شهد مسجد السنة في منطقة سعوان بصنعاء، يومي الجمعة والسبت (26 و27 سبتمبر 2025)، سلسلة اقتحامات مسلحة أثارت موجة غضب واستياء واسع في أوساط المصلين والسكان المحليين، وسط اتهامات مباشرة لجماعة الحوثي بالوقوف وراء هذه الاعتداءات المتكررة.
بحسب شهود عيان ومصادر محلية، اقتحم مسلحون تابعون للجماعة المسجد أثناء صلاة الجمعة، حيث مارسوا ضغوطًا على إمام المسجد، الشيخ عبدالباسط، لإجباره على التوقيع على وثائق تتعلق بالتحشيد العسكري ودعم القوة الصاروخية، كما فرضوا خطيبًا بالقوة لإلقاء خطبة الجمعة.
عقب الصلاة، اندلعت مشادات كلامية بين المسلحين وطلاب المسجد على خلفية عدم جهر الإمام بالبسملة، تطورت إلى اعتداءات جسدية استخدمت فيها العصي والأدوات الحديدية والخناجر والصواعق الكهربائية، ما أدى إلى إصابة عدد من طلاب العلم بجروح متفاوتة.
وفي اليوم التالي، السبت، تكررت الحادثة، حيث أقدم المسلحون على إطلاق الرصاص الحي باتجاه طلاب العلم عند بوابة المسجد، ما تسبب في حالة من الفوضى والهلع، وأجبر العديد من المصلين على مغادرة المكان، فيما أُغلق المسجد جزئيًا ولم تُؤدَّ صلاة الظهر فيه إلا من قبل أعداد محدودة.
شهود عيان أكدوا أن المسلحين صادروا هواتف المصلين بالقوة واعتدوا على من حاول التصوير أو توثيق ما جرى، في محاولة لمنع نشر تفاصيل الحادثة للرأي العام.
غضب شعبي ومطالبات بالحماية
الأهالي وصفوا ما حدث بأنه "انتهاك صارخ لحرمة بيوت الله وتعدٍ على السكينة العامة"، محملين جماعة الحوثي مسؤولية ما قد يترتب على تلك الاعتداءات.
من جانبه، رفع الشيخ عبدالباسط طلبًا لقيادات الجماعة يتضمن خيارين: إما وقف الضغوط والمضايقات، أو السماح للمصلين بمغادرة المنطقة والبحث عن مكان آمن للعبادة.
ناشطون وحقوقيون في صنعاء اعتبروا ما يجري جزءًا من سياسة ممنهجة للتضييق على المساجد وطلاب العلم، محذرين من أن استمرار غياب الرقابة الإعلامية والقانونية يفتح الباب لمزيد من الانتهاكات دون رادع.
يُذكر أن مسجد السنة في سعوان تعرض خلال الأشهر الماضية لاعتداءات ومضايقات متكررة، وسط مطالبات متزايدة بضرورة حماية دور العبادة وضمان حق المواطنين في ممارسة شعائرهم الدينية بأمن وسلام.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news