أدت غارات إسرائيلية دامية على أحياء العاصمة صنعاء إلى سقوط نحو 151 ضحية بين قتيل وجريح، فيما لا يزال البحث مستمرًا عن مفقودين تحت الأنقاض
،
وحسب مصادر محلية، فإن غارة إسرائيلية واحدة دمرت مبنى مكوّنًا من ثلاثة طوابق في حي الرقاص الشعبي وسط العاصمة، قرب الجامعة الرئيسية، مما أدى إلى انتشار الركام والدخان في الشوارع القريبة.
وأكدت المصادر أنه لا يوجد أي مقر أو مبنى للحوثيين في الحي، وهو ما يتناقض مع مزاعم جيش الاحتلال الإسرائيلي بأن الضربات استهدفت "مواقع عسكرية" تابعة للحوثيين.
وأشار السكان إلى أن عشرات القتلى والجرحى سقطوا جراء القصف، ليس فقط في المبنى المستهدف، بل أيضًا في المباني المجاورة التي تضررت، وبينهم نساء وأطفال.
كما استهدفت الغارات مقر الاحتجاز التابع للأمن والمخابرات في الحي السياسي، ما أسفر عن سقوط قتلى وجرحى بين المعتقلين السياسيين. وفي هذا السياق، زعم الحوثيون أن إسرائيل أرادت من خلال الضربة تهريب المعتقلين.
حصيلة رسمية
أعلنت وزارة الصحة التابعة للحوثيين أن حصيلة الضحايا بلغت ثمانية قتلى و142 جريحًا وفق إحصائية أولية، مشيرة إلى أن القصف استهدف مناطق مكتظة بالسكان
، في حين
أعلنت وزارة الكهرباء أن الهجمات طالت محطة ذهبان الكهربائية والمؤسسة العامة للطاقة المتجددة شمال صنعاء، ما أدى إلى مقتل شخص وإصابة أربعة آخرين.
غضب وتنديد شعبي
وقد أثارت الغارات الإسرائيلية الأخيرة على العاصمة صنعاء موجة غضب شعبي واسعة، بسبب استهداف الأحياء السكنية والمباني المدنية المكتظة بالسكان وأخرى على قائمة التراث العالمي.
وأكد سكان المدينة أن الضربات لم تقتصر على المباني العامة أو مواقع مزعومة عسكرية، بل طالت منازل المدنيين، وأسفرت عن سقوط قتلى وجرحى بينهم نساء وأطفال.
وتعكس ردود فعل المواطنين شعورًا بالغضب والاستنكار، معتبرين هذه الغارات أهدافًا عشوائية تتجاهل حياة المدنيين، وتزيد من معاناتهم في ظل الوضع الإنساني الصعب.
وتأتي هذه الموجة من الغضب الشعبي لتضيف بعدًا إنسانيًا على الأزمة، حيث يتصدر المدنيون قائمة الضحايا بينما تتعدد الدعوات المحلية والدولية لمحاسبة المسؤولين الإسرائيليين عن هذه الانتهاكات وحماية المدنيين.
وقال صاحب الحساب "تامر" : "قصف جيش الإبادة الإسرائيلي العاصمة الحبيبة صنعاء بأكبر غارة حتى الآن منذ بداية الحرب، حيث أسقط 70 قنبلة على أحياء سكنية في المدينة. حمى الله صنعاء وأهلها، وحَمى الله من حافظ على عهده ووعده ولم يتراجع ولم يستسلم".
أما زوجة الدكتور المعتقل علي أحمد المضواحي في سجون الحوثيين بصنعاء فعلقت بقولها: "إلى أصحاب القرار في صنعاء، أنا زوجة الدكتور علي أحمد المضواحي، المخفي قسرًا ولا أعلم مصيره. أتابع الأخبار عن استهداف جهاز الأمن والمخابرات، وتداول أنباء عن قتلى وجرحى من المعتقلين، فيزداد خوفي وقلقي. نحن كعائلات نعيش قلقًا مضاعفًا، ونطالبكم أن تطمئنونا عن المعتقلين وسلامتهم. إن الصمت لا يزيدنا إلا ألمًا ومعاناة. أريد الاطمئنان على زوجي ولا أعرف كيف".
وعلقت عهد العزعزي: حي الرقاص "الذي تجتمع فيه بيوت أغلب عائلتي" وواحد من أكثر أحياء العاصمة صنعاء ازدحامًا ويضجّ بالمئات من الأسر والبيوت المتلاصقة.
وأضافت "تخيلوا قصفًا فوق هذا المكان المكتظ كم عدد الضحايا سيترك خلفه؟ أي فزع وألم عاشته هذه العائلات لا يقل قسوة عن الذين باتوا تحت الركام".
سفير اليمن لدى منظمة اليونسكو
إلى ذلك، قال محمد جميح، سفير اليمن لدى منظمة اليونسكو إن: "العدوان إسرائيلي جديد يستهدف العاصمة صنعاء… ضحايا مدنيون، واستهداف للمدينة القديمة المصنفة على قائمة التراث العالمي.
وأضاف "اليونسكو مطالبة بالتحرك، وقد خاطبت المنظمة بخصوص الضربات السابقة والأضرار التي خلفتها على المتحف الوطني. الليلة أصابت الضربات حرم المدينة القديمة، وألحقت أضرارًا بالغة بمنازلها التي تعد واحدة من أقدم مدن العالم".
بيانات إدانة
بدورها، أصدرت الهيئة العامة للآثار والمتاحف بيانًا أدانت فيه بأشد العبارات القصف الإسرائيلي الذي استهدف الخميس مدينة صنعاء القديمة، المسجلة على قائمة التراث العالمي لليونسكو منذ عام 1986، ولا سيما في الجزء الشرقي من المدينة: حارات البكيرية وصلاح الدين والمفتون، ما أدى إلى أضرار جسيمة طالت المباني التاريخية والبيئة العمرانية.
وقالت الهيئة: "استهداف مدينة صنعاء التاريخية يُعد جريمة جديدة تضاف إلى سلسلة الانتهاكات الصارخة للقانون الدولي، وعلى وجه الخصوص اتفاقية لاهاي لعام 1954 لحماية الممتلكات الثقافية في حالة النزاع المسلح. فالعدوان الإسرائيلي الذي يستهدف صنعاء القديمة يهدد بفقدان تراث إنساني لا يخص اليمن وحده، بل يمثل ذاكرة وهوية البشرية جمعاء".
ودعت الهيئة منظمة اليونسكو والمنظمات الدولية المعنية إلى تحمل مسؤولياتها العاجلة والقيام بواجبها في رصد وإدانة هذه الانتهاكات الخطيرة والحفاظ على التراث الإنساني المهدد.
الجدير بالذكر أن "الغارات الإسرائيلية الأخيرة على صنعاء لم تقتصر على سقوط ضحايا مدنيين، بل طالت كذلك مواقع حيوية كمبنى الأمن والمخابرات ومحطة الكهرباء، إضافة إلى إلحاق أضرار جسيمة بمدينة صنعاء القديمة المصنفة تراثًا عالميًا،
وقد جاءت ردود الفعل محلية ودولية غاضبة ومنددة، وسط مطالبات بمحاسبة "حكومة الاحتلال الإسرائيلي" على انتهاكاتها وحماية المدنيين والممتلكات الثقافية.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news