كشف علماء الزلازل النقاب عن كيفية نشوء "سلسلة " من 30 ألف زلزال في جزيرة سانتوريني السياحية المشهورة ببحر إيجة. وتبين أن الهزات الأرضية كانت مجرد الجزء الظاهر من عملية أكثر ضخامة.
منذ مطلع عام 2025 تحولت جزيرة سانتوريني السياحية الشهيرة إلى بؤرة ما يشبه "العاصفة الزلزالية". فخلال ستة أسابيع فقط، سجلت الأجهزة أكثر من 30 ألف هزة أرضية، الأمر الذي أعاد إلى الأذهان أساطير أطلنطس القديمة ودفع السلطات إلى إجلاء أعداد كبيرة من السكان.
الهزات لم تقتصر على سانتوريني وحدها، بل طالت جزر أمورغوس وأنافي وإيوس، مما زاد من حيرة العلماء في البداية. لكن نتائج دراسة دولية نشرت في مجلة Nature، شارك فيها 31 باحثا من ست دول، كشفت أن السبب الرئيس يعود إلى نشاط بركاني متصل. فقد تبين أن بركاني سانتوريني وكولومبو (المغمور تحت الماء) يشكلان نظاما واحدا مترابطا.
بدأت السلسلة الزلزالية في الثاني من يناير واستمرت أكثر من شهر، ما اضطر السلطات إلى إعلان حالة الطوارئ، إغلاق المدارس، وحشد قوات الدفاع المدني بشكل واسع.
الدراسة، التي اعتمدت على بيانات أجهزة الرصد الزلزالي البرية والبحرية إضافة إلى القياسات الفضائية، أعادت بناء صورة تفصيلية للأحداث. فقد اتضح أن النشاط البركاني كان يتصاعد منذ منتصف عام 2024 مع اتساع كالديرا سانتوريني، وهي الحفرة الضخمة الناتجة عن ثوران بركاني قديم. وفي يناير 2025 وقع الحدث الأبرز: اندفع "لسان" من الصهارة من خزان بركان كولومبو نحو سانتوريني.
هذا التدفق، المعروف علميا باسم "القاطع الصخري"، بلغ طوله نحو 13 كيلومترا واحتوى على ما يقارب 0.31 كم³ من الصهارة المتوهجة. وبحركته على عمق يتراوح بين 3 و5 كيلومترات تحت قاع البحر، أحدث ضغطا هائلا على الصدوع التكتونية، مسببا العاصفة الزلزالية الضخمة.
وهكذا، أثبتت الطبيعة أن البراكين قد تعمل بشكل جماعي مترابط، لتكشف أن أزمة سانتوريني لم تكن محصورة بجزيرة واحدة، بل نتيجة لتفاعلات معقدة داخل نظام بركاني مشترك يربط بين سانتوريني وكولومبو.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news