة سياسية، يعيش في وهمٍ كبير. هذه الجماعة لم تترك للسياسة متنفّساً ولا للكلمة مكاناً. ما تفعله في صنعاء اليوم لا يمتّ إلى أي منطق سياسي بصلة، بل هو سلوك عصابة متعطشة للهيمنة. واختطاف الشيخ غازي الأحول، الأمين العام لحزب المؤتمر الشعبي العام، ليس سوى حلقة جديدة في سلسلة طويلة من القهر الممنهج الذي تمارسه بحق اليمنيين، وبالأخص أولئك الذين يجرؤون على البقاء خارج دائرة الولاء الأعمى.

منذ أن وضعت هذه الجماعة يدها على العاصمة، وهي تمارس ما يمكن تسميته بـ"الاغتيال البطيء للحياة العامة". لم يعد في صنعاء سوى صوتٍ واحد، وفكرٍ واحد، وشعارٍ واحد يُفرض بالقوة. كل من يحاول أن يتنفس خارج هواء الجماعة يوضع في دائرة الاتهام. الأحول لم يُختطف لأنه ارتكب جريمة، بل لأنه يمثل رمزاً حزبياً مستقلاً يذكّر الناس بأن السياسة لم تمت بعد، وأن في اليمن رجالاً لا ينحنون.

اللافت أن اختطافه جاء بعد يوم واحد فقط من قرار المؤتمر الشعبي إلغاء احتفاله السنوي بذكرى التأسيس، قرارٌ فُرض تحت التهديد. هذا التوقيت لا يترك مجالاً للصدفة؛ إنه إعلان صريح من الحوثيين بأن أي فعلٍ جماهيري، مهما كان سلمياً، هو تهديد يجب إخماده. فالمليشيا التي تزعم "التضامن مع غزة" كمبرر لمنع الفعاليات الوطنية، لا تتورع عن إقامة احتفالاتها الطائفية واستعراضاتها العقائدية في الوقت نفسه. إنها ازدواجية مقززة تختصر فكر الجماعة: كل ما يخدم مشروعها مسموح، وكل ما يعبر عن اليمن الجمهوري محرّم.

ما يحدث للأحول ليس مجرد احتجاز سياسي، بل هو اغتيال رمزي لليمن المدني. الجماعة لا تريد معارضين، بل عبيداً. لا تريد أحزاباً، بل لافتات خاوية تسبّح بحمدها. تحارب السياسة لأنها تخافها؛ تخاف النقاش، والاختلاف، والوعي، لأن هذه الأشياء تُفكك أسطورة "الحق الإلهي" التي تتغذى عليها.

الأخطر أن العالم يشاهد كل ذلك بصمتٍ مُهين. الأمم المتحدة تكتفي ببياناتٍ باردة، وكأنها تتحدث عن حادث سير عابر. أما المنظمات الدولية التي تملأ الدنيا صراخاً بحقوق الإنسان، فتبدو عاجزة أو غير راغبة في مواجهة هذا الوحش الذي يلتهم اليمنيين واحداً تلو الآخر.

إن اختطاف غازي الأحول يجب ألا يُقرأ كحادثة فردية، بل كإنذارٍ صريح لكل من ما زال يظن أن الحوثي يمكن أن يكون شريكاً في سلامٍ حقيقي. فالجماعة التي تختطف السياسيين وتخفيهم في السجون المظلمة، هي ذاتها التي تخطف وطناً بأكمله وتعيد صياغته على مقاس مشروعها الطائفي الضيق.

لقد آن الوقت لأن يُقال بوضوح: ما يحدث في صنعاء ليس خلافاً سياسياً، بل احتلال داخلي يرتدي عباءة الدين. والسكوت عليه خيانةٌ أخلاقية قبل أن يكون تقصيراً دولياً.

اختطاف الأحول ليس مجرد قيدٍ على رجلٍ واحد، بل قيدٌ على مستقبل اليمن كله.

شارك

Google Newsstand تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news


تابعنا على يوتيوب

تابعنا على تويتر

تابعنا على تيليجرام

تابعنا على فيسبوك

مليشيا الحوثي تنقل الأسلحة الثقيلة من معسكر استراتيجي في حضرموت إلى هذه المحافظة

المشهد اليمني | 858 قراءة 

استنفار في الرياض بعد فشل الوفد السعودي الإماراتي في عدن

شبكة اليمن الاخبارية | 793 قراءة 

ترتيبات غير معلنة لصياغة رئاسة جديدة لليمن

عدن تايم | 700 قراءة 

حسم سعودي لوضع الإصلاح في اليمن مع محاولته العودة لأحضانها

العاصفة نيوز | 634 قراءة 

الزبيدي يحدد شرطًا لمشاركة القوات الجنوبية في معركة صنعاء

المرصد برس | 569 قراءة 

استعدوا جيدًا .. الزبيدي يعد أبناء ‘‘ذمار’’ بمفاجأة وشيكة.. ويوجه تهمة خطيرة للشرعية!!

المشهد اليمني | 532 قراءة 

عاجل: اول تحرك أمريكي لدعم البنك المركزي بعدن

كريتر سكاي | 462 قراءة 

طائرات حربية تحلّق في أجواء محافظة حضرموت وتطلق قنابل تحذيرية

كريتر سكاي | 450 قراءة 

السعودية توقف سفيرها آل جابر عن مهامه على خلفية توترات المحافظات الشرقية

موقع الجنوب اليمني | 438 قراءة 

استنفار في الرياض بعد فشل الوفد السعودي الإماراتي

يمن فويس | 419 قراءة