يشهد الجنوب هذه الأيام مرحلة مفصلية في تاريخه مرحلة تُمهد لعودة دولة الجنوب المستقلة التي طالما حلم بها أبناؤه. بعد سنوات طويلة من التهميش والصراعات يتهيأ الجنوب ليخطو خطوة جريئة على طريق استعادة سيادته الكاملة مع تحديد موعد مهم في 14 أكتوبر القادم وهو اليوم الذي ينتظره الملايين ليعلنوا فيه بداية عهد جديد
لم يكن الجنوب مجرد منطقة جغرافية بل كان قلباً نابضاً بالحياة والتقدم في المنطقة حيث سبق الجميع في مجالات عديدة خلال خمسينيات وستينيات القرن الماضي مثل العاصمة عدن التي استقبلت الكهرباء منذ عام 1926. بينما كانت معظم مناطق الجزيرة العربية آنذاك لا تزال تعيش في ظروف بدائية.
لكن الوحدة اليمنية التي تم الإعلان عنها عام 1990 لم تكن إلا بداية لفصل مظلم من الإقصاء والظلم للجنوب حيث بدأت قوة سياسية شمالية معروفة مدعومة من تحالفات داخلية وخارجية في فرض هيمنتها وتدمير مؤسسات الجنوب مما تسبب في تراجع كبير على كل المستويات ليس فقط اقتصادياً بل اجتماعياً وسياسياً.
اليوم يشهد الجنوب توافداً متزايداً للحراك الشعبي والسياسي الذي يرفض الانصياع لهذا الواقع ويطالب بعودة الدولة الجنوبية كاملة السيادة. وليس من قبيل الصدفة أن يتم اختيار 14 أكتوبر موعداً رمزيًا لهذه العودة فهو يوم يرمز إلى استقلال الجنوب وكرامته.
غير أن هذه العودة لا تخلو من تحديات كبيرة إذ تتربص قوى عدة بهذا المسار من بينها بعض الأطراف السياسية المحلية والإقليمية التي ترى في نهضة الجنوب تهديداً لمصالحها. وفي مواجهة هذه التحديات يأتي موعد 30 نوفمبر كفترة انتظار لفك الارتباك السياسي الذي شهدته الساحة الجنوبية، والتي قد تضع حدًا للصراعات والخلافات وتفتح الباب أمام بناء الدولة.
إن مستقبل الجنوب اليوم بيد أبنائه الذين يعرفون جيداً قيمتهم وقدرتهم على استعادة حقوقهم وليس بيد من يحاولون زرع الفتنة والتشويش. فالجنوب الذي كان قدوة في التطور في الماضي قادر على أن يعود إلى مكانته في المستقبل إذا ما توحد أبناؤه حول هدف واحد.
14 أكتوبر هو أكثر من مجرد تاريخ في التقويم إنه إعلان ولادة جديدة، ورسالة للعالم بأن شعب الجنوب عازم على استعادة دولته و30 نوفمبر سيكون محطة حاسمة نحو تحقيق الاستقرار وإنهاء حالة الارتباك السياسي التي عانى منها الجنوب طويلاً
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news