ثورة 26 سبتمبر .. فجر اليمن الذي بدّد ظلام الكهنوت
قبل 8 دقيقة
في مثل هذا اليوم من عام 1962م، دوّى صوت الحرية من جبال اليمن، معلناً ميلاد الجمهورية وسقوط عرش الإمامة الكهنوتية التي حكمت البلاد قروناً بالجهل والفقر والتخلف. لقد انتصرت إرادة الشعب اليمني في ثورة 26 سبتمبر المجيدة، وارتفع علم الجمهورية في سماء صنعاء إيذاناً ببداية عهد جديد من النهضة والحرية والأمن والاستقرار والديمقراطية
.
جاءت ثورة سبتمبر كثمرة لنضال طويل، وحملت في طياتها تطلعات شعب بأكمله نحو مستقبل أفضل، حيث بدأت منجزاتها تصل إلى القرى والعزل والمديريات، وانطلقت قوافل التعليم والتنمية والبناء في مختلف أرجاء الجمهورية. وكان تتويج هذه المنجزات تحقيق الوحدة اليمنية في 22 مايو 1990م، والتي مثلت حلم الأجيال وهدف الثورة الأسمى.
لكن، وللأسف الشديد، وفي الوقت الذي بدأ فيه اليمن يجني ثمار ثورته، كانت بقايا ومخلفات الإمامة الكهنوتية تُعيد تنظيم صفوفها في الظلام، وتبني خلاياها بدعم إيراني، حتى وجدت ضالتها في 21 سبتمبر 2014م. يومها، انقضت المليشيا الحوثية على الدولة ومؤسساتها، وانقلبت على الجمهورية، وسيطرت على العاصمة صنعاء وعدد من محافظات الجمهورية، لتنفيذ مشروعها الطائفي الكهنوتي المدعوم من الحرس الثوري الإيراني.
مارست هذه المليشيا أبشع أنواع الظلم والاستبداد، ودمرت منجزات الدولة بطريقة ممنهجة، وعادت باليمن قروناً إلى الوراء. حكمت البلاد بالحديد والنار، وسعت لإعادة صياغة المجتمع اليمني وفق أيديولوجيا عنصرية لا تمت لتاريخ اليمن وهويته الوطنية بأي صلة.
واليوم، ونحن نحيي الذكرى الـ63 لثورة سبتمبر، يعيش أبناء اليمن في معظم المحافظات الشمالية تحت سلطة الموت الحوثية، التي تسفك الدماء، وتلاحق الأحرار، وتعتقل وتعذّب وتعزل وتجهّل؛ سلطةٌ تستعبد الناس وتذلهم، وتتعامل مع الوطن كغنيمة، ومع الشعب كعبيد.
لكن هذا الليل الحالك لن يطول، ولن تدوم هذه الغمّة، لأن إرادة الشعوب لا تُقهر، ولأن الحرية لا تموت. فكما أسقط الشعب اليمني عرش الإمامة بالأمس، سيسقط اليوم الكهنوت الجديد، وسيستعيد الجمهورية من بين أنياب المشروع الإيراني الطائفي.
إن سبتمبر ليس مجرد تاريخ، بل هو روح اليمن وفجره الخالد، وهو موعد اليمنيين مع الحرية والانعتاق، مهما حاول الظلاميون طمس نوره أو إطفاء شعلته.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news