من اعتقال غازي الأحول، أمين عام حزب المؤتمر، إلى مئات المعتقلين الآخرين.
قبل 7 دقيقة
الصمت أحيانًا أفظع من الجريمة ذاتها، لأنه يمنح الجلاد شرعية، ويمنح القيد قوة، ويمنح السجان جرأة على الاستمرار. اليوم، ونحن أمام الصمت على جريمة اعتقال غازي الأحول، أمين عام حزب المؤتمر، ومعه كثير من المناضلين والمعتقلين من قبل مليشيا الحوثي، نجد أنفسنا أمام سؤال لا يحتمل التأجيل: أين قيادات المؤتمر؟ أين الشخصيات الاجتماعية والقبلية والسياسية؟
هل باتت الكرامة تُختزل في المناصب؟ وهل صارت المواقف الوطنية تُباع في أسواق المصالح الضيقة؟ إن اعتقال قيادات وكوادر المؤتمر ورجال الرأي والفكر من قبل مليشيا الحوثي ليس اعتداءً على أشخاص بعينهم، بل طعنة في قلب الوطن كله، واستهانة بدماء الشهداء الذين سقطوا دفاعًا عن الجمهورية والحرية.
هذا الصمت الذي يخيّم على قيادات المؤتمر وبعض النخب الاجتماعية والسياسية ليس حيادًا، بل هو عار كبير وخيانة للقيم والمبادئ. الصمت في وجه ظلم المليشيا مشاركة فيه، والتغاضي عن قمع الأصوات الحرة يعني قبول العبودية طواعية.
لقد كان المؤتمر الشعبي العام حزبًا جماهيريًا صلبًا، يملك رجالًا وأحرارًا وقاعدة واسعة بين الشعب. واليوم، حين يُختطف أمينه العام ويُزج به في معتقلات الحوثي، فإن الموقف لا يحتاج إلى حسابات ضيقة أو خوف من بطش، بل يحتاج إلى صرخة بحجم الوطن.
إننا ندعو كل قيادات المؤتمر، وكل الشخصيات الوطنية والاجتماعية، أن يدركوا أن التاريخ لن يرحم، وأن الأجيال القادمة ستسأل: أين كنتم حين كُسرت إرادة رجالكم؟ وأين كنتم حين اعتُقل غازي الأحول وكثير من رفاقه على يد مليشيا الحوثي؟ هل صمتم لأنكم ضعفاء، أم صمتم لأن مصالحكم كانت أغلى من قيمكم؟
إن الصمت اليوم ليس خيارًا، بل سقوطًا أخلاقيًا وسياسيًا، وهو في حقيقته خدمة مباشرة للمعتدي على الوطن والإنسان. فلتُرفع الأصوات، ولتتخذ المواقف، ولتُسقط جدران الخوف. فالتاريخ لا يحترم الصامتين، بل يلعنهم، بينما يحفظ أسماء من قاوموا وظلوا أوفياء للقيم والمبادئ مهما كان الثمن.
إن الصمت خيانة.. والموقف هو الشرف.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news