اختطاف غازي الأحول.. مرآة بشاعة الحوثيين واغتيال ما تبقّى من السياسة في صنعاء

     
المنتصف نت             عدد المشاهدات : 75 مشاهده       تفاصيل الخبر       الصحافة نت
اختطاف غازي الأحول.. مرآة بشاعة الحوثيين واغتيال ما تبقّى من السياسة في صنعاء

اختطاف غازي الأحول.. مرآة بشاعة الحوثيين واغتيال ما تبقّى من السياسة في صنعاء

قبل 1 دقيقة

من يظنّ أن مليشيا الحوثي ما زالت تخوض معركة سياسية، يعيش في وهمٍ كبير. هذه الجماعة لم تترك للسياسة متنفّساً ولا للكلمة مكاناً. ما تفعله في صنعاء اليوم لا يمتّ إلى أي منطق سياسي بصلة، بل هو سلوك عصابة متعطشة للهيمنة. واختطاف الشيخ غازي الأحول، الأمين العام لحزب المؤتمر الشعبي العام، ليس سوى حلقة جديدة في سلسلة طويلة من القهر الممنهج الذي تمارسه بحق اليمنيين، وبالأخص أولئك الذين يجرؤون على البقاء خارج دائرة الولاء الأعمى.

منذ أن وضعت هذه الجماعة يدها على العاصمة، وهي تمارس ما يمكن تسميته بـ"الاغتيال البطيء للحياة العامة". لم يعد في صنعاء سوى صوتٍ واحد، وفكرٍ واحد، وشعارٍ واحد يُفرض بالقوة. كل من يحاول أن يتنفس خارج هواء الجماعة يوضع في دائرة الاتهام. الأحول لم يُختطف لأنه ارتكب جريمة، بل لأنه يمثل رمزاً حزبياً مستقلاً يذكّر الناس بأن السياسة لم تمت بعد، وأن في اليمن رجالاً لا ينحنون.

اللافت أن اختطافه جاء بعد يوم واحد فقط من قرار المؤتمر الشعبي إلغاء احتفاله السنوي بذكرى التأسيس، قرارٌ فُرض تحت التهديد. هذا التوقيت لا يترك مجالاً للصدفة؛ إنه إعلان صريح من الحوثيين بأن أي فعلٍ جماهيري، مهما كان سلمياً، هو تهديد يجب إخماده. فالمليشيا التي تزعم "التضامن مع غزة" كمبرر لمنع الفعاليات الوطنية، لا تتورع عن إقامة احتفالاتها الطائفية واستعراضاتها العقائدية في الوقت نفسه. إنها ازدواجية مقززة تختصر فكر الجماعة: كل ما يخدم مشروعها مسموح، وكل ما يعبر عن اليمن الجمهوري محرّم.

ما يحدث للأحول ليس مجرد احتجاز سياسي، بل هو اغتيال رمزي لليمن المدني. الجماعة لا تريد معارضين، بل عبيداً. لا تريد أحزاباً، بل لافتات خاوية تسبّح بحمدها. تحارب السياسة لأنها تخافها؛ تخاف النقاش، والاختلاف، والوعي، لأن هذه الأشياء تُفكك أسطورة "الحق الإلهي" التي تتغذى عليها.

الأخطر أن العالم يشاهد كل ذلك بصمتٍ مُهين. الأمم المتحدة تكتفي ببياناتٍ باردة، وكأنها تتحدث عن حادث سير عابر. أما المنظمات الدولية التي تملأ الدنيا صراخاً بحقوق الإنسان، فتبدو عاجزة أو غير راغبة في مواجهة هذا الوحش الذي يلتهم اليمنيين واحداً تلو الآخر.

إن اختطاف غازي الأحول يجب ألا يُقرأ كحادثة فردية، بل كإنذارٍ صريح لكل من ما زال يظن أن الحوثي يمكن أن يكون شريكاً في سلامٍ حقيقي. فالجماعة التي تختطف السياسيين وتخفيهم في السجون المظلمة، هي ذاتها التي تخطف وطناً بأكمله وتعيد صياغته على مقاس مشروعها الطائفي الضيق.

لقد آن الوقت لأن يُقال بوضوح: ما يحدث في صنعاء ليس خلافاً سياسياً، بل احتلال داخلي يرتدي عباءة الدين. والسكوت عليه خيانةٌ أخلاقية قبل أن يكون تقصيراً دولياً.

اختطاف الأحول ليس مجرد قيدٍ على رجلٍ واحد، بل قيدٌ على مستقبل اليمن كله.


Google Newsstand تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news


تابعنا على يوتيوب

تابعنا على تويتر

تابعنا على تيليجرام

تابعنا على فيسبوك

الفتاة التي أجبرت خالها على قتل شاب في عدن تخرج عن صمتها وتفجر مفاجأة بشأن الحادثة (فيديو)

المشهد اليمني | 602 قراءة 

علم الجنوب فوق قلعة القاهرة؟ الرواية الرسمية تكشف التفاصيل

المرصد برس | 445 قراءة 

عاجل :تدشين صرف راتبين رسميا

كريتر سكاي | 435 قراءة 

شاب ينصب على والده ب٩ مليون ريال سعودي في حضرموت

كريتر سكاي | 421 قراءة 

تحية عسكرية لعلم الانفصال ..وزير الدفاع وتطبيع الانفصال داخل التشكيلات العسكرية

يني يمن | 389 قراءة 

منحة كويتية جديدة لتعزيز الاستجابة الإنسانية في اليمن

تهامة 24 | 373 قراءة 

مأرب.. قبائل مراد ترحب بـ "رؤية الزبيدي" وتدعو لتوحيد الصف مع الجنوب

صحيفة شمسان نت | 364 قراءة 

شهادة مرعبة لحريمة كريتر.. الفتاة التي كانت مع القاتل ريدان تكشف التفاصيل

موقع الأول | 364 قراءة 

الخطوط الجوية اليمنية تعلن خبراً ساراً طال انتظاره للمسافرين

نيوز لاين | 345 قراءة 

عدن : فتاة كريتر التي دفعت خالها لارتكاب جريمة قتل تخرج عن صمتها وتفجر مفاجأة بشأن الحادثة “فيديو

سما نيوز | 330 قراءة