قال المستشار بالديوان الملكي السعودي والمشرف العام على مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية، عبد الله الربيعة، إن المساعدات التي قدمتها المملكة العربية لليمن منذ اندلاع الحرب في 2014م، شملت جميع انحاء اليمن.
وكشف "الربيعة" في حوار مع "الشرق الأوسط"، على هامش أعمال الدورة السنوية الثمانين للجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك، أن أكثر من 60 في المائة من المساعدات السعودية الموجهة لليمن ذهبت إلى المناطق الشمالية الخاضعة لسيطرة جماعة الحوثي المصنفة دولياً في قوائم الإرهاب.
وتسيطر جماعة الحوثي بقوة السلاح على العاصمة صنعاء وأغلب المحافظات الشمالية منها: صعدة، عمران، ذمار، إب، البيضاء، ريمة، المحويت وحجة، إضافة إلى مساحات واسعة من الحديدة وأجزاء من الجوف ومأرب وتعز.
في المقابل، تبسط الحكومة اليمنية المعترف بها، نفوذها في المحافظات الجنوبية والشرقية مثل عدن، أبين، لحج، شبوة، المهرة وحضرموت، إلى جانب أجزاء من الضالع وتعز، بينما تبقى بعض المناطق في مأرب والحديدة مسرحاً لمعارك مستمرة وتبادل للسيطرة بين الطرفين.
وقال المستشار الملكي: "لو كانت المملكة تسعى لمعاقبة الشعب اليمني، لَأرسلت المساعدات إلى مناطق معينة وتركت مناطق أخرى"، مؤكداً أن المملكة "لا تستخدم العمل الإنساني وسيلة ضغط أو وسيلة سياسية أو عسكرية، ومن يشكك في ذلك فهو يشكك في الأمم المتحدة التي تُنفذ مشاريعنا في الشمال".
وأشار، إلى أن المملكة دعمت اليمن لعقود طويلة قبل الأزمة الأخيرة، وأنها منذ اندلاع الانقلاب على الشرعية عام 2015 قدّمت دعماً واسعاً شمل مختلف مناطق البلاد في الجوانب الإغاثية والإنسانية والتنموية. مضيفًا أن مركز الملك سلمان "نشأ في خضم الأزمة اليمنية ليكون شاهداً عملياً أمام يشكك في نوايا المملكة".
وأضاف أن السعودية لم توقف برامجها الإنسانية في اليمن منذ بداية الأزمة رغم توقف بعض المنظمات الأممية عن العمل في شمال اليمن، وسحب موظفيها من العمل نتيجة الانتهاكات والاعتقالات التي طالت موظفيها.
وكانت الأمم المتحدة اقرت مطلع سبتمبر الجاري نقل المقر الرسمي لمنسق الشؤون الإنسانية المقيم في اليمن إلى مدينة عدن، بعد أيام من شن جماعة الحوثي حملة مداهمات واسعة لمقرات الوكالات والمنظمات الأممية والدولية في صنعاء، واختطاف 22 موظفاً أمميًا جديداً، ليرتفع عدد المعتقلين لدى الجماعة إلى نحو 25 موظفاً أمميًا.
ولفت "الربيعة" إلى أن المملكة تواصل تشغيل مستشفيات كبرى مثل مستشفى صعدة الذي يعد اكبر مستشفيات المحافظة، والذي بُني من أموال المملكة ولا يزال يشغَّل من أموالها، ومستشفى حجة الذي بُني أيضاً من أموال المملكة ولا يزال يشغَّل بأموال المملكة.
وأعتبر أن هذا خير دليل على أنه حتى في المناطق التي هي معقل الحوثيين، فإن المستشفيات التي تعمل فيها هي من أموال المملكة، التي لا تريد أن تعاقب الشعب اليمني بسبب تعنت فئة عسكرية متمردة على الشرعية.
وأكد "الربيعة" أن المملكة لديها توجه سياسي واضح يسعى إلى الوصول إلى حل مستدام للأزمة اليمنية، يضمن مشاركة سياسية شاملة ويحقق الأمن والاستقرار في البلاد، لافتًا إلى أن السعودية تتطلع إلى رؤية اليمن مستقراً مزدهراً كما كان في السابق، وتعتزم الاستمرار في دعمه لتحقيق ذلك في المستقبل.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news