توالت، الخميس 2 أكتوبر/ تشرين الأول، ردود الأفعال، والتنديدات الدولية بهجوم الاحتلال الإسرائيلي، على سفن أسطول الصمود، لكسر الحصار عن غزة، في المياه الدولية واعتقال العشرات من الناشطين، الذين كانوا على متن السفن.
وفي وقت سابق اليوم، قال منظمو أسطول الصمود إن القوات الإسرائيلية اعترضت سبيل عدة قوارب تقل نشطاء أجانب وتحمل مساعدات متجهة إلى قطاع غزة، وفق وكالة رويترز.
هيئة البث الإسرائيلية، بدورها أعلنت أن الجيش الإسرائيلي سيطر على أكثر من 40 سفينة من أسطول الصمود العالمي المتجه إلى قطاع غزة، واعتقل مئات المشاركين، بعد ليلة من الاعتداءات على السفن المشاركة بالأسطول.
وأفادت الهيئة العبرية بأن مئات المشاركين ينقلون إلى ميناء أسدود "للترحيل الطوعي" أو لإجراءات قضائية لترحيل قسري، مشيرة إلى أن قوات الجيش والبحرية تقوم بمسح بحري للتأكد من عدم نجاح أي سفينة في الاقتراب من قطاع غزة.
من جانبه، أعلن أسطول الصمود المغاربي لكسر عن الحصار عن غزة أنه دخل المياه الإقليمية لقطاع غزة، مقتربا من هدفه الذي هو كسر الحصار المفروض على القطاع، رغم اعتراض إسرائيلي ومحاولات لإيقافه في عرض البحر.
وقال الأسطول الذي يشكل أحد مكونات الأسطول العالمي، في منشور على منصة فيسبوك: "اجتزنا المياه الإقليمية الغزاوية، ويفصلنا عن شواطئ غزة 8.4 ميلا بحريا، في خطوة تعد الأقرب منذ انطلاق الرحلة التي يشارك فيها متضامنون دوليون".
ووفق وسائل إعلام دولية، أعلنت دول عدة، منها تركيا والكويت وكولومبيا وإسبانيا وغيرها، العمل على الإفراج عن مواطنيها الذين اعتقلهم الاحتلال الإسرائيلي، في حين أعلن أسطول الصمود استمرار توجه بعض السفن نحو قطاع غزة لتنفيذ مهمتها بكسر الحصار الذي يفرضه الاحتلال.
إدانات فلسطينية
البداية من السلطة الفلسطينية، التي عبرت في بيان للخارجية عن إدانتها الشديدة للهجوم الإسرائيلي، واعتبرته "انتهاكاً أخلاقياً وقانونياً للقانون الدولي والأعراف الدولية، بما في ذلك اتفاقية قانون البحار، وغيرها من المبادئ الإنسانية، وحقوق الإنسان".
وأكدت الخارجية الفلسطينية، في بيانها "أن إسرائيل، لا سلطة ولا سيادة لها على المياه الإقليمية الفلسطينية الممتدة من قطاع غزة وعلى المياه الدولية".
بدورها عبرت حركة حماس في بيان عن دعمها لنشطاء الأسطول ووصفت الاعتراض بأنه اعتداء يضاف إلى السجل الأسود لجرائم الاحتلال، مؤكدة أن اعتراض البحرية الإسرائيلية لأسطول الصمود عمل إجرامي يجب أن يدان من جميع أحرار العالم.
حركة حماس في بيان لها، حيت شجاعة النشطاء الأحرار وإصرارهم على كسر الحصار عن شعبنا، وندعو أحرار العالم إلى تنظيم الفعاليات الشعبية والاحتجاجات المنددة بهذه الجريمة، للتعبير عن الغضب والاستنكار الدولي تجاه اعتداءات الاحتلال، والمطالبة بوقفها فورا.
قطر تدعو للتحقيق
دولة قطر، سارعت في بيان لخارجيتها، إلى إدانة اعتراض إسرائيل أسطول الصمود العالمي المتجه إلى قطاع غزة، مؤكدة "ضرورة ضمان سلامة جميع المشاركين والإفراج عنهم فورا".
ودعت إلى فتح تحقيق عاجل في حادثة الاعتراض، ومحاسبة المسؤولين عنها أمام العدالة الدولية، مشددة على رفضها لأي إجراءات تعيق وصول المساعدات الإنسانية إلى القطاع المحاصر.
بريطانيا
أما المملكة المتحدة، فقد قال متحدث باسم وزارة الخارجية البريطانية في بيان: "نتواصل مع السلطات الإسرائيلية لتوضيح أننا نتوقع أن يتم حل الوضع بشكل آمن، بما يتماشى مع القانون الدولي ومع الاحترام الواجب لحقوق جميع من هم على متن القوارب".
متحدث الخارجية البريطاني، أضاف: "يجب تسليم المساعدات التي يحملها الأسطول إلى المنظمات الإنسانية على الأرض لإيصالها بأمان إلى غزة. تقع على عاتق الحكومة الإسرائيلية مسؤولية حل الأزمة الإنسانية الفظيعة في غزة".
وتابع بالقول: "وهذا يعني الرفع الفوري وغير المشروط للقيود المفروضة على المساعدات حتى تتمكن الأمم المتحدة والمنظمات غير الحكومية من إيصال الغذاء والدواء وغيرها من الضروريات إلى المدنيين الذين هم في أمس الحاجة إليها".
جنوب أفريقيا
في السياق، قال رئيس جنوب أفريقيا "سيريل رامابوسا" إن اعتراض (الأسطول) في المياه الدولية قبالة سواحل غزة يفاقم انتهاك إسرائيل المستمر للقانون الدولي وإلحاق المعاناة، بما في ذلك المجاعة، بالشعب الفلسطيني.
واعتبر "رامابوسا" في بيان له، أن هذا الفعل "جريمة خطيرة أخرى من إسرائيل بحق التضامن والمشاعر العالمية الهادفة إلى تخفيف المعاناة في غزة وإحلال السلام في المنطقة".
وتابع البيان "تدعو جنوب أفريقيا إسرائيل إلى ضمان وصول الشحنة الضرورية لإنقاذ الأرواح التي ينقلها هذا الأسطول إلى سكان غزة، لأن الأسطول يمثل التضامن مع غزة، وليس المواجهة مع إسرائيل".
كولومبيا
على هذا السياق، كتب رئيس كولومبيا "جوستابو بيترو" على "إكس": "إذا كانت هذه المعلومات صحيحة، فهناك جريمة دولية جديدة ارتكبها (رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين) نتنياهو".
رئيس وزراء ماليزا، استنكر الاعتداءات الإسرائيلية على أسطو الصمود، حيث قال "أنور إبراهيم"، "بعرقلة مهمة إنسانية، أظهرت إسرائيل ازدراء مطلقا ليس فقط لحقوق الشعب الفلسطيني بل أيضا لضمير العالم. الأسطول يجسد التضامن والتعاطف والأمل في إغاثة أولئك الذين يرزحون تحت الحصار".
تركيا: عمل إرهابي
الجمهورية التركية، أدانت الهجوم، عبر بيان لوزارة خارجيتها، قالت فيه إن "الهجوم الذي شنته القوات الإسرائيلية في المياه الدولية على أسطول الصمود العالمي، الذي أبحر لإيصال مساعدات إنسانية إلى سكان غزة، يمثل عملا إرهابيا ينتهك القانون الدولي انتهاكا صارخا ويعرض حياة المدنيين الأبرياء للخطر".
وأضافت: "هذا الاعتداء، الذي استهدف مدنيين يتصرفون بطريقة سلمية دون اللجوء إلى العنف، يظهر أن السياسات الفاشية والعسكرية التي تنتهجها حكومة نتنياهو التي تمارس إبادة جماعية، والتي حكمت على غزة بالمجاعة، لا تقتصر على الفلسطينيين فحسب، بل تمتد إلى كل من يقاوم القمع الإسرائيلي".
الخارجية التركية، أكدت أنها "سنتخذ الإجراءات القانونية، لمحاسبة مرتكبي هذا الهجوم، داعية الأمم المتحدة وجميع المنظمات الدولية المعنية إلى اتخاذ إجراءات فورية لرفع الحصار غير القانوني عن قطاع غزة، والسماح بدخول المساعدات الإنسانية إلى المنطقة، وضمان حرية الملاحة”.
استراليا
أما أستراليا، في بيان للخارجية كذلك، قالت إنها على علم بتقارير عن "اعتقالات"، نفذتها القوات الإسرائيلية على متن أسطول الصمود العالمي وإنها على أهبة الاستعداد لتقديم المساعدة القنصلية لمواطنيها الذين كانوا على متنه.
الخارجية الاسترالية، دعت جميع الأطراف إلى احترام القانون الدولي، وضمان سلامة ومعاملة الأشخاص المشاركين معاملة إنسانية.
ألمانيا
إلى ذلك، قالت ألمانيا: "نتواصل مع الحكومة الإسرائيلية ودعوناها للوفاء بالتزاماتها بموجب القانون الدولي والتصرف بشكل متناسب مع الموقف".
وأضافت: "دعوْنا أيضا إلى ضمان حماية كل من هم على متن القوارب وعلى حد علمنا هذا هو ما حدث بالفعل"، وذكر المتحدث أن السفارة الألمانية في إسرائيل تحاول التواصل مع الألمان المشاركين في الأسطول.
واليوم الخميس، نشر أسطول الصمود العالمي، أسماء سفنه التي تعرضت لهجوم إسرائيلي في المياه الدولية أثناء توجهها إلى قطاع غزة لكسر الحصار عنه.
السفن التي تعرضت للاعتداء
الأسطول في تدوينة عبر منصة "إكس" الأمريكية، قال إن 21 سفينة من أصل 44 سفينة متجهة إلى غزة تعرضت لهجوم إسرائيلي.
ويضم أسطول الصمود الذي انطلق نهاية أغسطس/آب الماضي من إسبانيا، 44 سفينة على متنها مئات الناشطين المؤيدين للفلسطينيين من أكثر من 40 دولة.
والسفن التي تعرضت للاعتداء هي: ألما، وسيريوس، وأدارا، وسبيكتر، ويولارا، وأورورا، وأوتاريا، وهوغا، ودير ياسين، وغراند بلو، ومورغانا، وهيو، وسيول، وأول إن، وكابتن نيكوس، وفلوريدا، وكارما، ومحمد بهار، وأوكسيغونو، وفري ويلي، وجانوت 3.
وأمس الأربعاء، أعلن "أسطول الصمود"، عبر منصة شركة "إكس" الأمريكية، تعرضه لهجوم من نحو 10 سفن إسرائيلية، وأطلق نداء استغاثة بعد اعتراض بعض سفنه بالمياه الدولية، مؤكدا أن ذلك "جريمة حرب".
ولاحقا، قال الأسطول، فجر الخميس، إن 30 من سفنه تواصل الإبحار على بعد نحو 46 ميلا من غزة، رغم هجمات إسرائيلية مستمرة، بينها رش بمياه مضغوطة وتعمد اصطدام بسفن، ما يمثل "جريمة ضد الإنسانية".
وفي الأيام الماضية، دعت منظمات دولية، بينها "العفو الدولية"، إلى توفير الحماية لـ"أسطول الصمود"، فيما أكدت الأمم المتحدة أن أي اعتداء عليه "أمر لا يمكن قبوله".
وسبق أن مارست إسرائيل- القوة القائمة بالاحتلال في فلسطين- أعمال قرصنة ضد سفن متجهة نحو غزة، إذ استولت عليها ورحّلت الناشطين الذين كانوا على متنها.
وتُعد هذه المرة الأولى التي تُبحر فيها عشرات السفن مجتمعة نحو غزة، التي يقطنها نحو 2.4 مليون فلسطيني، في محاولة جماعية لكسر الحصار الإسرائيلي المستمر على القطاع منذ 18 سنة.
ومنذ 2 مارس/ آذار الماضي تغلق إسرائيل معابر غزة كافة، ولا تسمح إلا بإدخال عدد ضئيل جدا من شاحنات محملة بمساعدات إنسانية، ما زج بالقطاع في مجاعة حذرت الأمم المتحدة من تفاقمها بسرعة.
ومنذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023، ترتكب إسرائيل بدعم أمريكي إبادة جماعية في غزة، خلّفت 66 ألفا و148 قتيلا، و168 ألفا و716 جريحا، معظمهم أطفال ونساء، ومجاعة أزهقت أرواح 455 فلسطينيا بينهم 151 طفلا.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news