انتزع أستون فيلا فوزه الأول في الدوري الإنجليزي الممتاز لهذا الموسم بطريقة مثيرة، محققاً انتصاراً مقنعاً على ضيفه فولهام بنتيجة 3-1 في الجولة السادسة من البطولة يوم الأحد 28 سبتمبر / أيلول، على أرضه في فيلا بارك.
جاء هذا الفوز ليضع حداً لسلسلة من النتائج المخيبة التي وضعت الفريق في دائرة الخطر، وأعاد الأمل إلى جماهيره بقدرة الفريق على استعادة هيبته سريعاً.
بداية صعبة وتحول جذري
افتتح فولهام التسجيل مبكراً عبر المهاجم المكسيكي راوول خيمينيز الذي استغل ركنية نفذها الصربي ساسا لوكيتش وسدد برأسية دقيقة في الدقيقة الثالثة. هذا الهدف المبكر أعاد إلى الأذهان بدايات فيلا المتعثرة، حيث كان الفريق يعاني من عقم هجومي واضح، مكتفياً بهدف واحد فقط خلال الجولات الخمس الأولى.
لكن المهاجم الإنجليزي أولي واتكينز نجح في كسر الجمود قبل نهاية الشوط الأول بثماني دقائق، مسجلاً بطريقة فنية رائعة عبر تسديدة مرفوعة فوق الحارس الألماني بيرند لينو في الدقيقة 37.
كان لهذا الهدف وقع خاص، إذ أنهى صيام واتكينز عن التسجيل الذي استمر 700 دقيقة في الدوري الإنجليزي.
دقائق حاسمة تغير وجه اللقاء
مع بداية الشوط الثاني، دخل أستون فيلا بروح مختلفة. وفي الدقيقة 49، أطلق القائد الاسكتلندي جون ماكغين تسديدة قوية من خارج منطقة الجزاء استقرت في الزاوية السفلى لمرمى لينو، مانحاً أصحاب الأرض التقدم. وبعد دقيقتين فقط، عزز البديل الأرجنتيني إيميليانو بوينديا النتيجة بهدف ثالث من مسافة قريبة بعد عرضية مثالية من واتكينز. دخول بوينديا بين الشوطين كان قراراً تكتيكياً ذكياً من المدرب أوناي إيمري، حيث أحدث الأرجنتيني فارقاً فورياً في الأداء.
إيمري يحتفل بإنجاز جديد
هذا الانتصار يعكس خبرة الإسباني أوناي إيمري، الذي أدار المباراة بذكاء وقلب الطاولة بتغييراته المؤثرة.
إيمري، البالغ من العمر 53 عاماً، يعد من أبرز المدربين في أوروبا، إذ توج بلقب الدوري الأوروبي أربع مرات (ثلاث مع إشبيلية وواحدة مع فياريال)، وحقق نجاحات لافتة مع باريس سان جيرمان وأيضاً مع آرسنال سابقاً.
منذ توليه تدريب أستون فيلا في أكتوبر / تشرين الأول 2022، نجح في إحداث نقلة نوعية للفريق. ففي موسمه الأول، قاد النادي للهروب من شبح الهبوط وأنهاه في المركز السابع، ضامناً بطاقة المشاركة في المؤتمر الأوروبي. أما الموسم الماضي، فكان تاريخياً بقيادته للفريق إلى المركز الرابع والتأهل لدوري الأبطال لأول مرة منذ موسم 1982-1983.
واتكينز ينهي كابوس التهديف
أولي واتكينز، 29 عاماً، كان أحد نجوم المباراة بعدما كسر عقدة التهديف التي لاحقته منذ بداية الموسم، فهدفه ضد فولهام كان الأول له في الدوري هذا العام بعد صيام امتد لـ 11 مباراة مع النادي والمنتخب.
انضم واتكينز إلى فيلا قادماً من برينتفورد عام 2020 مقابل 28 مليون جنيه إسترليني، وأصبح أحد أكثر المهاجمين فاعلية في البريميرليغ. فقد سجل 19 هدفاً الموسم الماضي، مساهماً بشكل بارز في تأهل الفريق لدوري الأبطال، كما أصبح الهداف التاريخي للنادي في المسابقة برصيد 75 هدفاً، متفوقاً على غابي أغبونلاهور رغم خوضه 133 مباراة أقل.
تحديات الموسم الجديد
رغم هذا الفوز المهم، ما زالت أمام أستون فيلا تحديات كبيرة، إذ يحتل حالياً المركز السادس عشر برصيد 6 نقاط فقط من فوز واحد وثلاثة تعادلات وخسارتين. هذه الحصيلة أقل من توقعات جماهير الفريق التي اعتادت على طموحات أكبر بعد موسم تاريخي في دوري الأبطال.
على الصعيد الأوروبي، بدأ فيلا مشواره في الدوري الأوروبي بفوز مهم على بولونيا الإيطالي بهدف نظيف حمل توقيع القائد جون ماكغين. المرحلة المقبلة ستكون أكثر صعوبة، إذ ينتظر الفريق مواجهة قوية أمام فاينورد الهولندي يوم الخميس 2 أكتوبر / تشرين الأول في الجولة الثانية من دور المجموعات.
ذكريات المجد القاري
لا يمكن تجاهل ما حققه الفريق في الموسم الماضي من إنجاز استثنائي في دوري الأبطال، حيث عاد إلى البطولة بعد غياب 41 عاماً. ورغم خسارته أمام باريس سان جيرمان 3-1 في ذهاب ربع النهائي، قدم عرضاً بطولياً في الإياب بفوزه 3-2 على ملعب فيلا بارك، ليودع البطولة بفارق هدف واحد فقط. هذه التجربة منحت اللاعبين خبرة ثمينة في المباريات الحاسمة، وهو ما ظهر جلياً في لقائهم أمام فولهام.
يوري تيليمانز، جون ماكغين، وعزري كونسا كانوا من أبرز نجوم تلك المسيرة، وواصلوا دورهم القيادي في مواجهة فولهام، مانحين الفريق توازناً في وسط الميدان وصلابة دفاعية واضحة.
آفاق المستقبل
يمثل هذا الفوز على فولهام خطوة أولى نحو استعادة الثقة، لكن التحدي الحقيقي يكمن في الاستمرارية. يحتاج أستون فيلا إلى استغلال عودة واتكينز للتسجيل، وتثبيت خط الوسط بقيادة ماكغين وتيليمانز، لتحقيق نتائج إيجابية متتالية تعيده سريعاً إلى المراكز الأوروبية.
المباراة المقبلة أمام فاينورد ستكون اختباراً حقيقياً لقدرة الفريق على التكيف مع ضغط المباريات المتلاحقة، خاصة مع المشاركة في بطولتين مختلفتين. النجاح في هذا التحدي سيؤكد أن انتصار فولهام ليس مجرد ومضة عابرة، بل بداية لمرحلة جديدة من الثبات والطموح.
بهذا الأداء المقنع، يضع أستون فيلا قدماً على الطريق الصحيح نحو موسم يمكن أن يجمع بين المنافسة المحلية والتألق القاري، مؤكداً أن الصبر والاستمرارية هما المفتاح لتحقيق أهدافه الكبرى.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news