يحيي الشعب اليمني الذكرى الـ63 لثورة السادس والعشرين من سبتمبر المجيدة، التي اندلعت شرارتها في العام 1962 لتضع حدًا لحقبة مظلمة من حكم الإمامة الكهنوتية العنصرية، تلك الحقبة التي كرّست التخلف والجهل، وأورثت اليمنيين ثلاثية الفقر والمرض والأمية.
وفي هذه المناسبة، أكد رئيس مجلس القيادة الرئاسي رشاد العليمي أن الشعب اليمني ماضٍ بثبات في طريق الحرية والسيادة، ولن يسمح بعودة الكهنوت وخرافة الولاية الزائفة، مشددًا على أن القرار الوطني والسيادة لا بد أن يبقيا بيد اليمنيين وحدهم.
وفي خطاب ألقاه عضو مجلس القيادة الرئاسي عثمان مجلي نيابة عن العليمي، أشار إلى أن المقاومة الشعبية والقوات المسلحة لعبتا دورًا حاسمًا في كل مدينة وقرية من أرض الوطن، لإفشال أوهام المشروع الإمامي الجديد الذي تمثله مليشيا الحوثي الانقلابية المدعومة من النظام الإيراني، مؤكدًا أنه "لا عودة لعصور الظلام ولا ولاية للسلالة".
وأضاف العليمي: "بعد أحد عشر عامًا من الانقلاب الغاشم الملطّخ بالقتل والانتهاكات، تلوح في الأفق بشائر النصر والخلاص، واستعادة الاعتبار للجمهورية وسيادة الدولة، التي وُلد في كنفها معظم أبناء هذا الجيل، وسيشبّون في ظلها حاملين مستقبلها الواعد، منتصرين بوهج سبتمبر وروح ثواره الأحرار".
وشدد على أن الحرب التي أشعلتها مليشيا الحوثي السلالية، بدعم من نظام الملالي في إيران، حرب خاسرة لا محالة، لأنها مواجهة بين الحق والباطل، بين الحرية والعبودية، بين الجمهورية والإمامة، بين الماضي والمستقبل.
كما جدد العليمي التزام مجلس القيادة الرئاسي بالعمل بروح الفريق الواحد والمسؤولية المشتركة، وعلى الشراكة الوطنية كضمانة لتعزيز الصمود ومواصلة معركة استعادة الدولة حتى تحقيق النصر.
رئيس الوزراء سالم بن بريك قال: "ثلاثة وستون عامًا من فجر الحرية والجمهورية تؤكد أن ثورة 26 سبتمبر لم تكن حدثًا عابرًا، بل كانت ولادة جديدة لليمنيين وكسرًا لقيود الاستبداد والكهنوت". وأضاف: "اليوم، ونحن نواجه المحاولات البائسة لمليشيا الحوثي لإطفاء شعلة سبتمبر، نزداد يقينًا أن روحها خالدة في وجدان شعبنا، ونجدد العهد على استكمال استعادة الدولة وإنهاء الانقلاب. النصر حليف من يتمسك بالجمهورية والحرية والكرامة والعدالة والمواطنة المتساوية".
رئيس هيئة الأركان العامة الفريق صغير حمود عزيز أكد أن "ثورة 26 سبتمبر علمتنا أن الحرية تُنتزع ولا تُمنح، وأن وحدة الصف هي السلاح الأقوى في مواجهة الطغيان. تلك دروس وعِبر ضربت أمثالها للأجيال، وستظل نبراسًا نهتدي به في حاضرنا ومستقبلنا لمواجهة كل ما يهدد بناء الدولة الحديثة".
ثورة سبتمبر.. معركة الإرادة أمام تفوق السلاح
من جانبه، قال نائب رئيس الجمهورية السابق الفريق الركن علي محسن الأحمر إن رأس مال اليمن والجمهورية والوحدة يكمن في وحدة صف اليمنيين وتجاوزهم الخلافات الصغيرة من أجل الحفاظ على المكتسبات الوطنية، مشيرًا إلى أن المعايير المادية والعسكرية لم تكن يومًا الفيصل في تحقيق النصر.
وفي مقال له بمناسبة الذكرى، أوضح الأحمر أن محاولة الإمامة إسقاط صنعاء خلال حصار السبعين يومًا برهنت أن الإرادة الشعبية هزمت تفوق السلاح، حيث تصدى أربعة آلاف مقاتل من الجيش والأمن والطلاب والعمال لعشرات الألوف من المهاجمين المدججين بالسلاح.
وأضاف أن أحداث 2014 جسدت الدرس ذاته؛ إذ لم يتجاوز عدد مليشيا الحوثي حينها بضعة آلاف، بينما كانت العاصمة تضم عشرات الآلاف من الضباط والجنود الذين عجزوا عن المقاومة بفعل غياب وحدة الكلمة وافتقاد القيادة الشجاعة، وهو ما أدى – بحسب تعبيره – إلى سقوط الدولة "على طبق من ذهب" نتيجة الصراعات الشخصية وقصر النظر.
رئيس الإصلاح: 26 سبتمبر أزال عمى الخرافات
بدوره، قال رئيس الهيئة العليا للتجمع اليمني للإصلاح محمد عبدالله اليدومي، إن ثورة 26 سبتمبر منحت الشعب اليمني حق التعبير عن إرادته، وأزاحت عن كاهله ظلم الطغاة الذين فرضوا عليه التسبيح بحمدهم ليل نهار، وزيّنوا له الذل والخنوع حتى جعلوا من إذعانه علامة على تدينه.
وأكد اليدومي أن الثورة حطمت أصنام الجهالة، وأزالت غشاوة الخرافات، وأعلنت أن لا خضوع إلا لله ولا اتباع إلا لشريعته، ولا مسار في الحياة إلا وفق منهجه القويم.
المخلافي: ثورة سبتمبر نقطة تحول
من جانبه، أكد الشيخ حمود سعيد المخلافي، رئيس المجلس الأعلى للمقاومة الشعبية، أن ثورة السادس والعشرين من سبتمبر كانت نقطة تحول تاريخية فارقة، إذ انتشلت الشعب من براثن الجهل والظلام إلى عهد الجمهورية والوحدة والحرية.
وقال المخلافي إن المقاومة الشعبية ستبقى الحصن الحصين لمكتسبات الوطن والدرع الواقي للجمهورية في مواجهة المشاريع الهدامة، مشيرًا إلى أن ثورة سبتمبر لم تكن حدثًا عابرًا، بل ثمرة تضحيات جسام ومعاناة طويلة، وتجسيدًا لحاجة الشعب إلى التحرر من الاستعمار والإمامة.
وأضاف أن هذه الثورة امتدت جذوتها لتشعل ثورة 14 أكتوبر في جنوب الوطن، وأن سر الانتصار في تلك المراحل كان المقاومة الشعبية التي قدمت قوافل من الشهداء والمجاهدين وأسست لعهد الجمهورية والوحدة.
وأوضح أن مشاريع الانفصال والإمامة عادت اليوم بوجه جديد، وهو ما دفع أحرار اليمن لإحياء روح الكفاح الوطني في جبهات القتال بتعز ومأرب والجوف والضالع وعدن وصعدة، مؤكدًا أن اليمنيين يثبتون من خلال ذلك أن البطولة لم تمت وأنهم ما زالوا متمسكين بالجمهورية وثوابتها.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news