ما أقسى أن يتحول البيت الذي يفترض أن يكون ملاذًا لأمان وطمأنينة المرأة إلى مكان للكراهية والصوت المرتفع والدموع، كم من نساء يعشن تحت وطأة التعنيف الجسدي والنفسي، يطبخن ويغسلن ويرعين الأبناء ويهتمن بالبيت وفي المقابل يجدن القسوة والإهانة.
استوقفتني بعد صلاة الجمعة صرخات امرأة من أحد البيوت المجاورة، وهي تصرخ و تبكي و تقول: أنا صابرة عليك من أجل أطفالي ولست من الشارع، لدي بيت أهل يعزني لكن من أجل أطفالي أصبر عليك.
كلمات كسرت القلب، وذكرتني أن هذه ليست الحالة الأولى ولن تكون الأخيرة، فهناك الكثير من النساء دفعن حياتهن ثمنًا لعنف أزواجهن.
خدمة الزوج واجب أم إحسان؟! :
المرأة في الإسلام شريكة حياة وزوجة وليست خادمة أو موظفة منزلية، و ما تقوم به من طهي ورعاية وتنظيف ليس فرضًا شرعيًا بل هو من باب المعروف والإحسان الذي يُقابل بالمثل، و كلما أحسنت المرأة يجب أن يُحسن الرجل إليها، لا أن يتحول إحسانها إلى ذريعة للإساءة والتعنيف، فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
ما أكرمهن إلا كريم وما أهانهن إلا لئيم، و استوصوا بالنساء خيرًا.
هذه الوصية النبوية تحدد معنى الرجولة الحقيقي، التي ليست بالقوة الجسدية ولا بالصوت العالي بل بالأخلاق والمعاملة الطيبة والصبر والعدل، فأي رجل يستقوي على امرأة ضعيفة منكسرة لا يستحق أن يُقال عنه رجل، فالرجولة الحقيقية هي موقف ومسؤولية، عدل ورحمة، حماية وصون، و أن يكون الرجل سندًا وحماية لها لا مصدرًا للخوف والعنف، هذا هو الامتحان الحقيقي لكل رجل .
كلمة أخيرة :
إلى كل امرأة تُعنف وتُهان:
صبرك عظيم لكن لا تسمحي أن يتحول صبرك إلى قبر لأحلامك وكرامتك، و إلى كل رجل:
قبل أن تكون ذكرًا ، كُن رجلًا بحق، كريمًا، راعيًا لأهلك، لا جلادًا لهم ...
علياء فؤاد
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news