يمن إيكو|متابعات:
قالت وكالة “بلومبرغ” إن الصين رفضت شراء أي كمية من حصاد “فول الصويا” الأمريكي هذا الموسم، واتجهت إلى مصادر أخرى في أمريكا الجنوبية، الأمر الذي يشكل ضربة كبيرة للمزارعين الأمريكيين، وورقة ضغط مهمة في المفاوضات التجارية بين بكين وواشنطن.
ووفقاً لتقرير نشرته الوكالة، الجمعة، ورصده موقع “يمن إيكو”، فقد “أصبح فول الصويا أحدث بؤرة توتر في النزاع التجاري بين الصين والولايات المتحدة، حيث لم تحجز الصين، وهي أكبر مشترٍ للمحصول في العالم، شحنةً واحدةً من المزارعين الأمريكيين هذا الموسم. وهذا أمرٌ غير مألوف، ومكلفٌ للمزارعين الأمريكيين الذين يعتمدون على الصين لشراء حصةٍ كبيرةٍ من محاصيلهم”.
ونقلت الوكالة عن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب قوله إنه سيناقش هذه القضية مباشرةً مع الرئيس شي جين بينغ خلال قمة التعاون الاقتصادي لآسيا والمحيط الهادئ، التي ستبدأ أواخر أكتوبر.
وقال وزير الخزانة الأمريكي، سكوت بيسنت، ومسؤولون آخرون في الإدارة الأمريكية إن “بكين تستخدم فول الصويا كورقة ضغط في المفاوضات التجارية”.
وأشارت الوكالة إلى أن الصين اتجهت هذا الموسم إلى أمريكا الجنوبية، حيث تقوم البرازيل والأرجنتين بتزويد مُنتجي الأعلاف الحيوانية ومصانع استخراج الزيوت في الصين بفول الصويا، وهو الاحتياج الذي عادةً ما تُلبّيه الولايات المتحدة.
وأكدت الوكالة أن التأثير على المزارعين كبير، موضحه أنه في عام ٢٠٢٤، شكّلت الولايات المتحدة حوالي خُمس واردات الصين من فول الصويا، بقيمة تزيد عن ١٢ مليار دولار، ومثّلت هذه المبيعات أكثر من نصف قيمة إجمالي صادرات فول الصويا الأمريكية.
وأضافت: “بدون هذه السوق، سيُترك المزارعون مع عدد أقل من المشترين وأسعار أضعف”.
وقالت الوكالة إن المزارعين الأمريكيين في جميع أنحاء الغرب الأوسط الأمريكي يراقبون امتلاء صناديق التخزين مع بدء موسم الحصاد، مشيرة إلى أن هذا التباطؤ يؤثر على القطاع بأكمله، حيث تتأثر صوامع الحبوب، ومعامل المعالجة، والسكك الحديدية التي تنقل فول الصويا عبر البلاد.
وذكر التقرير أن أعضاء مجلس الشيوخ الجمهوريين قالوا في نهاية سبتمبر الماضي إن الصين “ليس لديها نية لاستئناف عمليات الشراء في أي وقت قريب”.
وفيما أعلن ترامب أن إدارته ستستخدم الأموال المُحصّلة من الرسوم الجمركية لدعم المزارعين، فإن الإغلاق الفيدرالي يُعقّد الوضع.
وأوضحت الوكالة أن قطاع تربية الحيوانات الضخم في الصين يحتاج إلى فول الصويا لإنتاج الأعلاف الحيوانية، لكن المصانع والمزارعين الصينيين قد راكموا بالفعل مخزونات أعلى من المعتاد، وتوفر الاحتياطيات الحكومية دعماً إضافياً، وهذا يمنح بكين مجالاً للانتظار حتى أوائل عام ٢٠٢٦ قبل أن تشعر بضغط لشراء المزيد من الخارج.
وأشارت الوكالة إلى أن فول الصويا يعد أساسياً في النظام الغذائي الصيني، حيث يُطحن الجزء الأكبر من الواردات لإنتاج دقيق يُستعمل كعلف للخنازير، التي تُوفر معظم احتياجات البلاد من اللحوم وغيرها من الماشية، كما يُستخدم زيت الصويا على نطاق واسع في الطهي والمنتجات الغذائية، وتتم أيضاً معالجة فول الصويا وتحويله إلى وقود حيوي ومنتجات صناعية.
وأشارت الوكالة إلى أنه خلال ولاية ترامب الأولى، خفضت بكين مشترياتها من فول الصويا الأمريكي في إطار الحرب التجارية، وساهم هذا الضغط في دفع إدارة ترامب إلى الموافقة على ما يُسمى باتفاق المرحلة الأولى، حيث تعهدت الصين بشراء سلع زراعية أمريكية بقيمة عشرات المليارات من الدولارات، بما في ذلك فول الصويا، مقابل إعفاء من الرسوم الجمركية.
واختتمت بالقول إن “الوضع الراهن يبدو مشابهاً، فمرة أخرى، تستخدم الصين فول الصويا كورقة ضغط لمواجهة الرسوم الجمركية والقيود الأمريكية”.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news