يمن ديلي نيوز:
أمام مئات المشيعين وقف القائم بأعمال رئيس حكومة جماعة الحوثي المصنفة إرهابية (غير المعترف بها) محمد مفتاح، ليلقي كلمات التأبين في جنازة رئيس الحكومة أحمد الرهوي وتسعة من وزرائه الذين قُتلوا في قصف إسرائيلي مساء الخميس 28 أغسطس/آب.
مفتاح، الذي كان يروي للجموع ما وصفه بـ”المعجزة” أكد أنه نجا من تحت الأنقاض رغم وجوده إلى جانب الرهوي لحظة القصف. وكررها مراراً: هذه رعاية الله، هذه عناية الله، نحن في رعاية الله، ونحن واثقون بالله ومطمئنون إلى الله.. الله أعطاني فتحة وأنا مدفون تحت الأنقاض، وأخرجت وأنا على عمق أكثر من متر تحت الركام، هذه رعايته”.
بحسب مفتاح، فإن الصواريخ استهدفت المكان الذي كان يجلس فيه مع رئيس الحكومة، إلا أن العناية الإلهية ـ كما يقول ـ مكنته من النجاة بينما قتل الرهوي وعدد من الوزراء إلى جانبه.
في تصريحات أخرى نشرها إعلام جماعة الحوثي قال “مفتاح” إن ما جرى “ابتلاءً عظيماً” مشدداً على أن بقاءه حيّاً هي “إرادة إلهية”.
رواية القائم بأعمال حكومة الحوثيين حول مقتل “الرهوي” تثير جدلاً (فيديو)
ما أثار الشكوك أن مفتاح وقف بعد يومين فقط من القصف “بكل قواه”، من دون أن يظهر عليه أي أثر للإصابة أو حتى علامات الإرهاق والخوف، لم تسجل على جسده خدوش أو جروح طفيفة قد تؤكد روايته عن بقائه تحت الأنقاض.
هل كان مفتاح بالفعل في مكان القصف لحظة وقوعه؟ وإذا كان موجودًا كما يقول، كيف لم يتعرض لأي إصابات رغم أن الضربة أودت بحياة من كانوا حوله؟
كيف يمكن تفسير خروجه “سالمًا من دون خدش” بينما كان يجلس بجوار الرهوي الذي قُتل على الفور؟ وهل اختارت الصواريخ قتل الرهوي والوزراء بدقة متجنبة مفتاح؟
بينما يتمسك مفتاح بروايته القائمة أن رعاية الله هي التي أخرجته من تحت الأنقاض، فإن المشهد الميداني والظروف المحيطة بالقصف تظل بحاجة إلى توضيحات إضافية.
غياب الأدلة المادية على تعرضه للإصابة، وظهوره السريع بعد يومين في جنازة رسمية، يجعلان روايته عرضة للتشكيك والتساؤل.
بعيداً عن إصرار محمد مفتاح على روايته التي يحرص على تصديرها، ثمة رواية أخرى كشفت لـ”يمن ديلي نيوز” كيف نجا مفتاح من هذا القصف المدمر الذي كان يستهدفهم، حيث تؤكد الرواية أن مفتاح كان موجوداً في الاجتماع لكنه نجى. نعم نجى.
لقصة نجاة مفتاح ارتباط بوزير خارجية الجماعة “جمال عامر” الذي كان قد نجى من القصف قبل أن يعلن مقتله لاحقاً في ظروف غامضة، لم تعرف بعد.
لمن لا يعلم عن جمال عامر الذي عينته جماعة الحوثي وزيراً لخارجيتها في ١٢ أغسطس/آب ٢٠٢٤؛ عامر صحفي وثيق الصلة بجهاز المخابرات الأمريكي (السي آي إيه) الذي مول إصداره لصحيفة الوسط في العام ٢٠٠٥م.
كان الـ (سي آي إيه) خلف حصول جمال عامر على جائزة أشجع صحفي في العام ٢٠٠٦م من قبل لجنة حماية الصحفيين بواشنطن على خلفية كتاباته التي كان يستهدف بها الرئيس اليمني الأسبق على عبدالله صالح ويصدر بها صحيفته، ونظراً لعلاقته الوثيقة بالأمريكيين عينه الحوثيون وزيراً للخارجية في حكومتهم.
تقول المصادر لـ”يمن ديلي نيوز”: كان يدرك جمال عامر أن الحوثيين لم يضعوا ثقتهم فيه إلا ليصبح
في دائرة ضوئهم، وكان أحد الذين حضروا اجتماع الوزراء في حدة الذي استهدف من قبل الطيران والبحرية الاسرائليين.
وفق المصادر حضر جمال عامر وبيده فراشة مغذية تشير إلى أنه مريض، فلم يمكث في الاجتماع سوى ربع ساعة ثم استأذن مبدياً تعرضه لمضاعفات لا تسمح له بالاستمرار في الاجتماع، فأذن له بالمغادرة ليلحق به مغادراً الاجتماع محمد مفتاح، نائب رئيس حكومة الجماعة والذي كان يجلس بجوار الرهوي.
تقول المصادر إن مفتاح يعرف تاريخ “جمال عامر” جيداً وأنه لايستبعد أن يكون عامر على علم بنية إسرائيل استهداف الاجتماع، وأنه جاء لتأكيد المكان قبل أن يغادر، مدعياً أنه مريض.
بمجرد أن غادر عامر الاجتماع قرر مفتاح هو الآخر المغادرة، قبل أن تأتي الطائرات الإسرائيلية لتجعل المكان الذي كان مفتاح وعامر متواجدان فيه أثراً بعد عين.
ومع أن عامر كان قد نجا من القصف إلا أن المصادر أفادت أن عناصر من جهاز الأمن والمخابرات لحقت بعامر واشتبكت به أثناء محاولة القبض عليه قبل أن يلقى حتفه خلال الاشتباكات ليعلن مقتله إلى جانب الوزراء
كان مفتاح بهذا التصرف منتبها أن الاجتماع سيقصف طالما وجمال عامر غادره، وبالفعل تم الاستهداف ونجا مفتاح، وحتى جمال عامر كان قد نجا منه لكن سرعان ما تحرك جهاز مخابرات الحوثة واعترض طريق عودة عامر لمنزله وتم أخذه إلى منزل قريب من مكان القصف وتمت تصفيته هناك وضم جثته الى جانب جثث الوزراء الذي قتلوا.
كان الحوثيون يشككون أن حضور جمال عامر لإكمال مهمة القصف وأن الفراشة التي كان يحملها ليست إلا مبرراً لمغادرة المكان قبل قصفه، فتم تصفيته كما تقول المصادر، ولهذا حينما خرج مفتاح ليصرح أنه كان بجوار الرهوي كان صادقاً لكنه كان لحظة القصف قد غادر المكان وكان عامر سبب نجاته ونجاة الوزراء الباقيين.
مرتبط
الوسوم
محمد مفتاح
أحمد الرهوي
القصف الاسرائيلي
جمال عامر
حكومة الحوثيين
نسخ الرابط
تم نسخ الرابط
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news